قلبي دقّ... وما علاقة الادرينالين بالحب؟

قلبي دق... بحبك من كلّ قلبي... قطعتلي قلبي... قلبي كلو إلك... تعابير رائجة شعبياً من الحبيب للحبيب أو لكلّ شخص نكن له محبة أو له عندنا مكانة خاصة عائلية كانت أم شخصية أم ما سوى ذلك. فهل نحب من قلبنا، أم من عقلنا؟ بعبارة اخرى ما علاقة القلب بالحب والعواطف ومشاعر الفرح والغضب والإستياء والحزن؟ وفي عيد العشاق هل يعرف الحبيبان السبب الحقيقي للقلب الذي يدق بقوة وسرعة فائقة خصوصاً عند اللقاء الأول واللحظة الاولى؟ الجواب بسيط جداً على كل هذه الأسئلة وعلى سواها. فالقلب يدق بسرعة وقوة فائقة حين يرى الحبيب حبيبه للمرة الاولى إذ يلبي القلب نداء العاطفة مجرد أن يتحرك هورمون الأدرينالين وترتفع وتيرته. وفي هذا الإطار يقول الطبيب المتخصص في القلب والشرايين جيلبير أبو نادر إن الرأس هو محور العاطفة ولا أحد يعرف من أي منطقة منه تتحرك العاطفة. وهو يلفت إلى أن الرأس كناية عن كتلة من الخلايا العصبية المرتبطة ببعضها البعض إرتباطاً وثيقاً والموصولة بواسطة العامود الفقري والأعصاب التي تتفرع منه. وحين يصدر الأمر للعاطفة من الرأس فهي تصل من خلال ما سبق ذكره إلى سائر أعضاء الجسم وتعصر هورمون الأدرينالين الذي يرفع دقات القلب بقوة وسرعة فائقة...هذه هي الحالة التي يمر بها الحبيب أو المعجب في اللحظة الاولى. ويؤكد أبو نادر لـ "لبنان 24" أن هذه الحالات لا تحمل أي خطر حقيقي على صحة الإنسان إذا كان قلبه في وضعية طبية سليمة...بالتالي لا خوف على الحبيب في لحظات الحب الاولى. وإذا لم تكن لحظات الحب الاولى تحمل أي خطر على القلب فإن الصدمات العاطفية ومفاجآت الحزن والمحطات الأليمة والموت وفقدان الحبيب أو الشخص العزيز على القلب...كل هذا قد يؤدي أحياناً إلى إصابة الجزء الأكبر من القلب بشلل شبه تام يدوم ساعات أو أياماً أو أسابيع أحياناً الأمر الذي قد يودي بحياة هذا الشخص أو ذاك خصوصاً لدى الجنس اللطيف تحديداً لدى المتقدمات بالسن. قطعتلي قلبي.. كيف ذلك؟ فقد درج بالعامية أن يقول أحدهم للآخر قطعتلي قلبي ويقول أبو نادر من هذا القبيل إن هذه الحقيقة الطبية تعرف بالإنكليزية broken heart syndrom وباليابانية takotsubo...وهما يعنيان ببساطة أن القلب يتعرض لضعف حاد في الإنقباض ويتحول من الشكل البيضاوي إلى شكل الجرة بسبب شلل كامل يصيب الجزء الأكبر منه بينما يبقى الجزء الآخر يعمل بحالة جيدة. ويوضح أبو نادر أن هذه الحالة الطبية التي قد تستمر أسابيع يمكن تجاوزها إذا ما تم تشخيصها بسرعة وعلاجها بفعالية. والسبب الرئيسي وراء هذه النوبة هو ارتفاع في بعض هورمونات الجسم وعلى رأسها الأدرينالين، إضافة إلى بعض الأسباب غير المعروفة حتى اليوم، الأمر الذي يؤدي إلى انقباض قوي في الشرايين التاجية الرفيعة والذي يمنع دخول الدم والاكسيجين لعضلة القلب لفترة زمنية بالتالي يصيب الشلل المؤقت الجزئين الوسطي و الطرفي لبطين القلب الأيسر وهذا الواقع يفضي إلى تفسير عبارة كسرتلي قلبي لأن القلب يكون فعلاً مكسوراً. ويشير أبو نادر إلى أن القلب حساس للغاية فهو يضخ الدم إلى سائر أنحاء الجسم والرأس ثم يتغذى بما يحتاج إليه من الدم والاكسيجين مما دفع بالبعض إلى اعتباره مركز شخصية الإنسان، في حين يعتقد الكثيرون بأن القلب هو مصدر المشاعر والعواطف وبأن لقمته التي في فمه يعطيها لغيره إذا جاز التعبير. وفي دراسة اجريت في النمسا على 74 شخصاً زرع لكل منهم قلب جديد ونظرت في ما إذا كان هناك تبدل في شخصية الشخص أو عواطفه أو سلوكيته بعد أن يزرع له قلب جديد فتبين من جرائها أن 79% منهم أكدوا أن شخصيتهم لم تتغير واعتبر 15% منهم أن شخصيتهم قد تغيرت وهو أمر مرتبط بالفترة الصعبة التي مروا بها، وأشار 6% من هؤلاء إلى أن تغييراً جذرياً حصل في شخصية كل منهم وهو ما انسحب على عواطفهم. ويقول أبو نادر إنّ جزءاً من الذين يخضعون لعمليات زراعة القلب إذا ما خيروا فإنهم سيفضلون أن يحصلوا على قلب من الجنس نفسه أي من رجل لرجل ومن امراة لامرأة. وهو يشير إلى أن دراسة فرنسية اجريت في الثمانينيات أظهرت أن الرجل المتزوج لا يرتفع ضغط دمه أو دقات قلبه بشكل لافت حين يمارس الجنس مع زوجته بينما يصاب بالإرباك ويرتفع ضغط دمه ودقات قلبه حين يقوم بالأمر نفسه مع عشيقته.