Advertisement

لبنان

زيارة لاريجاني للبنان لزوم ما لا يلزم!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
18-02-2020 | 03:30
A-
A+
Doc-P-674882-637176096129815809.jpg
Doc-P-674882-637176096129815809.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قبل أن يقدّم الرئيس سعد الحريري إستقالة حكومته من الرياض في 4 تشرين الثاني من العام 2017 كان التقى رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني، الذي يزور لبنان كأول زائر له بعد نيل حكومة حسان دياب الثقة.
Advertisement
الردّ على هذا اللقاء جاء سريعًا من المملكة العربية السعودية، التي أملت على الحريري تقديم إستقالة حكومته في بيان تضمّن هجومًا قاسيًا على إيران، وقال فيه: "أشير وبكل صراحة ومن دون مواربة إلى إيران، التي ما تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب، يشهد على ذلك تدخلاتها في الشؤون الداخلية للبلدان العربية في لبنان وسوريا والعراق والبحرين واليمن. يدفعها إلى ذلك حقد دفين على الأمة العربية، ورغبة جامحة في تدميرها والسيطرة عليها. وللأسف، وجدت من أبنائنا من يضع يده في يدها، بل ويعلن صراحة ولاءه لها، والسعي لخطف لبنان من محيطه العربي والدولي بما يمثله من قيم ومثل. أقصد في ذلك "حزب الله" الذراع الإيرانية، ليس في لبنان فحسب، بل وفي البلدان العربية.
أمّا اليوم فتأتي زيارة لاريجاني، الذي عرض على لبنان تقديم مساعدات له في كل المجالات للخروج من أزمته، في الوقت الذي تُحجم فيه الدول العربية عن مساعدة لبنان، وهي التي كانت تقف إلى جانبه في كل أزماته، وفي وقت تبدو فيه الأزمة بين واشنطن وطهران في ذروتها، مع ما يُفرض على لبنان من شروط دولية لتقديم المساعدة له.
وكما هي الحال بالنسبة إلى القضايا المفصلية ينقسم فيها اللبنانيون تأتي زيارة لاريجاني لتعمّق هذا الإنقسام، إذ أن قسمًا كبيرًا منهم يؤيد المبادرة الإيرانية، وعلى رأسهم "حزب الله" وفريق 8 آذار، فيما يعتبر القسم الآخر أن الخطوة الإيرانية في مثل الظروف التي يمرّ بها لبنان تأتي لتصبّ الزيت على النار.
فالفريق الأول يرى أن العرض الإيراني فرصة يجب على لبنان أن يقتنصها، خصوصًا أنه في أمس الحاجة إلى أي مساعدة ممكنة، ويعتبر أن المساعدة الإيرانية غير مشروطة، وهي قادرة على إنتشال لبنان من أزماته المالية والإقتصادية المتفاقمة، وبالتالي فإن رفضها في المطلق من دون الدخول في تفاصيلها قد يفوّت على لبنان فرصة لا تتكرّر، وهي سانحة في الوقت الذي لم يلاقِ أي إستعداد من الدول العربية والدول الغربية لمد يد العون له.
أمّا الفريق الثاني فيرى أن زيارة لاريجاني في هذا الوقت بالذات تُعتبر تحدّيًا صارخًا للدول العربية والغربية في آن، خصوصًا أن العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية تشهد تصعيدًا متبادلًا لا يمكن التكهن بنتائجها، في ضوء الضربة الإميركية التي إستهدفت قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، وبعد تصعيد لهجة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ضد المصالح الأميركية في المنطقة.
وعليه، فإن تداعيات زيارة لاريجاني سيكون لها تأثير مباشر على علاقة لبنان بالعالم العربي والعالم الغربي المتماهي مع السياسة الأميركية، وستغلب على المواقف الداخلية، سواء تلك المؤيدة للمبادرة الإيرانية أو تلك الرافضة لها من منطلق ما يربط لبنان من علاقات أخوة مع الأشقاء العرب، بغض النظر عن موقفهم من حكومة دياب، التي يعتبرونها حكومة "حزب الله" بإمتياز، وما يمكن أن تكون عليه العلاقة في المستقبل، خصوصًا أن دياب يرغب في القيام بجولة عربية لطلب المساعدة، التي لن تأتيه على طبق من فضة، مع العلم أن لا مؤشرات حول إمكانية تحديد مواعيد له في الوقت الراهن.
وهذا الأمر يعزّز حجة الفريق الآخر، الذي يحضّ على الإنفتاح على إيران المستعدّة لإستقبال رئيس الجمهورية بعدما وجهت إليه دعوة رسمية لزيارتها، كمقدمة لفتح صفحة جديدة مع لبنان على اساس معاداة العدو الإسرائيلي الطامع بجزء من حصّة لبنان النفطية.
أيًّا تكن مفاعيل زيارة لاريجاني للبنان فإن ما ينتظره قد يتخطّى أزمته المالية والإقتصادية بما يتجاوز دوره الإقليمي داخل أسرته العربية.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك