Advertisement

مقالات لبنان24

تمدد "داعش" في دير الزور.. تقاطع مصالح دولية

علي شهاب

|
Lebanon 24
18-01-2017 | 03:37
A-
A+
Doc-P-258415-6367055035545906691280x960.jpg
Doc-P-258415-6367055035545906691280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تتجاوز المعارك الدائرة في دير الزور حدود الدلالة العسكرية، لتطال الحسابات الاقليمية والدولية على ضوء أجندات التحالف الدولي في الرقة والموصل والباب وما نجم عنها من اعادة توزع لمسلحي داعش. المدينة المحاصرة منذ أكثر من عامين تتنفس عبر مطارها العسكري الذي يشكل الشريان الوحيد لتأمين احتياجات الاف المدنيين. خلال الأيام القليلة الماضية شنّ داعش هجوما من محورين؛ الأول من شارع "بور سعيد" باتجاه سرية "جنيد" والثاتي من ناحية "الثردة" حيث اجتماع مسلحو التنظيم من المحورين وقطعوا الطريق العسكري باتجاه منطقة "المقابر". بالتوازي شنّ التنظيم هجومًا آخر باتجاه لواء التأمين، فيما انسحبت قوات الجيش السوري محاولةً تثبيت مواقعها في مواقع خلفية. وعلى الرغم من ضراوة المعارك، فإن محور المقابر هو الوحيد الذي استطاع فيه داعش احداث ثغرة منذ بدء هجومه على مطار دير الزور. اما باقي محاور الاشتباك فلم تتغير، بمواصلة الجيش السوري التصدي على محور الثردة وباتجاه حي العمال، وسط أنباء عن خسائر بمستوى عقيدين وثلاثة عمداء في صفوفه. الا ان احتدام جبهة دير الزور في هذا التوقيت بالذات يطرح العديد من الاسئلة. إذ أن هجوم داعش الواسع يأتي بعد أيام من انزال التحالف الدولي في المنطقة واستهداف موكب للتنظيم، وقبل أيام قليلة من محادثات الآستانة التي تتوجه اليها الفصائل السورية بتمثيل ضعيف ومشتت ولا يمتلك أوراق قوة مهمة يفاوض بها، بعد ان استلم الجيش السوري وحلفائه زمام الجبهات المشتعلة. كما ان معركة دير الزور المتأججة تأتي بعد الهمس في الاشهر القليلة الماضية عن نية لتشكيل ما يشبه "الصحوات" السورية لقتال التنظيم بدعم خليجي وسعودي تحديدا. ومع تواصل "درع الفرات" التركية في الشمال السوري، يبدو أن هجوم داعش في دير الزور لا يلحظ سوى المصلحة الأميركية بحصر تمدد التنظيم على ضوء معارك الموصل والرقة في مساحة جغرافية تتناسب ومتطلبات المرحلة المقبلة من التفاوض على سوريا، وخاصة أنّ نتائج مفاوضات الآستانة مهما علا صيتها في الإعلام فهي لن تكون قادرة على احداث تغيير دراماتيكي في المشهد السوري بغياب واشنطن، التي تشارك حتى الساعة بصفة مراقب. وبإنتظار تسلم دونالد ترامب سدة الرئاسة بعد أيام قليلة، ستتبلور بشكل اوضح خارطة التحالفات الدولية والسياق الذي ستنتهجه اي تسوية محتملة في سوريا.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك