في مقال نُشر عام 2023، توقع
بيل غيتس أن
الذكاء الاصطناعي سيُحدث تحولاً جذرياً في التعليم، حيث ستُصمم التقنيات محتوى مخصصًا لكل طالب، وتتابع فهمه، وتقدم له ملاحظات آنية. وأكد مجددًا في مقابلة عام 2025 أن هذه التقنيات ستُقلل من الاعتماد التقليدي على المعلمين، وتُتيح فرص تعلم عالية الجودة للجميع، مما يُعزز المساواة التعليمية.
من جانبه، تنبأ توماس فراي بأن أكبر شركة على الإنترنت بحلول 2030 ستكون منصة تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تصل لأكثر من 1.5 مليار طالب، وربما تكون مجانية كليًا أو ممولة بالإعلانات.
أما نظرية جان بياجيه البنائية، التي ترى أن المتعلم يبني معرفته من خلال التجربة، لاقت صعوبات تطبيقية سابقًا، لكن التقنيات الحديثة، كالذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي، أصبحت أدوات قوية لتفعيل هذا النموذج
التربوي.
من الفصول التقليدية إلى الواقع المعزز
بدأت التكنولوجيا تدخل الفصول منذ العشرينيات، لكنها اليوم توظف تقنيات متقدمة كالهولوغرام، الواقع الممتد، والروبوتات.
مثالاً على ذلك:
- جامعة
نوتنغهام أنشأت بيئة افتراضية هندسية تفاعلية أسمتها "نوتوبيا".
- مدرسة Unbound Academy في
أريزونا تعتمد على الذكاء الاصطناعي في تدريس المناهج الأساسية خلال ساعتين يوميًا فقط.
- الروبوت "كاتشيا" أدار يومًا دراسيًا كاملاً في مدرسة ألمانية عام 2024.
مستقبل التعليم: دور أقل للمدرس.. ومهارات أكثر للطالب
رغم أن الذكاء الاصطناعي قد يُقلص دور المعلم، فإن المدارس لن تختفي، بل سيتغير دورها نحو الجانب الاجتماعي والرعائي. ويُتوقع أن يزداد التعليم المنزلي، خاصة إذا انخفض أسبوع العمل إلى يومين كما يتوقع بيل غيتس.
التحديات والفرص في العالم العربي
تُظهر اختبارات PISA 2022 وأولمبياد
الرياضيات الدولي تأخراً عربياً في الأداء الأكاديمي، رغم وجود بنى تحتية قوية في
دول الخليج.
الفرصة الآن متاحة لتعزيز مهارات مثل:
- التعلم الذاتي
- التحليل والتفكير النقدي
- محو أمية البيانات
- الإبداع والذكاء العاطفي
نصل إلى أن التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي يتجه نحو نموذج جديد يعتمد على التفاعل، التخصيص، والتكنولوجيا المتقدمة. لكن نجاح هذا التحول في العالم العربي يتطلب إستراتيجيات واضحة، بيئة رقمية داعمة، ومهارات بشرية تواكب التغيير.