كتب طوني عيسى في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "بدأ ابتلاع الضفَّة و"صفقة القرن" ماشية!": "تبدو "البكائيات العربية" على مصير وادي الأردن والضفة الغربية وسائر فلسطين ممجوجة. وأما إيحاء بعض الزعماء العرب بأنهم "مصدومون" بكلام بنيامين نتنياهو الأخير، فهو مجرد تمثيل. لقد كان هؤلاء بارعين في التمثيل على شعوبهم عشرات السنين، فصدَّقوهم. لكنهم اليوم صاروا أكثر وقاحة. إنهم مستمرون في المسرحية على رغم أنهم مكشوفون!
كل الذين يعرفون بالسياسة، في الحدّ الأدنى، كانوا يدركون أنّ نتنياهو سيعلن خطوات جديدة تتعلق بالضفة الغربية، بعد الانتخابات التشريعية، في سياق "صفقة القرن" التي جرى التمهيد لها مالياً بمؤتمر المنامة في حزيران الفائت.
في آذار الفائت، كشف السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، أمام المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الأميركية - الإسرائيلية "أيباك"، ثلاثة محدَّدات أساسية لـ"الصفقة". وفريدمان هو أحد أفراد الفريق الثلاثي الذي يعمل على إعدادها، والذي يقوده كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر.
والمحدَّدات هي: السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على الضفة الغربية، والوجود الأمني الإسرائيلي الدائم في غور الأردن، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وسأل: هل نترك الضفة للإدارة الأميركية التي ستخلف إدارة ترامب، والتي قد لا تفهم حاجة إسرائيل إلى الحفاظ على السيطرة الأمنية على الضفة وموقع للدفاع الدائم في غور الأردن؟
بناءً على ذلك، يصبح ممكناً إدراك لماذا شجعت إسرائيل "الموجة" التي سادت خلال المؤتمر وبعده، والتي توحي أنّ هذه "الصفقة" ما زالت غير ناضجة بسبب اعتراضات القوى المعنية بها، وفي مقدمها إسرائيل نفسها والفلسطينيون… عدا عن مصر والعديد من دول الخليج العربي ولبنان وسوريا وآخرين.
إنّ "صفقة القرن" "ماشية"، وإسرائيل تدفع بها إلى الأمام بدعم أميركي إستثنائي في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب وفريقه القريب جداً من إسرائيل، لكنّ الإسرائيليين يلعبون على عامل الوقت. إنهم يطبخون "الصفقة" بهدوء، ولا شيء يدفعهم إلى الاستعجال ما دام الوضع العربي إلى تراجع لا إلى تقدم.
فقط يريدون ترتيب الأمور المهمة في عهد ترامب، أي قبل كانون الثاني 2021، إلّا إذا كانوا يضمنون مسبقاً مَن سيكون في البيت الأبيض خلال السنوات الأربع التالية، ترامب أو سواه. وعلى الأرجح، ليست لديهم مشكلة مع العهود الأميركية كلها، أياً كان الرئيس. فهناك توافق بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي على المسائل المتعلقة بإسرائيل ومستقبلها وأمنها، مع اختلاف في أسلوب التعامل لا أكثر.
لو أراد الإسرائيليون إعلان "الصفقة" الآن لتحقَّق ذلك، لكنهم هم المتريّثون فعلاً، لا العرب. إنهم ينتظرون أن تتكامل كل مستلزمات "الصفقة" أولاً. يريدونها أن تصبح أمراً قيد التنفيذ عملانياً، وبالتدرُّج، فيأتي الإعلان عنها مجرد مسألة شكلية، لا أكثر".
وتابع: "إن ضمّ الغور، يأتي في سياق مسلسل طويل يستهدف ابتلاع الضفة الغربية كلها، في نهاية المطاف. وقبل أسابيع قليلة، ظهرت توقعات مبنية على وقائع تجزم بأنّ هناك أمراً يحضّره الإسرائيليون للضفة بعد الانتهاء من الانتخابات التشريعية. والقادة العرب موضوعون في هذه الأجواء. لذلك، إنّ الصامتين العرب اليوم هم أكثر انسجاماً مع أنفسهم من أولئك الذين يمارسون دورهم المسرحي بالبكاء والصدمة!".
لقراءة المقال كاملاً
إضغط هنا.