Advertisement

لبنان

"حركة من دون بركة" والعقدة المسيحية على حالها

Lebanon 24
03-07-2018 | 23:00
A-
A+
Doc-P-489913-6367056677332931885b3c383d8604b.jpeg
Doc-P-489913-6367056677332931885b3c383d8604b.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

تجمع المصادر المتابعة للاتصالات المكثّفة التي تجري على أكثر من صعيد، في الوقت الضائع حكومياً، على انها لم تساعد حتى الساعة في كسر جليد العقد التي تحول دون عملية التأليف، لا سيّما في ما يتعلّق بالعقدة المسيحية، خصوصاً وان اللقاءات الأخيرة ما بين "التيار الوطني الحرّ" و"القوات اللبنانية" عملت على تهدئة الأجواء ما بين الطرفين واعادة ترميم ما يمكن ترميمه من اتفاق معراب.

ماذا دار في لقاء باسيل- رياشي؟

وأشارت المعلومات الصحافية الى ان اللقاء الذي جمع أمس وزير الخارجية جبران باسيل ووزير الاعلام ملحم رياشي، جاء عقب اتصال بين باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، وهو هدف الى كسر الجليد الذي ساد العلاقة ببن الطرفين في المرحلة السابقة واتفق فيه على تصحيح مكامن الخلل الذي اعتراها واعادة بناء الثقة بين الطرفين، وذلك بمتابعة مباشرة من الرياشي وكنعان، وبتنسيق مع كل من جعجع وباسيل تمهيداً للقاء مقرر بينهما يتوّج تجديد المصالحة وذلك بعد عودة باسيل من اجازة عائلية خارج لبنان، بحسب صحيفة "النهار"، أما الموضوع الحكومي فلم يبحث فيه وهو متروك الى ما بعد اعادة ترميم الاتفاق السياسي بينهما، وتحصين المصالحة المسيحية بعد اهتزازها.

وذكرت صحيفة "اللواء" ان باسيل حرص على الفصل بين المصالحة المسيحية، وعملية تأليف الحكومة، وكانت التهدئة الإعلامية موضع اتفاق، وقد أكد الطرفان ضرورة اعادة بناء العلاقة والثقة بين التيار والقوات، وان لا عودة الى الوراء وان المصالحة المسيحية تبقى اساسية لأنها ادت الى اراحة الشارع المسيحي، وبالتالي ركزا على اهمية التمسك بـ "تفاهم معراب" وتصحيح الخلل الذي اعترى العلاقات وعلى استئناف اللقاءات بين الطرفين عبر عرّابي تفاهم معراب الوزير رياشي والنائب كنعان.

مصادر اطّلعت على أجواء اللقاء، أكّدت لـ"الأخبار" أن الاجتماع تمحور أساساً حول العلاقة بين التيار والقوات، ولم يتناوَل الموضوع الحكومي إلّا عابراً. وبحسب المصادر، "جرت مراجعة للمرحلة الماضية تخللها نقاش في تفاصيل ما جرى بين الطرفين، في إطار الاستعداد لبناء علاقة متجددة، وتفعيل اتفاق معراب، ولا سيما في ظل رئاسة التيار الجديدة. واتُّفق على عقد لقاء ومتابعة بين الرياشي وكنعان لرسم خريطة طريق المرحلة المقبلة، على أن تنفَّذ خطوات عملية على طريق تفعيل العلاقة بين الطرفين".

غير أن مصادر "وسطية" شكّكت عبر "الأخبار" في إمكانية نجاح تجديد "اتفاق معراب" في ظلّ العلاقة السّيئة بين باسيل وجعجع، وعمليّة توزيع الأدوار بين عون وباسيل في التعامل مع القوات وفرقاء آخرين، فضلاً عن عودة الانقسام الداخلي إلى ما يشبه معسكري 8 و14 آذار السابقين حيال تراكم ملفّات الإقليم، وارتباط حصّة القوات في الحكومة بعلاقة الرئيس سعد الحريري مع السعودية.

التيار الوطني الحرّ: باقون على موقفنا

في هذا الاطار، أشارت مصادر "التيار الوطني الحرّ" لـ"الجمهورية" الى ان لقاء باسيل ـ الرياشي ـ كنعان هو تتمة للقاء بعبدا. فبعد الشرخ والبعد الكبير الذي شهدته العلاقة بين "التيار" و"القوات" كان من الضروري ترميم الثقة لكي نستطيع ان نتكلم مجدداً عن تفاهمات سياسية وغير سياسية. لكن ما يؤكّد عليه "التيار" و"القوات" هو إعلان النيّات المُجسّد للمصالحة المسيحية، وآلية التعاطي بين بعضنا البعض وردت فيها. من هذا المنطلق عدنا إليها، والعمل سينطلق في الايام المقبلة بعيداً من الاعلام بين الطرفين والبحث عن سبل إمكانية إعادة ترميم الثقة، ولا شك انّ هذا الخرق الايجابي الذي حصل فتح الباب لمَسار جديد، ولكن تبقى المتابعة وترجمة هذه النوايا الأساس في تحديد معالم المرحلة المقبلة".

