اتسمت كلمة
الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم
قاسم بطابع سياسي واضح، حيث عكست موقف الحزب الثابت من عدة قضايا أساسية.
ومن خلال مواقفه يمكن، بحسب مصادر سياسسة، ملاحظة النقاط الرئيسية التالية: اولا. رفض التدخلات الخارجية، حيث شدد على أن مسألة السلاح في
لبنان هي شأن داخلي بحت لا يحق لأي طرف خارجي التدخل فيه، ورفض فكرة نزع سلاح
حزب الله، معتبرا أن أي تفاوض حول ذلك يجب أن يكون بين اللبنانيين أنفسهم، وهو بذلك يرفض أي حلول مفروضة من الخارج.
ثانيا موقف الحزب من المفاوضات، إذ أن الشيخ قاسم وجه انتقادات حادة للخطوات التي يتخذها بعض المسؤولين اللبنانيين، مثل إشراك وفد مدني في لجنة "الميكانزيم" التي تهدف إلى مراقبة وقف الأعمال العدائية. من وجهة نظره، هذا يُعدّ تنازلاً مجانياً أمام
إسرائيل ويخدم مصالحها، مشيراً إلى أن هذا التصرف الذي يرفضه "الحزب" يعزز الضغط على لبنان ويزيد من العدوانية
الإسرائيلية.
ثالثًا البعد الوطني للمقاومة حيث ربط قاسم نضال حزب الله بموضوع السيادة الوطنية ورفض
الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن مقاومة "حزب الله" ليست مجرد مسألة دفاع عن سلاحه أو عن
المقاومة، بل هي معركة من أجل الكرامة والسيادة والاستقلال. ومن خلال هذا الخطاب، يرى الحزب نفسه جزءًا من مشروع وطني يواجه إسرائيل .
رابعا التحديات الاقتصادية والاجتماعية حيث انتقد قاسم محاولات تقليص الدعم والخدمات الأساسية للمناطق التي تسيطر عليها المقاومة، مثل وقف التبرعات وتهديم المنازل. هذه السياسات، من وجهة نظره، تهدف إلى تجفيف منابع الدعم لحزب الله وشلّ قدراته، لكنّه يؤكد أن الحزب سيظل صامدًا ولن يتخلى عن رسالته.
خامسا. التهديد الإسرائيلي ورفض الاستسلام، فكلمة الشيخ نعيم تشير الى أن حزب الله يرى في العدوان الإسرائيلي جزءًا من مخطط أوسع لفرض احتلال تدريجي على لبنان، ويعتبر أن هذا يتطلب تصعيدًا في المقاومة والتمسك بالمواقف الثابتة.
وفي هذا السياق، يشدد قاسم على أن الحزب مستعد لتقديم المزيد من التضحيات في الدفاع عن لبنان وأهله. ومن خلال هذه النقاط، يتضح أن خطاب الشيخ قاسم يهدف إلى تعزيز موقف حزب الله كقوة مقاومة ضد الاحتلال، مع التأكيد على أنه لن يتنازل عن سلاحه في منطقة شمال الليطاني، فهذا السلاح لن يوضع على طاولة
النقاش الداخلي إلا بعد وقف الحرب الإسرائيلية وتحرير الاراضي
اللبنانية المحتلة.