Advertisement

لبنان

رمضان ... يطرق بوابة المدينة بنصف يد!

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
06-05-2019 | 01:04
A-
A+
Doc-P-584290-636927268458361202.jpg
Doc-P-584290-636927268458361202.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يحلّ شهر رمضان ضيفاً عزيزاً خفيف الظل على مدينة طرابلس، حيث يحمل معه الكثير من العطاء والثواب، ويدفع الصائمين الى تجديد مشاعر الألفة والمحبة فيما بينهم وترسيخ العلاقات الاسرية والصداقات الاجتماعية. الا أن شهر الخير والبركات يأتي تحديدا في هذا العام بالتزامن مع عدد من الازمات الاقتصادية والمالية التي يمرّ بها لبنان، فيطرق بوابة المدينة بنصف يد! 
Advertisement

نعم نصف يد، ففي جولة سريعة على أحياء المدينة الفقيرة، تستطيع بسهولة أن تلاحظ الحسرة في عيون الكثير من الطرابلسيين الذين يتحضرون لخوض معركة الطاعات متسلحين بالايمان والالتزام فيعضّون على جرح الحاجة رغم قسوة الظروف المعيشية وارتفاع معدّل البطالة لمواجهة قلّة الحيلة ومرارة العوز. 

الجيوب شبه فارغة في حين أن حجم الانفاق خلال هذا الشهر الكريم يكاد يكون ضعف المدخول الشهري للمواطن العادي، بحيث يضطر البعض للاستدانة، الأمر الذي يفرض على كاهلهم التزامات مادية كبيرة ويحول فرحتهم برمضان الى همّ يلاحقهم في كل يوم وينغّص عليهم حلاوة لقمتهم بعد جوع! 

ومما لا شك فيه انه في هذا الشهر الكريم تكثر المبادرات الانسانية سواء على الصعيد الفردي او على صعيد الجمعيات الخيرية، لكن هذا كلّه لا يستر عورة الفقر ولا يلغي ابدا وجوده، فرائحة العوز تعبق في كل ركن من اركان الفيحاء، ولعلّه نوع آخر من أنواع الحروب التي يمارسها بعض القيّمين على المدينة، وسياسات ممنهجة لضمان الولاء! 

لا خير في صيامكم إن كان ما يزال بينكم من ينام جائعاً، لا خير في طاعتكم إن كانت بعض العيون دامعة تتسوّل منكم كسرة رحمة، لا خير في ايمانكم إن لم تنصتوا لأنين البطون! 

الى اصحاب الايادي البيضاء في طرابلس وكل لبنان، تصدّقوا من وجباتكم وليس من فضلاتكم، وأعينوا الفقير على ابتلاع غصّة القهر، وانثروا الطعام في كل البيوت المحتاجة، وأنفقوا مما رزقكم الله ولا تبخلوا. انه شهر الخير واليمن والبركات، اعاده الله عليكم وعلى عوائلكم وعلى الضعفاء بالصحة والسّتر والأمان!
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك