Advertisement

مقالات لبنان24

هذا "حيدر": طفل لا يعرف شيئاً... وهؤلاء هم المستغّلون!

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
17-11-2015 | 05:07
A-
A+
Doc-P-83037-6367053329656142401280x960.jpg
Doc-P-83037-6367053329656142401280x960.jpg photos 0
PGB-83037-6367053329669154841280x960.jpg
PGB-83037-6367053329669154841280x960.jpg Photos
PGB-83037-6367053329664850731280x960.jpg
PGB-83037-6367053329664850731280x960.jpg Photos
PGB-83037-6367053329660546621280x960.jpg
PGB-83037-6367053329660546621280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
"حيدر".. إسم الطفل الذي حصل على أكثر نسبة تعاطف بعد تفجيري برج البراجنة. إبن السنوات الثلاث الذي خسر والديه خلال التفجير الإرهابي ونجا، لأن أمه حمته بجسدها. هكذا أصبح هذا البريء رمزاً لضحايا همجية الارهاب. قد يكون الطفل أكثر الخاسرين، أو أكثرهم قدرة على إستقطاب العطف، نظراً إلى عمره وقصته... لكن المستغربَ إلى حدّ الاستهجان، أنه ومنذ اللحظة الأولى للإنفجار بدأ إستغلال قصة حيدر. بداية كُتب عنها، وعن المأساة. ومن ثم توالت أساليب الإستغلال. مراسل "المنار"، إستغلّ حيدر، فدخل إلى غرفته في المستشفى وتحدث إليه سائلاً: أين الماما والبابا، ليجيب "حيدر" ببراءة تنفطرُ لها القلوب ألماً، إنهما لا يزالان في السيارة. لا أفترض هنا سوء نية، لكنّ المراسل إستفاد من حيدر، ليحقق سبقاً صحفياً مؤلماً، وقناة "المنار" إستغلّت حيدر، لتظهر وحشيّة "الأعداء"... الناشطون أيضاً إستفادوا من حيدر، فهاجموا مراسل "المنار" لإستغلاله الطفل والطفولة، وتعاطفوا معه مستجدين بذلك "اللايكات" و"الريتويتات". وبدأت الصور.. حيدر مع أطفال من الكشاف وصلوا إلى المستشفى وتضامنوا مع الطفل. حيدر طبعاً لم يفهم لماذا جاؤوا، لكنهم إستفادوا من حيدر، وقالوا انهم متعاطفون. فجأة أصبح "حيدر" مع فريق "ريال مدريد". أرادوا إقناعنا بأن إبن الثلاث سنوات يحلم بلقاء كريستيانو رونالدو. حسناً، استغل المتعاطفون عبر مواقع التواصل الإجتماعي الأمر، وأطلقوا "هاشتاغ" لمساعدة الصغير على تحقيق حلمه، وهنا الكثير من الإستعراض الإلكتروني.. ومن ثُم قيل أن حيدر يُحب "بايرن ميونخ"، ومن ثمّ يُحب فريق "العهد"، والإستغلال مستمر. حتى صوّر حيدر مع علم لأحد الاحزاب اللبنانية، لنقول أنه مع هذا الحزب أو ذاك، هذا الحزب ضحّى، وخسر في الإنفجار. طيّب. لكن حيدر لا يعرف شيئاً. لا يعرف أساساً حجم الألم والخسارة التي وقع فيها. حيدر، تائه بسبب زحمة المتزلّفين، هذا الطفل لا يعرف معنى كرة القدم، ولا يعرف من هو كريستيانو رونالدو، ولا إذا كان هذا اللاعب أفضل من غيره، ولم يحلم يوماً بلقائه.. وكيف لطفل لم يتجاوز السنوات الثلاث أن يحلم بغير لقاء أمه. حيدر لا يعرف شيئاً، ولا يعرف عن حركة أو حزب أو أساليب الاستغلال اللبنانية.. حيدر يريد الهدوء واللعب، لا شيء آخر. (خاص "لبنان 24")
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك