Advertisement

لبنان

"لبنان 24" في اكسبو دبي... والجناح اللبناني انفتاح في زمن العزلة

أيسر نور الدين Aysar Nour el Dine

|
Lebanon 24
31-10-2021 | 05:00
A-
A+
Doc-P-881011-637712793358682822.jpg
Doc-P-881011-637712793358682822.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"لا أريد أن أدخل إلى الجناح اللبناني لكي لا أشعر بالأوجاع التي تستوطن في قلب هذه البلاد". لا تزال هذه العبارة التي قالتها امرأة مغربية في إكسبو 2020 دبي تمر في ذاكرتي. قالتها واستمرت في تناول طعامها اللبناني لأقول لها بعد ذلك: "لبنان الذي في الداخل، لا يشبه لبنان الذي تشاهدين الأحداث التي يشهدها مؤخرًّا".
Advertisement
من رحم الأزمات، نهض لبنان ليشارك في" إكسبو دبي"، وهي مشاركة ربما يقول بعضهم إنها متواضعة مقارنة بأجنحة الدول الأخرى التي صرفت عليها حكوماتها ملايين الدولارات، ورغم ذلك كانت المشاركة لأنه لا يجوز رأفة وحبًّا وتاريخًا الا يكون اسم لبنان متواجدًا بين 192 دولة مشاركة في الحدث الأول من نوعه في الشرق الأوسط والأكبر منذ انطلاقه.
حين تدخل إلى الجناح اللبناني تطالعك قصيدة أمل بعنوان "دعاء" للاعلامي اللبناني ميشال معيكي، يستهلها قائًلا:
في أزمنة العتم والرجاء معًا نكمل المسار
يضيء فينا قنديل الأمل في الطريق الأكيد...
ليعود ويقول إن "الأوطان تكبو، تترنح ولا تسقط"، آملًا بأن ينعم الشعب اللبناني بالخير والسلام.

إنه فعلًا دعاء وطريق أمل يفتتحها معيكي للزائرين بالأخص اللبنانيين منهم قبل أن يصلوا بوجهتهم إلى مكان يعيدنا إلى لبنان الجميل. شاشات كبيرة تحيط بك من كل حدبٍ وصوب وتأخذك في رحلة بين جبال لبنان الخضراء وساحله وشواطئه وأماكنه الترفيهية والتراثية الغنية بالجمال. تعيدنا هذه المشاهد إلى لبنان الجميل وكأن حاضرنا لم يعد يحمل جمالًا، ورغم ذلك لا نزال نبتسم مع ما تحمله هذه الابتسامة من ندوب تذكرنا بماضينا وما قاسيناه، وهذا ما تجسد الفنانة زين الداعوق بعضًا منه في مجسمات، عبارة عن أبنية عمرانية تحمل بعضًا مما سببه الخراب في لبنان لكنها لا تزال صامدة، صنعتها من بين مجسمات عديدة لعدد من الفنانيين الذين عرضوا أعمالهم الفنية في قسم من أقسام الجناح اللبناني.
 


وبالاتجاه أكثر إلى داخل الجناح اللبناني، يبرز أمامك مساحات متنوعة، إحداها لقطاع الأعمال والابتكار، ومساحة أخرى تعرض منتجات وأعمالًا فنية لبنانية، فيما يوجد مساحة أيضًا لمطعم يقدم المأكولات اللبنانية الشعبية إلى جانب مساحة تعرض أنواعًا من النبيذ لعدد من الشركات اللبنانية المتخصصة بإنتاجها.  
 
تدير مساحة الأعمال والابتكار شركة antwork اللبنانية التي يقع مقرها الرئيسي في الحمرا ولديها فروع في قبرص وعمان والأردن وقريبًا سيكون لديها فرع في دبي.antwork هي شركة تؤمن مكاتب للشركات وتؤجرها لها لفترات مرنة من الممكن أن تكون شهرية أو حتى يومية.
وعن سبب مشاركتها في "اكسبو 2020 دبي"، يقول إيلي مرعب، المتحدث باسمها في المعرض إن "هنا نظمنا ملتقى للشركات التي ترغب بالتعاون مع الشركات اللبنانية أو غير اللبنانية حيث بإمكانهم أن يستأجروا مكاتب بشكل مجاني"، مؤكدًا أن "المهمة الأساسية تكمن بأن نقيم تعاوناً مع شركات جديدة صغيرة ومتوسطة الحجم لا تستطيع أن توصل صوتها إلى الإمارات ،فنحن صلة الوصل بين هذه الشركات وشركات قائمة في الإمارات كبيرة بإمكانها أن تساعدها من حيث الاستثمار أو تطوير أعمالها أو حتى في مجال التوظيف".
 
