Advertisement

خاص

"شرّعوا الحشيشة".. لبنان على صورته وتناقضاته!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
20-03-2019 | 07:45
A-
A+
Doc-P-568150-636886901186529627.jpg
Doc-P-568150-636886901186529627.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"بدي اسرق لجيب دوا لإمي"، "بدي اسرق لعلّم ولادي"، "بدي اسرق لإتزوج"، "بدي اسرق لحقق طموحي"، "بدي اسرق لطعمي اخواتي"، بهذه العناوين الخمسة، انطلق فيلم "شرّعوا الحشيشة"، للمخرجة رندلى قديح.

من خلق القضبان، بدأت قصّة الفيلم، ليتوالى على الشاشة 5 شبّان من مناطق لبنانية مختلفة، وأيضاً من طوائف مختلفة، لا يجمع بينهم إلا العوز والفقر و"الحشيشة".
Advertisement

الفيلم، الذي يتأرجح بين الكوميديا السوداء والدراما، يخرج بداية عن السياق، فالحشيشة في السجن مشرّعة، وخارجه على طريق التشريع كما يقول "كبير الزنزانة".

السجن بعدسة "رندلى قديح" يتحوّل فجأة إلى مساحة من الحرية، فيما الخارج هو السجن الحقيقي لمواطنين لم يلقوا في أرض الوطن أقلّ الحقوق!

يصوّر الفيلم، في منعطفاته، الفساد في السلك الأمني، وكيف تصل الحشيشة إلى المساجين عن طريق الضباط، وكيف يتم تأمين الطريق، فيتحوّل السجن بنقيبه وعناصره ومساجينه إلى حفلة من الجنون.

بعد انتهاء مدّة العقوبة، والإدمان على تدخين الحشيشة، يستعيد الشبّان حريتهم، غير أنّهم يكبلّون مجدداً بالفقر، والأوضاع المعيشية، فتتطور الأحداث سريعاً، وتغلق في وجههم كلّ السبل، ليكون الخيار هو "تجارة الحشيش" معتمدين على العلاقة التي نسجوها انطلاقاً من داخل السجن وصولاً إلى مزارع هذه النبتة المخالفة للقانون.

الفيلم، ولمدّة ساعة تقريباً، استطاع أن يصوّر الحق باطلاً، فينتزع تعاطف المشاهد مع الشبّان، مع "عماد" الذي يريد أن يؤمن حياة كريمة لوالدته، مع "جورج" الذي يريد أن يتزوج من حبيبته دون أن يسمع جارته وهي تطالبه بأجرة الغرفة، مع "هاغوب" الذي ضاقت به زوجته بسبب وضعه، مع "علي" الذي عليه أن يعيل أمّه وأشقائه بعد وفاة والده، مع "سامر" الذي يطمح لأن يكون فناناً دون أن يمر في غرف المنتجين المظلمة!

التعاطف مع الشبّان ومع اتجارهم بالممنوعات، ومع تحقيق أحلامهم، وتحوّلهم إلى أثرياء، أوصل المشاهد لحالة من التناقض، فتساءل في الدقائق الأخيرة من الفيلم، هل يمكن أن يكون تشريع الحشيشة هو الحل؟ هل الإتجار بالممنوعات هو الحل؟ هل هؤلاء الشبان هم نموذج الوطن.. وبالأحرى، هل علينا جميعاً أن نتحوّل إلى سارقين، وحشاشين، ومتاجرين، كي نحيا بكرامة في هذا الوطن!!

الدقائق الأخيرة من الفيلم، قلبت المعادلة تماماً، كل شيء تغيّر، وسياق الفيلم تبدل، فـ "رامبو المخدرات،" الذي تقمّص شخصيته من المطلوب نوح زعيتر، واقتبس خطابه، لم يبقَ دون عقاب، وطريق المخدرات لم تكن معبّدة حتى النهاية بالأموال، لتبدأ الخفايا بتغيير سياق الأحداث بشكل جذري.

فعماد أو الممثل"طوني عيسى"، الذي قاد عصابة السرقة أولاً، ومن ثمّ عصابة الاتجار بالمخدرات، لم يكن إلا ضابط مخابرات، جُنّد في هذا الهدف لعامين كي يتمكن من الإيقاع برأس الهرم، الذي وقع أخيراً بعدما تمّ خداعه بأنّ ابنته سقطت ضحية المخدر الذي يتاجر فيه في منطقة لا غطاء "مافيوي" فيها!

الفيلم الذي بنى قصته على مسار محدد، غيّر المسار فجأة في المشهد الأخير، دون أن يصطدم بالمشاهد الذي تقبّل هذا الإنحراف، فإنحراف الأحداث نحو القيم، خير، من مسار سليم يصفق لإنحراف القيم!

الفيلم، بشكله العام "لايت"، يجذب الصغار والكبار، ويكشف الواقع اللبناني بكل تفاصيله، وظلاميته، ويضيء على الفساد الأمني في التغطية على بعض التجار والتعاون معهم، دون ضرب لـ"هيبة الدولة"، فالأمن الذي سهّل الإتجار عبر بعض عناصره، هو الذي زجّ هؤلاء العناصر في السجن عبر ضباط لم يضعوا ضمائرهم على مائدة البيع والشراء.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك