Advertisement

مقالات لبنان24

فخامة العماد.. بين الحلم وأخطبوط المصالح

كلير شكر

|
Lebanon 24
30-10-2016 | 05:23
A-
A+
Doc-P-222953-6367054466919082971280x960.jpg
Doc-P-222953-6367054466919082971280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كيف يمكن لرجل واحد أن يختصر كل هذه المسيرة؟ طلعاتها لا تقلّ عن نزلاتها. انتصاراتها تكاد تساوي هزائمها حجماً وقيمة. كيف يمكن لمحارب ألا يرتاح أبداً؟ أن يقضي عمره حروباً على الجبهات بالعسكر وبالسياسة؟ انه ميشال عون. القائد الذي استهل حياته بحمل بندقية مؤسسة عشقها عشقاً استثنائياً، وتوج سيرته باللقب الرئاسي بعد انتظار دام أكثر من ربع قرن. عرف اللبنانيون ميشال عون، قائداً عسكرياً يبحث عن المواجهات بالسراج والفتيلة. عرفوه زعيماً تعشقه ناسه الى حدّ القداسة. وغداً سيتعرفون اليه رئيساً لكل البلاد. وفي كل الأحوال والحالات كان مشاغباً متمرداً لا يقبل الهزيمة ولا يخشى الوقوع من القمم، لا تحلو الحياة السياسية من دونه. لا يمكن للرجل أن يكون من سلالة من سبقوه الى كرسي الموارنة. الفوارق كثيرة ومتعددة. في الشخصية والأداء وحجم التمثيل. في الحضور والرؤية والتطلعات. في القدرة على ممارسة شراكته فعلاً لا قولاً. في الحالة الجماهيرية التي يمثلها. عهد ميشال عون استثنائي بتكوينه. لم تعرف عهود الطائف رئيساً للجمهورية في معصمه أكثر من نصف المسيحيين، باستطاعته أن يضرب بقبضتهم على الطاولة حين يختلّ التوازن في السلطة. تجربة جديدة سيفرد لها التاريخ صفحات وصفحات، وقد تجرّ من ورائها تجارب مماثلة بعدما سقطت ما كان يراه البعض من "المحرمات" في منع وصول الرئيس القوي الى السلطة. فعلها الرجل عن جدارة وقوة. وقف العالم بوجهه يبلغه إنّه ليس مرحباً به في سدة الرئاسة. لكنه بقي عند عناده وإرادته بخرق المستحيل ليصير ممكناً. لا يمكن بالنتيجة حجب دور "حزب الله" الأساسي في تحقيق "حلم الرئاسة" لجيل بكامله وعد بها مذ أن أعلن ميشال عون إنه يستحقها. وقوف الضاحية الجنوبية الى جانب الرجل شرّع أبواب القصر بفعل رفضه الإغراءات التي وضعت على طاوته، والممانعات التي رفعت بوجهه. ولكن قبل مساندة "حزب الله"، لا يمكن انكار الواقع الذي يقول إنّ الناخب الأول لميشال عون هو ميشال عون بحدّ ذاته. ليس قليلاً أن يتمسك الرجل بترشيحه على رغم كل جبهات الرفض التي رفعت بوجهه. في العام 2008 بلغت الملعقة حلقه وسحبت بإرادة دولية- اقليمية دفعت بـ"حزب الله" الى ركوب موجة الجنرال ميشال سليمان وابلاغ جنرال الرابية بأنّه غير قادر على مواجهة تسونامي التفاهم الدولي. فسار ميشال عون في الموكب على مضض. في العام 2014 ومع انتهاء ولاية سليمان، استعاد المقاتل العتيق كل حيوته وحماسته. هذه الدورة حاسمة ولا مجال بعد الآن للتسويات الوسطية. فإما يكون رئيساً أو لا رئاسة. انها اللعبة الأخيرة ولا بدّ من المخاطرة بالـ"صولد". فعلاً، إنها ارادة ميشال عون الصلبة هي التي حملته الى القصر. ومن بعدها يأتي دعم "حزب الله"، وتأييد "تيار المستقبل" الذي لولاه لما كان بالإمكان حصول التفاهم. وفي الترتيب يأتي "إعلان النوايا" في المرتبة الأخيرة، لأنّ مثلث الرابية- الضاحية الجنوبية- "بيت الوسط" هو الذي صنع الرئاسة. وسعد الحريري كان سيفعلها مع أو من دون سمير جعجع لأنّها كانت آخر الخيارات الممكنة، اذا لم نقل أوحدها. سيقف "فخامة العماد" غداً على منبر قسم اليمين ليلقي خطاباً سيبقى في البال طوال العهد، لأنه العنوان وبيت القصيد. ما سيقوله سيختصر مسيرة ميشال عون بسطور. هكذا عرفه ناسه وعلى هذا الأساس ذابوا في أفكاره وطروحته. سيعيد تذكيرهم بأنّ الحلم لم يمت وبأنّ الأمل ممكن في بناء دولة المؤسسات والقانون. ولكن للمشككين دوماً أفكارهم الحذرة: الساحة اللبنانية حقل ألغام لا ينضب. مشروع الاصلاح والتغيير سيواجه اخطبوط المصالح. وهو سبق أن واجهه مذ وطأت أقدام البرتقاليين السلطتين التنفيذية والتشريعية وعجز عن خلع مخالبه. فكيف سيفعلها الرئيس القوي اذا كان مكبلاً بقيود تفاهمات من اليسار واليمين؟
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك