كثيرون لا يخططون لمرحلة التقاعد رغم أنها مفصلية في حياتهم، خصوصًا من قضوا أعمارهم في وظائف بدوام طويل. وبينما تحمل هذه المرحلة راحةً طال انتظارها، قد ترافقها مشاعر القلق والفراغ وفقدان الهدف.
تظهر دراسة لمركز "بيو" للأبحاث عام 2023 أن السن المثالية للتقاعد لدى معظم الناس هو 58 عامًا، رغم أن السن القانونية تتراوح بين 60 و67 في كثير من الدول. فيما كشفت دراسة أميركية أخرى أن الاستمرار في العمل بعد 65 عامًا قد يقلل من خطر الوفاة بنسبة 11%، نتيجة للبقاء نشطًا ذهنيًا واجتماعيًا. وعلى
الجانب الآخر، قد يفيد التقاعد المبكر من يعملون في وظائف مرهقة بدنيًا.
إذا كنت تقترب من هذه المرحلة أو تخطط لها، إليك مجموعة من النصائح النفسية والعملية التي تضمن انتقالًا سلسًا:
أولًا: الاستعداد النفسي
- رؤية التقاعد كبداية جديدة: فرصة لاكتشاف الذات وممارسة الهوايات أو التطوع.
- تصوّر روتينك اليومي بعد التقاعد: يساعد ذلك في تخفيف التوتر وملء وقت الفراغ.
- إعادة تعريف الذات: لست فقط ما كنت تفعله في وظيفتك؛ هويتك أوسع.
-
التعبير عن المشاعر: من الطبيعي الشعور بالقلق. تحدّث إلى من تثق بهم.
ثانيًا: خطوات عملية مهمة
- خطط مسبقًا: ماليًا ونفسيًا، وحدد ما تريد فعله بعد التقاعد.
- التدرج في ترك العمل: من خلال مهام استشارية أو جزئية.
-
مارس هواياتك: الزراعة، التصوير، القراءة.. أي شيء تحب.
-استثمر خبرتك: عبر الاستشارات أو المشاريع الصغيرة أو التدريب.
- حافظ على حياتك الاجتماعية: لتفادي العزلة والشعور بالوحدة.
ثالثًا: نصائح مالية
تأكد من استحقاقاتك ومصادر دخلك، وأعد تنظيم ميزانيتك بما يناسب أسلوب حياتك الجديد. إذا لزم الأمر، استعن بخبير مالي لترتيب استثماراتك وتوقعاتك المستقبلية.
التقاعد لا يعني التوقف، بل هو بداية لمرحلة مختلفة من العطاء، تُثمر للذات وللأسرة والمجتمع. وكلما استعددت لها مبكرًا، كانت أكثر إشباعًا ورضا.