Advertisement

تكنولوجيا وعلوم

37 ألف عام من الأوبئة: خريطة تاريخية تكشف جذور الأمراض المعدية وتحوّلاتها عبر العصور

Lebanon 24
14-07-2025 | 05:25
A-
A+
Doc-P-1391092-638880929503537775.png
Doc-P-1391092-638880929503537775.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في دراسة رائدة نشرتها مجلة Nature، نجح فريق دولي من الباحثين في رسم خريطة زمنية وجغرافية مفصّلة لمسبّبات الأمراض البشرية، مستندين إلى تحليل الحمض النووي المستخرج من بقايا أكثر من 1300 فرد عاشوا في أوروبا وآسيا على مدى 37 ألف عام، من العصر الحجري القديم العلوي حتى العصر الحديث.
Advertisement

هذه الدراسة التي شارك فيها علماء من جامعات كوبنهاغن (الدانمارك) ولوند (السويد) وكيرتن (أستراليا)، تسعى إلى إعادة رسم المشهد الوبائي القديم وفهم ديناميكيات انتشار الأمراض المعدية التي لطالما شكلت تهديداً وجودياً للإنسانية.

من أبرز ما توصلت إليه الدراسة هو ظهور مسبّبات الأمراض الحيوانية المنشأ منذ حوالي 6500 عام، أي بعد دخول البشرية مرحلة الزراعة وتدجين الحيوانات. وبلغت هذه العدوى ذروتها قبل نحو 5000 عام، بالتوازي مع التحولات الجذرية في نمط العيش وتكاثر التجمعات السكانية.

يقول الباحثون: "تشير الأدلة إلى أن التغيرات في نمط الحياة خلال العصر الهولوسيني أحدثت تحوّلاً وبائيًا واسع النطاق، أدى إلى زيادة أعباء الأمراض الحيوانية المنشأ، وهو تحول لا تزال تبعاته قائمة حتى يومنا هذا".

حلل الفريق عينات من العظام والأسنان واستخرج منها الحمض النووي الميكروبي، ليكتشف وجود 136 نوعاً من البكتيريا و1356 جنساً فيروسياً، أبرزها Streptococcus وActinomyces، وهما نوعان شائعان في الميكروبيوم الفموي البشري.

غير أن الباحثين يشيرون إلى أن اعتمادهم على عينات الأسنان قد يكون قد منح بعض الانحياز في النتائج لصالح هذه الأنواع الفموية، ما يدعو لمزيد من التوسّع في أخذ العينات مستقبلاً.

الطاعون يضرب قبل الميلاد بآلاف السنين
ومن الاكتشافات المفصلية في الدراسة، إعادة تأريخ ظهور الطاعون إلى فترات أقدم مما كان يعتقد سابقاً، تحديدًا إلى العصر الحجري الحديث المتأخر والعصر البرونزي. فقد كشفت البيانات عن وجود سلالات من Yersinia pestis (المسؤولة عن الطاعون) في مدافن متزامنة، ما يشير إلى احتمال وقوع تفشيات وبائية محلية.

ويعلق الباحثون: "تُظهر النتائج أن قدرة هذه السلالات على الانتقال وانتشارها الوبائي ربما كانت أكبر بكثير مما افترضناه سابقاً".

رغم هذا الإنجاز العلمي، تبقى هناك ثغرات مهمة، فالبحث لم ينجح في رصد أنواع رئيسية من مسبّبات الأمراض مثل Mycobacterium tuberculosis، المسببة لمرض السل. ويعزو الفريق ذلك إلى محدودية التعرف على هذه البكتيريا من خلال عينات الأسنان، في مقابل أهمية استخراجها من أنسجة الرئة أو العظام المتأثرة مباشرة بالمرض.

تعدّ هذه الدراسة من أوائل المحاولات التي تجمع بين علم الوراثة القديم وعلم الآثار لرسم ملامح التاريخ الصحي للبشرية. ويأمل العلماء أن تساهم في سد فجوات فهمنا لأصول الأوبئة وطرائق انتشارها.

كما يؤكد الباحثون أن هذه الخريطة ليست سوى البداية، إذ ستنمو مع توسّع قاعدة البيانات الأثرية والوراثية، ما قد يسمح بمقاربة شمولية تربط بين توزيع الأمراض القديمة والتغيرات البيئية والسلوكية والثقافية.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك