"حزب الله" يخوض معركة الضرائب بلا حليف!

وضع اجتماع بعبدا المالي الكرة في ملعب الحكومة اللبنانية التي اصبحت مكلفة بتنفيذ النقاط التي اتفق عليها في اللقاء الاخير، ولكن ما هو موقف "حزب الله" من الورقة الاقتصادية؟ وهل كل ما اشيع حول عدم موافقته على مقرراتها استناداً الى أنها تطال الفقراء كان دقيقا؟  وهل أدى إجتماع القادة إلى تفريغها من مضمونها الإصلاحي؟

تفيد مصادر مطلعة الى أن "حزب الله" يرى في ورقة بعبدا مخرجاً مبدئياً من الازمة الاقتصادية، وبالتالي فهو غير معترض عليها بشكل كامل، بل على العكس، فقد كان لديه ممثل في اللقاء وتم التوافق معه على جميع المقررات، ومن هنا فإن الحزب يعتبر ان البنود التي صدرت عن لقاء بعبدا يجب أن تطبّق بحذافيرها حيث باتت الحكومة اليوم مسؤولة امام الرأي العام، وملزمة بإضافة بعض البنود وإلغاء اخرى، الا انه وفي العموم يقيّم الورقة الاقتصادية على انها ركيزة يمكن البناء عليها.

وترى المصادر أن لا مجال لعدم تطبيق هذه الورقة المؤقتة، كل ما في الأمر أنه يجب أن يتم الوصول إلى خطة كاملة وطويلة الأمد للحياة الإقتصادية في لبنان، وعدم الإكتفاء بهذه الورقة، التي تتضن فقط بنودا إنقاذية، حتى أنها لا تملك أبداً مبادئ عامة للإقتصاد.

وتؤكد اوساط متابعة أن الحزب يعتبر ان اجتماع القادة الذي حصل في بعبدا لم يطل جوهر المقررات التي توصل اليها الخبراء، حيث أنهم بحثوا معظم البنود التي كانت قد حسمتها الدراسات التي قدمت خلال الاجتماعات السابقة، ووفق المصادر، سيتجه "حزب الله" نحو اقرار جميع البنود في الحكومة، الا ان هنالك قرارا واضحا لدى قيادة الحزب بأن تجري الامور على مبدأ "السلة الواحدة"، اي انه اذا اراد مجلس الوزراء زيادة الضرائب على بعض السلع غير الاساسية، ووضع حد ادنى لسعر صحيفة البنزين فعليه ان يبقي على الضرائب الاخرى المتعلقة بالفوائد وخدمة الدين.

وتوضح المصادر أن الحزب يستطيع أن يواجه جمهوره ببعض الضرائب بشرط فرض ضرائب مماثلة على الطبقة الميسورة، وأصحاب المشاريع ورؤوس الأموال، ومن دون ذلك فلا مجال أبداً للبحث بأي ضريبة تطال الطبقات المتوسطة.

وختمت المصادر بأن "حزب الله" يعتبر ان لا حلفاء سياسيين له في هذه المعركة، بل سوف يتموضع وفق نظرته الاقتصادية بعيدا عن تحالفاته، لأنه لن يقبل ابدا بأي ضريبة على اصحاب الدخل المحدود في حال لن تشمل الضرائب الجميع.