Advertisement

لبنان

بين باسيل وفرنجية.. هذا ما يريده نصرالله مباشرة

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
10-04-2022 | 09:00
A-
A+
Doc-P-940804-637851993203930130.jpg
Doc-P-940804-637851993203930130.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن عادياً اللقاء الذي جمع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل برئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، خصوصاً أنه جاء برعاية ومباركةٍ من الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله.
Advertisement

في الدلالات، فإنّ اللقاء الذي حصل الى مائدة إفطار، أول من أمس، حمل الكثير من الأبعاد السياسيّة، كما أنه يأتي تتويجاً لمرحلة أساسية عنوانها "تقريب وجهات النظر" بين باسيل وفرنجية الذين افترقا تماماً منذ بداية عهد رئيس الجمهورية ميشال عون عام 2016.

حيثيات اللقاء الذي جرى ترتيبه قبل فترة، تكشفُ أنّ الهدف منه واحدٌ وأساسي: الحوار أولاً والاتفاق على تذليل العقبات والخلافات بين "الوطني الحر" و "المردة"، أقله خلال الفترة الحاليّة. وبشكل عام، فإنّ هذا الأمر أراده نصرالله شخصياً وقد سعى "حزب الله" خلال الفترة الماضية إلى تعزيز التواصل بين الحليفين "المتخاصمين" عبر لقاءات واتصالات عديدة أجريت وما زالت مستمرّة ولن تنتهي، علماً أن الجلسة الأخيرة كانت بمثابة لقاء لغسلِ القلوب.

أبعاد التقارب.. ماذا وراءها؟

في ما خصّ مضمون اللقاء الذي استمرّ لقرابة 4 ساعات، فإنّ الأبعاد كبيرة. عن هذا الأمر، تقول مصادر مقرّبة من "حزب الله" لـ"لبنان24" إنّ "الحزب أبلغ فرنجية وباسيل مراراً بضرورة التلاقي ووضع الخلافات جانباً أقله خلال المرحلة الحالية، باعتبار أن الهجمة كبيرة على حزب الله والتيار الوطني الحر من قبل الأطراف الأخرى، وبالتالي يجب التأسيس لحقبة جديدة من التقارب".

المصادر عينها قالت أيضاً إن "الطرفين لم يمانعا أبداً من عقد لقاء برعاية الحزب أو أطراف فاعلة أخرى مثل رئيس الجمهورية ميشال عون، وهذا الأمرُ كان يرحب به نصرالله باستمرار باعتبار أن الخصومة السياسية لم تكسر الجرة بين باسيل وفرنجية".

الأجواء المنقولة عن الاجتماع لم تشر إلى تطرق أي طرف فيه لانتخابات رئاسة الجمهورية في تشرين الأول المقبل، لكن التركيز كان على هذه المرحلة بالتحديد لأن خلالها ستكون هناك عملية لتحصين الواقع الشعبي والسياسي للجميع، سواء للتيار الوطني الحر أو لحزب الله أو للمردة".

بشكل أو بآخر، تقول مصادر سياسية وازنة لـ"لبنان24" إنّ أبعاد اللقاء ارتبطت بأمور أساسية وهي: سعي "حزب الله" لتحصين نفسه أكثر عبر حلفائه، تعزيز الساحة المسيحية عبر التقارب بين الحلفاء وذلك عبر صدّ أي محاولة من "القوات اللبنانية" ضمنها ورهنها لخيارات غير محسوبة - قطع الطريق أمام الجهات التي تسعى لضرب التفاهمات الاستراتيجية بين الأطراف الأساسية الفاعلة في حلف الثامن من آذار.
كذلك، فإن من الأمور الأساسية التي هدف إليها اللقاء هي تجنيب "الوطني الحر" معركة ضد "المردة" خلال الانتخابات والعكس صحيح، مع العلم أن اللقاء الأخير لم يتضمن أي بحث مباشر باستحقاق 15 أيار المنتظر.

وبمعنى آخر، فإن التكتل من جديد عبر تقاربٍ برعاية الحزب، يعني أن التوجهات الانتخابية لكلا الطرفين ستكون موجهة ضد خصوم آخرين لديهم سعي لضرب "حزب الله" وحلفائه. وانطلاقاً من هذا الأمر، كان حرص نصرالله كبيراً على هذا الأمر، لأن معركة الانتخابات مصيرية بالنسبة للحزب أولاً وعلى صعيد حلفائه ثانياً.

وبالنسبة للتيار الوطني الحر، فإنّ التقارب مع فرنجية ضروري وأساسي، أولاً لأن الخصم واحد ويتمثل بـ"القوات اللبنانية". أما ثانياً، فإنّ تقارب الطرفين سياسياً يمنع أي كباش انتخابي بين الطرفين رغم عدم التحالف. وعملياً، فإنّ هذه الهدنة غير المشروطة بأي شيء قد تساهم بشكل أو بآخر في تبريد الجبهة، وإفساح المجال أمام تقارب لاحق بعد الانتخابات، وهذا ما يريده "حزب الله".

وسط كل هذا، فإن الأمر الأهم البارز هو أن نصرالله بدأ يلعبُ الدور المباشر في تقريب وجهات النظر، ويعني هذا الأمر دخول نصرالله بشكل مباشر على خط معركة "توحيد الحلفاء" نظراً لأهميتها. وعن هذا الأمر، تقول المصادر: "نصرالله يرى أن المعركة كبيرة وتحتاج إلى تمتين وتحصين بكل الجوانب، وهذا الأمر كان دافعاً لتوحيد الحلفاء سواء قبل الانتخابات أو بعدها، وذلك لضمان إحكام السيطرة على المشهد في ظلّ تسلط أطراف أخرى للتوسّع أكثر على حساب أطراف أخرى".

في المحصلة، فإن ما يتضح تماماً هو أن الحزب يسعى جاهداً لتطويق ساحته وساحة حلفائه خلال فترة الانتخابات، والأهم هو أنّ التقارب ليس صعباً، والأمر هذا يعتبرُ من مقتضيات المعركة قبل أي شيء. إضافة إلى ذلك، فإنّ المسار السياسي للحزب وحلفائه بهذا الشكل قد يشير إلى اصطفاف جديد في وجه تكتلات أخرى مضادة، وهذا الأمر قد تكشفه المراحل المقبلة وتحديداً خلال فترة الانتخابات وبعدها وصولاً إلى مرحلة انتخاب رئيس للجمهورية.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك