"ما مارست الجنس من وقت يللي جيت عا لبنان ب 2016" .هذه العبارة المقتضبة تلخص ما أدلى به السوري محمد. ع .ح خلال التحقيقات الاستنطاقية معه بعد توقيفه على خلفية تحرش ومحاولة إغتصاب المدعية فرح.ع (لبنانية) في محلة مار مخايل-النهر بتاريخ 2/6/2018.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت برئاسة القاضي طارق البيطار وعضوية المستشارتين ميراي ملاك وفاطمة ماجد جّرمت المتهم منزلة به عقوبة الأشغال الشاقة لمدة سبع سنوات وإلزامه دفع عطل وضرر للمدعية قدره عشرة ملايين ليرة لبنانية.
ماذا حدث تلك الليلة، وما هي خلفيات ودوافع ما أقدم عليه المتهم؟
كان محمد يعمل قبل الحادثة "delivery" لدى مطعم في محلة برج أبو حيدر.هو متزوج وله ثلاثة أولاد في سوريا، في حين يقيم هو في لبنان مع شقيقه.
ليلة الحادثة استغل المتهم يوم عطلته من العمل فقصد محلة الدورة بحثاً عن فتاة ليمارس معها الجنس، الا أنه لم يوفق، فانتقل الى محلة مار مخايل على متن دراجة نارية، وهناك، وبالقرب من شركة الكهرباء شاهد عند الساعة الرابعة وعشرين دقيقة فجراً المدعية فرح تخرج بمفردها من إحدى ملاهي المنطقة متجهة سيراً على الأقدام في اتجاه إشارة السير، فركن الدراجة واقترب منها من الخلف وأمسكها ووضع يده على فمها لمنعها من الصراخ وقام بجرها الى مدخل أحد الأبنية الكائن بجانب الطريق حيث رماها أرضاً وجثى فوقها محاولاً تثبيتها.
قاومت فرح المعتدي محاولة الإفلات منه من دون جدوى إذ أخذ يضربها على رأسها ثم يضرب رأسها بالأرض لشل مقاومتها. رفع قميصها ونزع حمالة صدرها بقوة ووضعها داخل فمها لمنعها من الصراخ، ثم حاول خلع ملابسه السفلية بغية اغتصابها الا أن استغاثتها وصلت الى مسامع أحد المارين الذي اقترب من المكان ما جعل المعتدي يفر بسرعة تاركاً المدعية التي توجهت لاحقاً الى الطبيب الشرعي س. ق. واستحصلت منه على تقرير يفيد بتعرضها لعمل عنفي ترك آثاراً مختلفة على جسدها منها خدوش وعضات في الثدي والحوض.
لم ينكر المتهم ما نسب اليه بعد توقيفه معللا ما قام به بحاجة غريزية لأنه لم يمارس الجنس منذ أن دخل الى لبنان للعمل، وأنه كان في حالة سكر بعد احتسائه الخمر ولم يكن مقدراً لمغبة أفعاله.
هيئة المحكمة لم تقتنع بإفادة الطبيب النفسي الذي عينته المحكمة للكشف على المتهم بناء لطلب موكله، إذ أفاد أنه يعاني من إضطرابات نفسية يطلق عليها تسمية "اضطرابات ما بعد الصدمة" إثر إدعاء المتهم بأنه يعاني من صدمة نفسية من جراء مشاهد تعذيب وقتل عائلته وتعليق جثثهم من قبل "تنظيم داعش"في ريف حلب أمام الحضور، الا أن شهادة الشقيق المقيم في لبنان أتت مغايرة لما أدلى به المتهم بحيث تبين أن زوجته وأولاده هم على قيد الحياة وتتولى والدته رعايتهم منذ مجيئه الى لبنان.
في خلاصة الحكم، جرّم القاضي البيطار المتهم بالجناية المنصوص عنها في المادة 503/201 عقوبات وجنحة المادة 36 أجانب لعدم تجديد أوراق إقامته، وإخراجه من البلاد نهائياً بعد إنفاذه لعقوبته.
(لينا غانم ـ "لبنان 24")