يُوصف الشتاء بأنه فصل قاسٍ يضاعف مشاعر الحزن والعزلة، إذ يجتمع فيه البرد والظلام مع تحديات نفسية وجسدية تجعل معاناة المتألمين أكثر حدة. ورغم ما يحمله من لحظات جميلة، فإن قصر النهار وبرودة الطقس قد يدفعان البعض إلى حافة الإرهاق النفسي، وهو ما تؤكده دراسة نشرها موقع "What's Your Grief" التي عدّدت سبعة أسباب تجعل الشتاء الأسوأ لمن يعيشون الحزن والوحدة.
أول هذه الأسباب نقص ضوء الشمس الذي يرفع هرمون الميلاتونين ويُخفض السيروتونين وفيتامين "د"، ما يربك الجسد ويؤدي إلى الإرهاق وتقلب المزاج. وينصح الموقع بالاستفادة من الضوء الطبيعي قدر الإمكان أو استخدام مصابيح العلاج بالضوء.
كما يبرز ما يُعرف بـ"حمّى المقصورة"، وهي حالة من القلق والاكتئاب ناجمة عن البقاء في أماكن مغلقة لفترات طويلة، الأمر الذي يضاعف لدى الحزانى التفكير في مشاعرهم المؤلمة.
العزلة الاجتماعية بدورها تتفاقم في الشتاء بسبب صعوبة التنقل والرغبة في تجنب البرد، ما يزيد خطر الانسحاب العاطفي. ويشدد الخبراء على أهمية الخروج إلى أماكن عامة أو مجموعات دعم لكسر دائرة العزلة.
إلى جانب ذلك، يقل النشاط البدني في الشتاء بفعل الظروف الجوية القاسية، في حين أن ممارسة الرياضة ولو لفترات قصيرة تساعد في تحسين الصحة الجسدية والنفسية. كذلك تتغير العادات الغذائية في هذا الموسم نحو أطعمة قد تؤثر سلبًا أو إيجابًا في المزاج، وهو ما يستدعي الانتباه إلى نوعية التغذية.
ويُشير التقرير إلى أن الأعياد نفسها قد تكون محفزًا لموجات حزن طويلة تمتد حتى نهاية الشتاء، فيما قد يعاني البعض من الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD)، وهو نوع من الاكتئاب يتفاقم في الشتاء ويزيد من صعوبة مواجهة الحزن.
بهذا، يرسم التقرير صورة شتاء طويل ومعتم يثقل كاهل الحزانى، لكنه يدعوهم في الوقت نفسه إلى التمسك بوسائل الدعم الذاتي والاجتماعي لتجاوز هذه المرحلة حتى حلول الربيع. (العين)