وأشار في هذا الإطار إلى "أننا نحاول توفير فرص عمل للشباب ويمكن لأي شخص أن يدخل إلى الموقع الالكتروني الخاص بنا وتعبئة استمارة، ونحن بدورنا نربطه بالشركة التي تحتاج لاختصاصه والأفضلية تكون للبنانيين".
وقال: "هناك العديد من الشركات لديها نقص في الموارد البشرية ما يتيح فرص عمل للبنانيين"، لافتًا في الوقت نفسه إلى "أننا  لا نرغب بهجرة الأدمغة من لبنان ولكن هناك حقيقة يجب أن نواجهها وهي أن أهلنا في لبنان ويعيشون أوضاعًا صعبة".
ولفت مرعب إلى أن "هناك العديد من المقيمين اللبنانين يزورون الجناح اللبناني ويتأثرون بما يرونه إذ يغلبهم الحنين إلى بلدهم ويطلبون أيضًا المساهمة لمساعدة اللبنانيين".

أما المساحة المتخصصة للنبيذ اللبناني، فأشار المسؤول عنها الشاب أنطوان إلى أن "الشركة المشاركة في هذه المساحة جديدة اسمها Lebanese signature انطلقت بعد أول 4 أشهر من دخول كورونا إلى لبنان وكانت فكرتها بيع أي منتج للبنانيين في كل أنحاء العالم وهنا اشتركنا بالنبيذ اللبناني لنعرف العالم أكثر عليه، فنحن لدينا 62 شركة نبيذ في لبنان وإننا قادرون على تصدير النبيذ اللبناني إلى العالم"، لافتَا إلى أنه في الجناح هناك أصناف مهمة تقوم الشركة بعرضها".
وقال: "هناك تجاوب كبير والأجانب يفاجأون ويقولون إنهم لم يتوقعوا أن يكون هذا النبيذ موجودا في لبنان".
 
وتتداخل مساحة النبيذ اللبناني مع مساحة المطعم المسؤول عنه الشاب طوني خليل. يقول طوني ل" لبنان 24" إن "الأمر الذي دفعنا لنأتي إلى هنا هو تمثيل لبنان بالمأكولات وتعريف العالم إليها أكثر".
وأكد أن "الحركة هنا ممتازة وهناك زوار من دول لا نعرفها يأتون إلى جناحنا للاطلاع على المأكولات اللبنانية والميزات السياحية لبلدنا ".
ولفت إلى "أننا كلنا هنا في الجناح متعاونون مع بعضنا ونعمل كفريق واحد ونكمل بعضنا بعضًا فالشخص الذي يأكل عندنا نشجعه لزيارة الجناح والتعرف إلى ما يوجد داخله والعكس صحيح".
 


أما بالنسبة إلى الزوار، فكثيرًا ما شدتهم اللهفة للدخول إلى الجناح اللبناني، منهم الشابة الإماراتية وديمة التي جاءت برفقة أصدقائها، مشيرة لـ" لبنان 24" إلى أنها أحبت جدًّا الجناح بدءًا مما يبرزه من طبيعة جميلة وصولًا إلى المأكولات، ومتمنية أن نزور لبنان بالرغم من الأوضاع الصعبة التي يعيشها.
أما في المساحة المخصصة للمطعم فحدّث بفرح عن الزوار الذين يتهافتون إليه من بلدان مختلفة .
مفرح جدًّا أن ترى اسم لبنان في إكسبو دبي يشع أملًا في زمن اليأس ونورًا في وجه الظلام. مفرح جدًّا أن ترى هذه البلاد منفتحة على دول العالم مع مفارقة مؤسفة تتمثل بأننا أصبحنا في زمن الانعزال على أمل بأن تمر هذه المرحلة على خير.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك