تحت عنوان "علاقات روسيا المتنامية مع المجموعات المسلحة المتحالفة مع إيران"، نشر "معهد الشرق الأوسط" تقريراً لسامويل راماني، الخبير المتخصص في العلاقات بين روسيا والشرق الأوسط، استعرض فيه علاقات موسكو مع "الحوثيين" و"الحشد الشعبي" و"حزب الله"، وتداعياتها على المنطقة.
ويرى
الخبير أنّ موسكو تعزز "بهدوء" شراكاتها الاستراتيجية مع ما وصفه بـ"المجموعات المسلحة المتحالفة مع إيران في الشرق الأوسط"، مشيراً إلى أنّها تتعامل مع "الحشد الشعبي" في العراق في ما يتعلّق بمواجهة التحديات الأمنية، وتدافع عن "حزب الله" في وجه المزاعم الإرهابية، وتخوض مفاوضات مع "الحوثيين" من أجل إنهاء الحرب في اليمن.
وفي قراءته لانعكاسات الجهود الروسية، يؤكد راماني أنّ هذه العلاقات تعزز الشراكة الروسية-الإيرانية، وتوسع طموحات موسكو الإيرانية وتساعد "الحشد الشعبي" و"حزب الله" و"الحوثيين" على تنويع شركائهم حول العالم.
في ما يتعلق بعلاقة روسيا بـ"الحشد الشعبي"، يصفها راماني بأنّها الأقوى بالمقارنة مع غيرها، مبيناً أنّها تبلورت في كانون الأول من العام 2016 بعد سلسلة لقاءات بين القيادي فالح الفياض وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف. وآنذاك، ناقش الطرفان استراتيجيات مكافحة الإرهاب غير المتعدية على سيادة الدولة وآفاق تنمية العلاقات الثنائية، بحسب الخبير. ويضيف راماني أنّ جوانب العلاقة بين الطرفيْن تشمل الملف السوري أيضاً. ونظراً إلى أنّ الفياض يلعب دور "وكيل الحكومة العراقية" خلال زيارته إلى موسكو، يرى الخبير أنّ روسيا تعتبر علاقتها مع "الحشد الشعبي" وسيلة لتعزيز شراكتها مع العراق.
على مستوى علاقة روسيا الديبلوماسية مع "حزب الله"، يتحدّث الخبير عن تأثير "تطلعات موسكو الديبلوماسية"، مشيراً إلى أنّها ترفض تصنيف "حزب الله" إرهابياً بشدة على عكس الولايات المتحدة ودول كثيرة في الاتحاد الأوروبي. بل تذهب روسيا إلى أبعد من ذلك، ففي كانون الثاني من العام 2018، وصف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف "حزب الله" بأنّه "قوة شرعية" انتخبها اللبنانيون لتمثيلهم في البرلمان. وفي السياق نفسه، يذكّر راماني بتصريح السفير الروسي السابق في لبنان، ألكسندر زاسبكين، الذي قال في آذار العام 2019 إنّ "حزب الله خاض حرباً على الإرهاب في سوريا"، وأكّد أنّه حافظ على استقرار لبنان، معلّقاً: "تؤثر هذه الحجج في مشاركة روسيا في نقاشات الأمم المتحدة. ففي كانون الأول من العام 2017، هدّدت روسيا باستخدام حق النقض (الفيتو) لتجديد قرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي يمدد مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، ما لم تُحذف فقرات تنتقد "حزب الله".
ونظراً إلى أنّ فريق "8 آذار" يحظى بالأغلبية البرلمانية، يقول الخبير إنّ شركات الطاقة الروسية مثل "غازبروم" و"لوك أويل" و"روسنفت" قد تكون في "موقع جيد" للتغلب على نظيراتها الأوروبية. من جانب "حزب الله"، يقول الخبير إنّه يرى روسيا بمثابة جسر يربطه بالبلدان المعادية للغرب.
على صعيد "الحوثيين"، يرى الخبير أنّ علاقات روسيا بهم "محدودة أكثر" و"أقل تماسكاً"؛ فعلى الرغم من رفضها تصنيفهم "إرهابيين"، رفضت روسيا مراراً إقامة علاقات اقتصادية معهم وتجاهلت التدخل ديبلوماسياً بالنيابة عنهم لحل الأزمة، كما انتقدت استهدافهم للبنى التحتية المدنية السعودية، وفقاً لما يكتبه راماني.
وبناء على هذه الوقائع، يؤكد الخبير أنّ عمق علاقات روسيا بـ"الحشد الشعبي" و"حزب الله" و"الحوثيين" يختلف بين مجموعة والثانية، متوقعاً أن تتوطد هذه العلاقات في المستقبل المنظور، وذلك في ظل تنامي المصالح الاقتصادية الروسية في العراق ولبنان، واتجاه الصراع اليمني نحو التسوية السلمية.