عندما ظنّ العلماء أنهم باتوا يعرفون كل أركان النظام الشمسي، جاء اكتشاف جديد ليقلب هذه القناعة رأسًا على عقب. فقد أعلن مركز الكواكب الصغيرة التابع للاتحاد الفلكي الدولي عن رصد جرم سماوي جليدي جديد يُعرف مؤقتًا باسم 2017 OF201، يتمتع بمدار فلكي بالغ الغرابة، وقد يصبح عنصرا جديدًا في عائلة الكواكب القزمة، إلى جانب بلوتو.
هذا الجسم المكتشف، والذي يبلغ عرضه نحو 435 ميلًا، يبتعد عن الشمس في أقصى مدار له مسافة تعادل أكثر من 1600 مرة المسافة بين الأرض والشمس. وحتى في أقرب نقطة له، لا يزال على مسافة تفوق الأرض عن الشمس بنحو 44.5 مرة. ما يجعله من بين أبعد الأجسام التي تم رصدها حتى الآن في نظامنا الشمسي.
لكن ما يثير الدهشة حقًا هو أن هذا الجرم يستغرق 25,000 سنة أرضية ليُكمل دورة واحدة حول الشمس — مقارنةً بـ248 سنة فقط لبلوتو.
من أين أتى هذا الجسم؟
يعتقد العلماء أن هذا الجرم قد يكون طُرد من مكانه الأصلي نتيجة تفاعل جاذبي قوي مع كوكب عملاق مثل نبتون أو المشتري. وقد يكون أيضًا قد شق طريقه من سحابة أورت الغامضة، وهي منطقة نظرية تحيط بالنظام الشمسي وتضم آلاف الأجسام الجليدية القديمة. وحتى اليوم، لم تُرصد سحابة أورت بشكل مباشر بسبب بعدها الشاسع وخفوت أجرامها.
اكتشاف مثير خلال بحث عن "الكوكب التاسع"
الاكتشاف جاء بفضل فريق يقوده الباحث سيهاو
تشنغ من
معهد الدراسات المتقدمة، بالتعاون مع طلاب دكتوراه من
جامعة برينستون. وقد استخدموا خوارزميات متقدمة لتحليل صور التُقطت على مدى سنوات بواسطة تلسكوب بلانكو في تشيلي وتلسكوب كندا–فرنسا–هاواي، وتمكنوا من تتبع حركته البطيئة عبر السماء وربط النقاط المضيئة ببعضها.
المفارقة أن هذا الجرم الجديد لا يتبع النمط المداري المعتاد لأجسام حزام كايبر أو ما وراء نبتون، وهو ما يضع فرضية وجود "الكوكب التاسع" — الكوكب الغامض المفترض الذي يؤثر بجاذبيته على مدارات تلك الأجسام — تحت المجهر.
يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يكون مجرد بداية. فبحسب تشنغ، إذا كان 2017 OF201 مرئيًا فقط خلال 1% من مداره
الطويل، فقد يكون هناك عشرات أو مئات الأجسام الأخرى المماثلة، لكنها ببساطة بعيدة جدًا لرصدها حاليًا.
هذا الاكتشاف يشير أيضًا إلى أن المنطقة خلف حزام كايبر، التي طالما اعتُبرت منطقة "فارغة"، قد تكون في الواقع موطنًا لعالم خفي من الأجسام الجليدية. (mashable)