Advertisement

لبنان

الإذاعة في يومها العالمي.. هل من يستمع؟

زينب زعيتر

|
Lebanon 24
13-02-2019 | 06:49
A-
A+
Doc-P-555980-636856628152523888.jpg
Doc-P-555980-636856628152523888.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على قيد حياة وتواصل مع المستمعين، بقي الراديو (البث الإذاعي) وسيلة تتحدى الطفرة الإعلامية في عالم المرئي والتواصل الإجتماعي، لإمتلاكه طبيعة خاصة تسمح للمتلقي برسم الصورة والصوت والمضمون في توليفة خاصة. وبين "تنهدات" مذيعة عبر الأثير الى الآذان مباشرة و"تفاهة" أداء حواري من جهة... في مقابل رصانة تقديم يليق بالذوق العام وبرامج هادفة ومسلية وقريبة الى المستمع من جهة آخرى، هكذا بات حال الإذاعات اليوم.
Advertisement

ويبقى المؤكد أنّ الراديو بشكل أو بآخر، حافظ على أدائه وسيطاً يصل الى الملايين، وما يزال يملك سحراً يجعلنا نتوقف عند كل سؤال عما إذا كان للراديو بعد وجوداً في عالم الصورة، حيث تأتي الإجابة مختلفة بإختلاف حاجتنا الى الإستماع الى الإذاعة، على أن يكون المشترك بينها هو أنّ الإذاعة تذكّرنا بالتاريخ ولها علاقة بحاضرنا والمستقبل. 

وفي الثالث عشر من شباط من كل عام، يُحتفل باليوم العالمي للإذاعة، وتم إختيار هذا التاريخ تزامناً مع ذكرى إطلاق إذاعة الأمم المتحدة في العام 1946. وحددت "اليونسكو" موضوع إحتفالية هذا العام بعنوان "الحوار والتسامح والسلام"، على إعتبار أنّ البث الإذاعي يمكن أن يوفر منبراً للحوار والنقاش الديمقراطي حول قضايا عدة ويساعد على رفع مستوى الوعي بين المستمعين ويلهم الفهم لوجهات نظر جديدة ويمهد الطريق لعمل إيجابي.

تدرك المحطات الإذاعية تماماً حجم التحدي لبقائها ضمن السباق الإعلامي، وهو ما لجأت إليه الإذاعات الخاصة، بإتخاذها خيار التجديد والإبتكار، وتحولت من المذياع حصراً الى إستخدام تقنيات الصورة والبث المباشر المرئي من خلال صفحات مواقع التواصل الإجتماعي، وأصبح من الممكن متابعة المحطات من خلال الإنترنت ودون الحاجة الى جهاز راديو. معادلة تندرج ضمن إطارين، بين إعتراض على التجديد للحاق بركب "الإستخفاف" بالذوق العام ما جعل الراديو يفقد بريقه، وبين تأكيد على الحاجة الملحة الى النهوض بالراديو صوب توسيع الإرسال ليطال ليس فقط "جمهور السيارات" بل الجمهور الأعم. فماذا عن إذاعة لبنان، المحطة الجامعة لكل اللبنانيين؟.

المؤكد وبحسب المتابعة العامة وجزء من إختبار شخصي لحال الإذاعة اللبنانية أنّها لا تزال لغاية اليوم تحترم الجمهور كما إحترامها للغة، إذاعة هادفة بباقة من البرامج الإجتماعية التي تصوب القضية الى الحل كصلة بين المواطن والمسؤول من جهة، إضافة الى البرامج الثقافية والترفيهية والفنية التي تطال الشريحة الأوسع من الجمهور من جهة آخرى. فأي تحديات تواجه الإذاعة اللبنانية في اليوم العالمي للإذاعة؟.

في حديث خاص لمدير الإذاعة اللبنانية محمد غريب لـ"لبنان 24"، يؤكد أنّ التحدي الأبرز الذي تواجهه إذاعة لبنان هو تحدٍ تقني، يتمثل في الوصول الى كل اللبنانيين في جميع المناطق. بالنسبة الى غريب وهو الذي تولى مهمة الإدارة حديثاً، فإنّ هذا العنوان سيكون على رأس أولوليات عمله، "سوف أتابع الملف للوصول الى الخواتيم الإيجابية سريعاً، وخصوصاً أنّ هذه المشكلة ترتبط الى حد كبير بإطار الروتين الإداري".

يتحدث غريب بإسهاب عن برامج الإذاعة، مؤكداً أنّها موجهة الى كل اللبنانيين، "تأتي لتعالج مشاكلهم من جهة، وتفتح المجال للمواطنين لإيصال صوتهم بعيداً عن كل الحسابات الضيقة والمذهبية والسياسية، وبعيداً من أي تعصب من جهة أخرى". لا ينفي غريب أنّه ثمة تقنيات إعلامية يجب إتباعها، "ولكني لا أفضل اللحاق بالحدث على غرار ما تقوم به الوسائل الإعلامية، بل نعتمد على أسلوب خاص يبحث وراء الحلول أكثر من مجرد التنظير والكلام الكثير".

يؤكد غريب ختاماً أنّ الإذاعة اللبنانية لا تزال مسموعة، "على الشارع وفي البيوت، ومن مختلف الأجيال، ونحن اليوم مطالبون بتوسيع الإرسال من قبل المواطنين أنفسهم الذين يستمعون الى الإذاعة عبر الموقع الإلكتروني الخاص. وسنسعى الى الإيفاء بوعودنا للوصول الى اللبنانيين كافة".

كما العلم، ترمز الإذاعة اللبنانية الى تاريخ لبنان وحاضره، 81 عاماً ولا تزال تحتفظ ببريق خاص يجذب إليها الأجيال مختلفة، على الرغم من سيطرة الثورة الرقمية. وبتجربة متواضعة من داخل إستديوهاتها على مدى سنوات ثلاث، يُكشف السر بإرتباط عميق بين ما يخرج من قلب المذيع مباشرة عبر الترددات الى أذن المستمع ووجدانه، ولو علمت أنّ شخصاً واحداً فقط يستمع إليك، وإستطعت أن تؤثر فيه بشكل أو بأخر، فهذا يوازي الكثير من الرضى والحب، حيث لا يزال هناك مجالاً لكلمة من القلب الى القلب.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

زينب زعيتر