Advertisement

مقالات لبنان24

لبنان يستفيد عسكرياً بعهد ترامب ... و"الإسلاموفوبيا" لن توفر "حزب الله"

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
24-01-2017 | 00:48
A-
A+
Doc-P-261174-6367055054040920061280x960.jpg
Doc-P-261174-6367055054040920061280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أزاح الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب الفواصل في ما بين التيارات الإسلامية وشيطنها جميعها في حلقة "الإرهاب الإسلامي المتطرف" التي سيعمل على محوه عن وجه الأرض، ومع خطابه لم تعد ظاهرة "الإسلاموفوبيا" أو الخوف المرضي الجماعي من الإسلام، مجرد لغط وفهم خاطىء للإسلام في بعض المجتمعات الغربية، بل أصبحت في صلب نهج إدارة أقوى دول العالم وأكثرها تأثيراً، وفي الأمر خطورة تتخطّى جغرافيا الشرق الأوسط لتطاول جميع المسلمين في العالم ولاسيّما في الولايات المتحدة الأميركية. فهل تتساوى في قاموس ترامب المنظمات والحركات الإسلامية في المفهوم الإرهابي، أم أنّه خطاب شعبوي فرضته مفاعيل اللحظة الرئاسيّة فقط، ولا يعني بالضرورة أنّه ماضٍ في تكريس هذا المفهوم الخاطىء في إدارته؟ في قراءةٍ للشق المتعلق بسياسة الإدارة الأميركية الجديدة حيال الشرق الأوسط، يلفت نائب رئيس الجامعة اللبنانية الإلمانية الباحث الإقتصادي الدكتور بيار الخوري إلى ما ورد في خطاب أداء اليمين الدستورية لترامب، في إشارة لحربه على التّطرف الإسلامي والراديكالية، فيشير في حديث لـ" لبنان 24 " إلى أنّ الراديكالية كلمة واسعة "وأعتقد أنّ ترامب قصد استعمالها، ربّما ليتيح لنفسه مجالاً ليفاوض في المستقبل حول هذا التصنيف، وهذا التعبير ينسجم مع التعابير الأميركية الفضفاضة كتعبير الإرهاب، الذي لا نملك حتّى اليوم تعريفاً واضحاً لمفهومه بالقاموس الأميركي، وبالتالي كلمة راديكالية لا يمكن تكهّن مقدار حدودها قبل انتظار الوقائع. فهي تحمل الكثير من المعاني التي قد تبدأ بـ"داعش" ولا تنتهي بمنظمة إسلامية تنشط في أميركا". "حزب الله"بالمفهوم الترامبي قد يكون ضمن حلقة البيكار الذي وسّعها ترامب للمنظمات الإرهابية "فقد تكون إيران ضمن هؤلاء، والمنظّمات التي تدعمها، وحركة الإخوان المسلمين وغيرها، ولا سيما أنّ ظاهرة النظر إلى كلّ مسلم على أنّه أرهابي ليست بعيدة عن الولايات المتحدة الأميركية". ويرى الخوري أنّ السياسة الأميركية الجديدة مع ترامب تشير إلى وجود جدّية في الحرب على "داعش" وأخواتها. فربما انتهى دور هذه المنظمات. فـ"القرار بتحجيم "داعش" كان اتُخذ قبل وصول ترامب. وتبقى المشكلة الحقيقية في ميزان القوى، وفي البدائل التي ستتمركز مكانه". أميركا ستزيد مساعداتها العسكرية للبنان لبنان هذا البلد الصغير القابع بجوار الأقاليم الملتهبة ينتظر من الإدارة الأميركية، بصرف النظر عن شخص رئيسها، المحافظة على استقراره وتعزيز قدرات قوّاته المسلحة التي سطّرت الإنجازات في محاربة أكثر التيارات المتطرفة إجراماً، ولا تزال حروبها مفتوحة مع هؤلاء. وفي هذا السياق يرى الدكتور الخوري أنّ لبنان سيستفيد من عهد ترمب لجملة أسباب : أولاً، كونه البلد الوحيد الذي استبسل جيشه في حربه ضدّ الجماعات الإرهابية محققاً بطولات استثنائية، عندما كان يواجه ضغوطاً قويةً على حدوده الشرقية، وتمكن من تفكيك شبكاتٍ إرهابيةٍ واسعةٍ جداً في الداخل تسمى الخلايا النائمة، وما زال يعمل على تفكيكها، وبالتالي يشكّل لبنان جزءاً أساسياً من الحرب على الإرهاب. وانطلاقاً من هنا أعتقد أنّ الولايات المتحدة ستزيد من مساعداتها العسكرية للجيش اللبناني، خصوصاً أنّ هناك الكثير من البلدان أنفقت عشرات مليارات الدولارات على تسليحها، وبلحظة مواجهة أنهارت جيوشها أمام هجمات الإرهابيين كالعراق مثلاً. ثانياً، إن وجود مستشارين لبنانيين في فريق ترامب لا بدّ من أن يكون له تأثير من خلال الصورة والرؤية التي سيعكسونها عن لبنان. ثالثاً، يبدأ ترامب ولايته فيما لبنان أنهى أزمته الدستورية، ووجود الرئيس ميشال عون على رأس السلطة يشكّل ثقة لشخصٍ كترامب، وعون قادر أكثر من غيره على لعب أدوار تخدم مصالح متعددة موجودة في الإطار اللبناني، فضلا عن علاقة الثقة القويّة التي تربطه بـ"حزب الله"، والتي تخوله بالتالي التفاوض مع الخارج، حتّى لو كان هذا الخارج على عداء مع "حزب الله ". ولا يرى خوري في المحصلة أنّ لبنان سيكون خاسراً إلا بالقدر الذي يتوتر فيه محيطه. فلقد نجحنا طيلة خمسة أعوام بإبعاد النار الإقليمية عنا، واذا استمر هذا الإتجاه فسنحقق مكاسب كبيرة في المرحلة المقبلة". وبشكل عام يلفت الخوري إلى أنّ الرسالة التي أراد ترامب إيصالها إلى حلفاء أميركا أنّه لن تكون هناك بعد اليوم هدايا مجانية. وفي عهده ستتكشّف الصورة الحقيقية لأميركا لتخرج من الكواليس إلى العلن. فمع وصول رجلٍ صريحٍ الى حدّ الوقاحة سنرى الدولة بمعناها الحقيقي القائم على المصالح وليس المثل. أمّا صورة النموذج الأميركي الديمقراطي الحضاري الذي حاول أسلافه تسويقها فلم يعد لها وجود .
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك