Advertisement

خاص

في ليلة فلسطين وسوريا… هل كان التعادل محسوبًا؟

إيناس القشاط - Inass El Kashat

|
Lebanon 24
08-12-2025 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1452379-639008094977794884.jpeg
Doc-P-1452379-639008094977794884.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في ليلة كروية غريبة، اكتملت الجولة الثالثة لدور المجموعات في كأس العرب 2025، بمواجهة بين فلسطين وسوريا انتهت بالتعادل السلبي 0-0، ليتأهل المنتخبان معًا إلى ربع النهائي، تاركين تونس وقطر خارج البطولة. لكن ما جرى على أرض الملعب لم يكن مجرد مباراة عادية، بل تحول إلى مسرح للجدل ونشوء فرضيات حول اتفاق غير معلن بين الفريقين.
Advertisement
 
 من البداية، بدا اللقاء مختلفًا عن أي مواجهة تقليدية. الإيقاع البطيء، التمريرات القصيرة، والاستحواذ دون خطورة حقيقية أثارت تساؤلات المتابعين: لماذا يختفي الهجوم؟ ولماذا يبتعد اللاعبون عن المخاطرة حتى عند امتلاك الكرة في مناطق الخصم؟ واقع المباراة بدا وكأنه محسوب بدقة. أي هدف مباغت كان سيعني خروج أحد المنتخبين، ولذلك بدا أن الطرفين اتفقا ضمنيًا على حفظ التعادل كخيار آمن.
اللحظة الأبرز جاءت قبل ربع ساعة من النهاية، عندما بدأ جمهور فلسطين وسوريا في المدرجات بالاحتفال المشترك، رافعين الأعلام ومرددين الأهازيج، وكأن الجماهير نفسها كانت قد فهمت السيناريو، وأكدت ما يراه المتابعون على أرض الملعب: المباراة تتجه نحو نهاية هادئة، والنتيجة تخدم الجميع. هذه اللحظة جعلت وسائل الإعلام والجماهير على حد سواء تطرح سؤالًا كبيرًا: هل كان هناك اتفاق ضمني بين المنتخبين؟
المدرب الفلسطيني إيهاب أبو جزر ركّز في تصريحاته على الفرحة الوطنية، مؤكّدًا أن التأهل هدية للشعب الفلسطيني، وقال: "الحمد لله أننا استطعنا زرع البسمة في الشعب الفلسطيني رغم الألم"، فيما أشار قائد منتخب سوريا عمر خريبين إلى المكسب التكتيكي والخبرة المكتسبة للجيل الشاب، لكنه لم ينفِ الإيقاع الحذر الذي اتبعه الفريقان.
التاريخ أضاف بعدًا إضافيًا للجدل. هذه المباراة هي الثالثة بين المنتخبين في كأس العرب، مع سجل متقارب: فوز سوريا 3-1 عام 1966، وتعادل سلبي عام 1992، قبل أن يتكرر التعادل السلبي في هذه النسخة. كذلك هذه المباراة كانت ثالث مواجهة في البطولة بلا أهداف، بعد المغرب مع عمان والجزائر مع السودان، لكنها المرة الأولى التي يخرج فيها المنتخب السوري بشباك نظيفة في مباراتين متتاليتين في دور المجموعات، ما عزز فرضية اللعب التكتيكي المتقن، وربما الاتفاق الضمني على التعادل.
وهذه النتيجة لم تكن عادلة بالنسبة لتونس، التي حققت فوزًا كبيرًا على قطر 3-0، لكن عبورها كان رهين سقوط أحد المتصدرين. هنا برز الشعور بالإحباط، وأدى المشهد إلى إشارات واضحة لدى الجماهير ووسائل الإعلام نحو احتمال وجود تواطؤ تكتيكي، حتى لو لم يُصرح به رسميًا.
في نهاية المطاف، وبين الجدل التكتيكي وفرضيات "المؤامرة"، ظهرت الإنسانية في أبسط صورها. شعبان، فلسطيني وسوري، لم يحظيا بالفرحة في السنوات الأخيرة بسبب الحروب والدمار والألم اليومي. والمباراة هذه رغم جدلها، رسمت على وجوههم الابتسامة والفرحة المشتركة، وأعادت لهم لحظات من الفرح البسيط الذي طال انتظاره. على المدرجات وفي البيوت، شعر الناس بأن كرة القدم قادرة أحيانًا على تجاوز الخلافات، وأن منتخبَي فلسطين وسوريا قدّما هدية أكبر من مجرد التأهل... هدية الأمل والفرح المشترك لشعبين يعرفان معنى الصمود والألم.
هكذا، ليلة فلسطين وسوريا لم تكن مجرد مباراة بلا أهداف، بل درس في التكتيك، الجدل، والإنسانية، حيث تمتزج الحسابات الرياضية مع المشاعر الوطنية، لتخلق لحظة استثنائية تُذكر الجميع بأن كرة القدم في جوهرها أحيانًا تكون أكثر من لعبة، إنها نافذة للفرح والأمل.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

إيناس القشاط - Inass El Kashat