واذ أكدت أوساط "التيار الوطني الحر" انّ قيادته لا ترفض استئناف التواصل مع "القوات"، وانها لا تستبعد احتمال حصول لقاء بين باسيل وجعجع، شدّدت على انّ ذلك لا يمكن أن يغيّر شيئاً في جوهر الموضوع، وهو انّ كل طرف يجب ان يتمثّل في الحكومة الجديدة وفق حجمه. واستغربت سَعي البعض الى اختراع معايير غير منطقية في التوزير "فقط حتى يبرروا مطالبهم المُنتفخة".

القوات: لا تبنوا الآمال

"القوات اللبنانية" لم تكن بعيدة عن هذا الكلام، اذ دعت أوساطها عبر "الجمهورية" الى عدم زرع آمال كثيرة، لكنّ المفاوضات الجارية هي بناء على تَمنّي رئيس الجمهورية. لذا، يفترض ان تكون على أرضية سياسية تَهدوية بعيداً من التشنج السياسي، ولكنها تنطلق من المربّع الاول في ظل عدم الاتفاق بين "القوات" والوزير باسيل على وزن كل طرف من الطرفين داخل الحكومة.

وشددت المصادر على ان "القوات" متمسّكة بالنتائج التي أفرزتها الانتخابات، والوزير باسيل متمسّك بوجهة نظره، والمطلوب الوصول الى وجهة نظر واحدة ومشتركة حول المشاركة الحكومية. ولا يمكن تأليف الحكومة من دون تدوير زوايا متبادل بين الطرفين، وإلّا ستبقى الامور عالقة والعقد تُراوح مكانها. فاجتماع من هذا النوع مفيد لقراءة "تفاهم معراب" مجدداً من ألفه الى يائه، بعدما اهتزّ بمقدار كبير في الآونة الاخيرة.

وفي هذا الإطار، توقعت اوساط سياسية في "القوات" ان لا يكون الحوار مع "التيار الوطني الحر" سهلاً بالنظر إلى ان باسيل ما زال متصلباً بموقفه، ما يعني ان الأمور بحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل تجاوز العقبات الموجودة، سواء ما يتعلق بالحصة المسيحية أو الحصة الدرزية، وسط توقعات بأن لا تكون هناك حكومة في وقت قريب وربما تحتاج الأمور الى أكثر من اسبوعين لانضاج الطبخة الحكومية، الا في حال حصول مفاجأة قد تفضي إلى ولادة سريعة للحكومة، إذا ما اقتنع المعرقلون بضرورة الاعتراف بالواقع التمثيلي للمكونات السياسية الأخرى، وبما حققته من نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة.

الحكومة لا تزال في البداية

وفي ما يتعلّق بتأثير هذه اللقاءات في تسريع وتيرة تشكيل الحكومة، وقالت مصادر قريبة من الرئيس الحربري إن الأمور في شأن الحكومة ليست مقفلة، لكنها ما زالت تحتاج الى مزيد من الجهد الذي يبذله كل الاطراف المعنيين. ومع عودة الحريري من إجازته العائلية سيعاود تكثيف اتصالاته على ان يلتقي الرئيس عون نهاية هذا الاسبوع.

وقالت مصادر "بيت الوسط" لـ"الجمهورية" انّ العقد التي تعوق تأليف الحكومة "ما تزال على حالها". وأبدت خشيتها من "ان تكون بعض المواقف والمواجهات الإعلامية المتبادلة قد انعكست عودة الى نقطة الصفر". وقالت: "انّ الرئيس المكلّف قام بما عليه من اتصالات، وسَجّل بعض الخروق من اجل إعادة أجواء التهدئة، وخصوصاً على مستوى الحوار المسيحي ـ المسيحي". وتوقعت "ان ينتج هذا الحوار ما يؤدي الى حلحلة ما قبل موعد عودة المساعي الى زخمها الإيجابي". واكدت "انّ المحركات لن تتوقف"، وانّ الحريري "سيواصل اتصالاته، والأمور باتت مرهونة بعودة السّاعين الى تأليف الحكومة من الخارج، والذين سينضمّ إليهم اليوم أو غداً رئيس "التيار الوطني الحر" الذي سيغادر بيروت وعائلته الى ايطاليا".

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك