كشفت تسريبات ضخمة نشرها موقع "فولو ذا موني" (Follow The Money) أن شركة صينية صغيرة تدعى "جيدج نيتورك" (Geedge Networks) قامت ببيع تقنيات الرقابة على الإنترنت، المعروفة عالميًا باسم "الجدارالناري العظيم"، لمجموعة من الدول المختلفة في
آسيا وأفريقيا، مثل ميانمار وباكستان وكازاخستان وإثيوبيا.
وتعمل منظومة الرقابة
الصينية على منع وصول المستخدمين إلى المواقع التي لا ترغب بها الحكومة، إلى جانب حظر تطبيقات VPN ومراقبة استهلاك الإنترنت الفردي، بما يشمل معرفة نوعية الاستخدام ومصدره ومكان الشخص. وقد ظهر هذا الاستخدام بكثرة في أوقات المظاهرات، حيث تُستخدم هذه التقنيات كوسيلة لمراقبة النشاط الرقمي والتضييق على حرية التعبير.
التقرير أشار أيضًا إلى ارتباط مباشر بين شركة "جيدج نيتورك" وشركات أوروبية تقدم حلولًا برمجية خاصة بالشركات، من بينها مجموعة "تاليس"
الفرنسية، حيث تساعد برمجياتها في إدارة حقوق الوصول إلى منظومة الجدار الناري العظيم، كما تستضيف خدمات الشركة في مراكز بيانات "
علي بابا" في
ألمانيا.
وقالت أغنيس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إن "الناس ليس لديهم أي فكرة عن هذه المراقبة المستمرة ومدى انتشارها المذهل"، مؤكدة أن هذا الواقع "يعمل في الظل ويقيد بشدة حرية التعبير والوصول إلى المعلومات".
ويقف وراء تطوير التقنية فانغ بينشينغ المولود عام 1960، الذي يُعتبر الأب الروحي للرقابة على الإنترنت في
الصين. فقد كان من أبرز أصحاب فكرة تقديم بدائل محلية للمواقع العالمية، وأسهم في تطوير تقنيات الرقابة الواسعة داخل الصين وخارجها. كما أنه مؤسس شركة "جيدج نيتورك" المسؤولة عن تصدير هذه الأدوات.
ووفقًا للتقرير، فإن تقنيات "جيدج نيتورك" أسهمت في حجب منصة "إكس" في باكستان أثناء المظاهرات عام 2023، وكانت أيضًا المسؤولة عن قطع الإنترنت في إثيوبيا عام 2020، وهو الانقطاع الذي استمر لعامين كاملين.