Advertisement

مقالات لبنان24

... ماذا بعد "قنبلة محمرش"؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
30-01-2018 | 02:18
A-
A+
Doc-P-431208-6367056296025943641280x960.jpg
Doc-P-431208-6367056296025943641280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
"لو اطّلع الناس على مافي قلوب البعض، لما تصافحوا إلا بالسيوف" (عمر بن الخطاب). كلام قيل منذ مئات السنين، وهو كلام يكشف ما في النفوس وما يدور في الرؤوس، وهو ينطبق في كل زمان ومكان. وهذا الكلام، الذي يعبّر عن واقعية طبيعة البشر في تعاملهم مع بعضهم البعض، يختصر تماما ما حصل في الساعات الماضية على ساحة المواقف وعلى ارض الواقع. وكاد الخطاب السياسي العالي السقوف وردات الفعل عليه أن يشعل فتنة بين اللبنانيين استدعت استنفاراً سياسياً لقطع الطريق على المستفيدين من أي إخلال بالاستقرار العام، وهم متربصون ويتحينون الفرص لاعادة عقارب الساعة الى الوراء ولاعادة اللبنانيين الى وراء المتاريس، وهذا الامر لن يصّب إلا في خانة ضرب الاستقرار، الذي اعتقد الجميع، بعد دحر خطر الارهاب، ان هذا الاستقرار اصبح من ثوابت الوحدة الوطنية، التي تعرضت بالامس للاهتزاز بعدما اتخذ كلام الوزير جبران باسيل منحى لم يكن بتوقيته وبمضمونه في موقعه الطبيعي، وإن كان البعض يرى فيه موقفا انفعالياً على اقدام ابناء الطائفة الشيعية في افريقيا على مقاطعة مؤتمر الطاقة الذي دعت اليه وزارة الخارجية والمغتربين في ابيدجان. يقول سياسي مقرّب من الرئيس نبيه بري إن الرصاصة التي تطلق لا يمكن إعادتها إلى الوراء لأنها تكون قد فعلت فعلها وأدّت إلى إحداث أضرار لا يعود ينفع معها لا الإعتذار ولا الندم، وذلك في إشارة إلى أن أي إعتذار من قبل الوزير جبران باسيل، في حال التفكير بهذا الخيار، لن يكون مقبولًا كحّل مؤقت لتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل "قنبلة محمرش". وفي إعتقاد هذا السياسي المخضرم أن الحّل لهذه الأزمة الكبيرة لن يكون بالطبع بـ"تبوييس اللحى"، و"عفا الله عمّا مضى"، ولا حتى القبول بمنطق "غلطة الشاطر بألف غلطة"، بل يكون بوضع الأوراق على طاولة التشريح والبحث الجدّي ووضع النقاط على الحروف وطرح كل الملفات التي تشكّل مادة خلافية بين اللبنانيين من بكل وضوح ومصارحة ومكاشفة ومن دون مواربة وإستعمال لغتين وخطابين، واحد للإستهلاك السياسي وآخر للإستهلاك الشعبي. فالأمور بعد اليوم، كما يقول العقلاء، لم تعد تحتمل أنصاف الحلول أو تأجيل البحث في اي قضية شائكة تُرسم حولها علامات الإستفهام. فالمطلوب مؤتمر وطني توضع أمامه كل الإشكالات الوطنية والدستورية، وذلك للخروج بقناعات واضحة لا لبس فيها ولا إلتباس، وذلك لكي تكون اللغة السياسية في الصالونات وفي العلن لغة واحدة. لم يعد بعد اليوم مسموحًا لأي كان تفسير القوانين والدستور بما يتناسب ومصلحته الشخصية، ولم يعد مقبولًا الإستمرار بلعبة "الغميضة" وإظهار عكس ما هو مضمر، لأن بناء الأوطان لا يقوم على التكاذب ومحاباة الوجوه و"الضحك على الذقون"، في الوقت الذي يجتاح هذا الوطن الصغير بمساحته والكبير بمشاكله خطر داهم ودائم من جنوبه، وخطر ما يمكن أن ينتج عن فوضى وجود ما يقارب مليون نازح سوري على أرضه، وخطر الإرهاب النائم والمتحيّن فرص التعويض عمّا أصابه من هزائم في معركة "فجر الجرود"، فضلًا عن الكمّ الهائل من الصعوبات الإقتصادية والإجتماعية والحياتية. فما بعد "محمرش" يجب الأّ يكون كما قبلها بعدما "إنفقت الدملة" وكادت تتسبب بمضاعفات غير صحيّة وخطيرة. قيل كلام كبير من كلا الطرفين، وإن كان البادىء أظلم، ولم يعد هناك من كلام ليقال، وأشعلت الإطارات في غير مكانها الصحيح وأطلقت الهتافات ورفعت الشعارات التي تخطّت المقبول والمعقول. وماذا بعد؟ سؤال سيكون اليوم وغدًا هاجس كل عاقل ومتعقّل توصلًا إلى حل واحد لا غير. تصارحوا لتتصالحوا.
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك