Advertisement

لبنان

دولة الرئيس... الزواج الماروني "كان يا ما كان"!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
21-03-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-568364-636887556619040546.jpg
Doc-P-568364-636887556619040546.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
صودف كلام رئيس الحكومة سعد الحريري، أمام أعضاء نقابة الصحافة، عن أن التسوية الرئاسية هي كالزواج الماروني، مع وجودي في المحكمة الروحية المارونية في الذوق، في زيارة لأحد الأباء القضاة الروحيين.
Advertisement

ومن الصدف أيضاً أن محور حديثنا كان عن النسبة العالية من معاملات فسخ الزواج أو بطلانه لدى العديد من أبناء الطائفة المارونية، وما تشكّله هذه الظاهرة المتنامية في تفسّخ في العائلات، المفترض بها أن تكون ملتزمة قوانين الكنيسة وتعاليمها وما تفرضه من إلتزامات تبدأ بعيش قيم الأنجيل ولا تنتهي بما تفرضه الكنيسة من موجبات وطقوس جماعية من شأنها ترسيخ الإيمان الحقيقي، المستندة إلى قول السيد المسيح "ما جمعه الله لا يفرقه الإنسان، ومن طلق أمرأته لغير ذي علة فهو قد زنا، ومن تزوج مطلقة فقد زنا أيضًا.

وفي إعتقاد هذا الكاهن – القاضي، أن من بين أسباب كثرة حالات الهجر وفسخ الزواج أو إبطاله، وهو الشائع بين الشباب، تعود إلى أن كلا الطرفين، اللذين قالا "نعم" أبدية أمام الله، يوم تكللا، بما تعنيه هذه "النعم" من تقبل الآخر، بحسناته وسيئاته، وفي الصرّاء والضرّاء، غير مستعدين لتقديم التنازلات والتضحية وعدم التشبث بما يعتقده أحد الطرفين صوابًا قد يحتمل الخطأ، وما يعتقده الآخر خطأ قد يحمل بعض أوجه الصح.

وما يقال عن المشاكل، التي تعترض الزوجين، وإن كانا مارونيين، يمكن تعميمه على مستوى الوطن، إذ أن "الزواج بالمعنى الماروني"، على ما قصده الرئيس الحريري، بأنه دائم لم يعد كذلك، ما لم يكن طرفا التسوية على مسافة واحدة مما ألتزما به، وبما تمّ التوافق بينهما، لكي تكون هذه التسوية عادلة ولا تشوبها شائبة، وبالتالي لا تؤثر سلباً على باقي الأطراف، الذين هم خارج هذه التسوية، بمعنى ألاّ تكون نتائجها على حسابهم، ولا تأخذ في الإعتبار المصالح الوطنية، التي هي خارج إطار ما هو متعارف عليه بالتسوية، التي يُفترض أت تكون بين فريقين لا ثالث لهما، وهذا ما يتناقض مع روحية الدستور، الذي جاء في مقدمته أن جميع اللبنانيين متساوون في الحقوق والواجبات.

 يتفهمّ المحيطون بالرئيس الحريري الأسباب، التي تجعله يعض على الجرح، بعد الكلام العالي السقف، الذي أطلقه الوزير جبران باسيل، وهو الذي يحاول، أي الرئيس الحريري، تخطّي كل الحواجز الموضوعة في الطريق الذي رسمه لإنتشال البلد مما يتخبّط به من مشاكل وما يعترضه من صعوبات تحتّم على أي مسؤول التعاطي مع الوقائع بروحية وبصفات من يريد أن يأكل عنباً وليس قتل الناطور، لأن عدم الإكتفاء بأكل العنب يعني إدخال البلاد في متاهات لا خروج منها.

ولكي يدوم "الزواج الماروني" يفترض بالشريكين تقديم التنازلات، وليس طرف واحد، على أن يؤخذ في الإعتبار مصلحة الجميع، حتى وإن لم يكونوا من بين المدعوين إلى عرس التسوية وغير مشاركين فيه.  
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك