Advertisement

لبنان

عن حقيقة الكاتب السويسري "لاروش" ومقاله المدوّي!

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
15-12-2019 | 04:00
A-
A+
Doc-P-654673-637119955671195110.jpg
Doc-P-654673-637119955671195110.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
خبر تجاوز الأسطر القليلة ليأخذ مساحة مقال، وعلى رغم ذلك لم يُنشر على أيّ موقع إلكتروني أو وسيلة إعلامية، بل انتشر من خلال "الواتس آب" من دون إرفاقه بأيّ رابط أو مصدر، ومفاده أنّ صحافيًا سويسريًّا  يدعى "ميشال لاروش" كشف في مقالٍ له على موقع سويسري أنّ  رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط وضع أموالًا في سويسرا، وأنّ المصرف السويسري رفض تحويل الأموال. وتوسّع الخبر ليتحدث عن قرار أميركي حال دون ذلك، وعن وساطة فرنسية لدى المصرف السويسري فشلت في اقناع المصرف السويسري بالتحويل، وعن استعانة بالمملكة العربية السعودية، وذكر الكاتب أسماء لمسؤولين لبنانيين ورؤساء كبار يتقاضون مبالغ كبيرة  من شركة " هيبكو".
Advertisement
 الخبر يتضمن جملة اتهامات بالفساد، تستحق التوقف عندها لكشف الحقيقية أمام اللبنانيين المنتفضين على الطبقة السياسية. لذلك بدأنا البحث عن كاتب المقال ويدعى"ميشال لاروش"، لنتمكن من الإطلاع على مقاله الأصلي باللغة التي كتبت به، وفي الوسيلة الإعلامية المكتوبة التي نشرته، أي في الموقع السويسري المفترض، فتبين عدم وجود كاتب سويسري بهذا الإسم، وأظهرت عملية البحث أنّ هناك طبيبا فرنسيا يحمل الإسم وكذلك هناك مطران يحمل الإسم نفسه وهو عالم في اللاهوت. وما صعّب المهمة أنّ المواقع الإلكترونية المحلية التي نشرت الخبر بعدما انتشرعبر الواتس آب، لم تُرفق المقال بأيّ رابط لصحافي أجنبي أو موقع أجنبي. فما حقيقة هذا الصحافي السويسري؟ لا بل ما حقيقة الخبر؟ 
استعنّا ببعض الشخصيات الأكاديمية والإعلامية المقيمة في فرنسا، ولديها شبكة علاقات في الوسط الإعلامي، وطلبنا كذلك من كاتب لبناني مقيم في الخارج مساعدتنا في معرفة مصدر المقال.  فدقّقوا  جميعهم في الخبر، وبعد بحثٍ أجروه تبين لهم أن لا أثر للصحافي السويسري المدعو "ميشال لاروش"، ولا أثر  للخبر في أيّ وكالة أجنبية سويسرية أو غير سويسرية. واكّدوا لنا أنّ المقال مفبرك ولا وجود له في أيّ وسيلة إعلامية أجنبية. 
عندها تحوّل مسار البحث إلى الداخل اللبناني لمعرفة هوية منتحل صفة "ميشال لاروش"، وتمكّنت مصادر محلية من كشف هوية موزّع المقال، وإذ رفضت الكشف عن اسمه، أكتفت بالقول "إنّ الخبر وصاحبه صناعة محليّة ضيقة" وصفتها بالمخابرتية. 
مصادر الإشتراكي، وفي اتصال معنا، رفضت التعليق على الخبر، معتبرة أنّه "تلفيق ساذج ووضيع". وأضافت "أنّ خبرًا يُوزع في زمن العولمة الإعلامية من دون مصدر وباستحضار كاتب وهمي لا يستحق التوقف عنده أو الرد". 
 عن الأسباب التي دفعت صاحب المقال المفترض لفبركة هذا الخبر لا سيما وأنّ فضحه أمرٌ بسيط، قالت مصادر مطلعة "هذا النوع من الأخبار معروف المصدر والخلفيات والأهداف، ويأتي في إطار استمرار الضخّ الإعلامي من غرف مكلّفة من جهات معلومة بهدف التشويش على قوى سياسية محددة، وذلك في إطار التشفّي، بحيث تستغل الانتفاضة الشعبية، في محاولة لتصفية حسابات سياسية، وللتصويب على قوى سياسية ". 
 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك