في صيفٍ جديد من فصول "الميركاتو" الكروي، تتكرّر الحكاية لكن بأبطالٍ مختلفين، وبتفاصيلٍ لا تخلو من الإثارة والمفاجآت. فهو الموسم الذي تتحوّل فيه الملاعب إلى مسارح للقرارات المصيرية، وتتحرّك فيه أسماء النجوم كقطع شطرنج، وتتشابك فيه الأحلام والطموحات بين أقدام اللاعبين وقرارات وكلائهم والمدرّبين. ومع كل صفقة، ينبض قلب جمهور، وتحلم مدينة، ويتحوّل الحبر إلى مجدٍ محتمل أو خيبة مرتقبة.
ونبدأ بالحديث عن سوق الإنتقالات الصيفية من روما، حيث فتح "الذئاب" أبوابهم للبرازيلي ويسلي فرانكا قادمًا من "فلامينغو". أما في فالنسيا، فقد قرّر المدافع الشاب خوسيه كوبتي أن يحوّل وجهته من "ريال مايوركا" إلى "الخفافيش" حتى عام 2029.
الصفقات لم تهدأ في الملاعب الإسبانية، فكانت قنبلة الموسم من "برشلونة" الذي أشعل السوق باستعارة ماركوس راشفورد من "مانشستر يونايتد". بينما قرّر "أتليتكو مدريد" أن يجهّز خطّه الخلفي بمزيجٍ من الخبرة والشباب، بضمّ السلوفاكي دافيد هانكو، الإسباني بوبيل والإيطالي روغري. في حين ودّع أنخيل كوريا جمهور مدريد متجهًا إلى "تيغريس" المكسيكي. ومن "أوساسونا" إلى "بيلباو"، حطّ أريسو الرحال بعقدٍ حتى 2031، بينما استعاد "ريال بيتيس" خدمات باو لوبيث، فيما تعاقد "إيفرتون" مع ترافز وباري وبرينتفورد، واستقبل جوردان هندرسون بصفقة انتقال حرّ.
واستعاد "فياريال" الإيفواري نيكولاس بيبي، وتعاقد مع موهبة الوسط ألبيرتو مولييرو، بينما واصل "نوتنغهام فورست" تدعيم صفوفه بالبرازيلي كونيا وجدّد عقد حارسه سيلس، وضمّ "نيوكاسل" الجناح السويدي إيلانغا في صفقة قد تغيّر موازين السرعة في "البريميرليغ".
أما "ميلان" فقد قلب الطاولة بجلبه المخضرم الكرواتي لوكا مودريتش قادمًا من الملكي "
ريال مدريد" في صفقة حُفرت في تاريخ سوق الإنتقالات الصيفية إلى جانب ضمّه إستوبينان وتيراتشيانو. أما "يوفنتوس"، هو الآخر لم يقف متفرجًا، فانتزع البرتغالي جواو ماريو وثبّت كونسياسو حتى 2030. كما واصل "نابولي" تعزيز "ترسانته" الهجومية بالحصول على فانيا ميلينكوفيتش سافيتش ولورينزو لوكا.
وننتقل إلى العالم العربي وتحديدًا نحو
الخليج، اذ استمرّت الأندية هناك في جذب الأسماء، فضمّ "السدّ" القطري البرازيلي فيرمينو، فيما حصد "العربي" توقيع فيريتو وجيرارد إيرنانديث، بينما اختار الإسباني دجالو "الغرافة" وجهة جديدة له.
أما "القادسية"، فأعاد ياسر الشهراني بعد 13 عامًا من المجد مع "الهلال"، وضمّ المهاجم ريتيغي. وأبرم "الريان" بدوره، صفقة مع غريغوري دا سيلفا، في حين اختار الخور التونسي قصي السميري، كتعزيز دفاعي لموسم على سبيل الإعارة.
وفي مصر، تعاقد "الزمالك" مع الفلسطيني آدم كايد، وضمّ نادي "بيراميدز" الجناح البرازيلي دا سيلفا، فيما انتقل المصري سام مرسي إلى نادي "الكويت" الرياضي. أما إبراهيم عادل، فقد اختار "
الجزيرة" الإماراتي ليكمل مسيرته في الخليج.
وعلى الهامش، حافظت أندية أخرى على استقرارها، فجدّد "أوفييدو" عقد أيخادو، فيما أبرم "ليفانتي"
من جهته، صفقتين عبر سانشيث وماتورو. أما "ديبورتيفو ألافيس"، فقد ضمّ المغربي يوسف لخديم، واللاعب المخضرم ألينيا، فيما شدّ كارليس ألينيا الرحال ليبدأ تجربة جديدة.
هكذا هو الـ"ميركاتو" لا يعترف بالهدوء، يحمل معه الحنين والوداع، الأمل والانطلاقة الجديدة. أسماء تغيّر ألوانها، ومدرّجات تنتظر نجومها الجدد. وبين الموهبة والمال، تُكتب فصول رواية الصيف، والكرة لا تزال تدور…