منذ إطلاقه قبل أيام، تصدّر مسلسل "رجل في مواجهة طفل" قوائم المتابعة على منصة نتفليكس، مستفيدًا من الحضور الجماهيري الواسع لبطله الممثل
البريطاني روان أتكينسون، الذي يعيد توظيف كوميدياه الصامتة في قالب إنساني معاصر.
ويستعيد العمل ثيمة قريبة من مسلسل أتكينسون السابق "رجل في مواجهة نحلة"، ما عزّز التفاعل معه، غير أنّه ينتقل هذه المرّة من مطاردة نحلة إلى مواجهة غير متوقعة مع طفل رضيع، ضمن سرد سريع
الإيقاع يعتمد على المفارقات وكوميديا الموقف.
يتكوّن المسلسل من أربع حلقات قصيرة، لا تتجاوز كل واحدة نصف ساعة، ويتجنّب الإطالة والحوار الزائد، مركّزًا على الضحك الممزوج بتعاطف إنساني واضح.
يؤدّي أتكينسون دور
تريفور بينغلي، أب مطلّق يعيش عزلة شخصية وخيبات متراكمة، تتفاقم مع ابتعاد ابنته عنه خلال عطلة الميلاد. وفي محاولة للخروج من أزمته، يقبل عملًا طارئًا كحارس لمنزل فاخر في
لندن، قبل أن تتعقّد الأمور إثر عثوره على طفل تُرك وحيدًا، وفشل محاولاته تسليمه للسلطات.
ومن هذه العقدة تنطلق سلسلة مواقف عبثية، يجد خلالها نفسه مضطرًا لرعاية طفل مشاغب يتمتّع بحضور لافت على الشاشة، مع استخدام محدود لتقنيات
الذكاء الاصطناعي في بعض المشاهد.
ولا يكتفي المسلسل بالكوميديا، بل يلامس قضايا الوحدة والفقر وتقلّبات الحياة، من خلال شخصيات ثانوية تعيش على هامش الرفاه
الظاهر للمكان.
في المحصلة، يقدّم "رجل في مواجهة طفل" تجربة خفيفة ومباشرة، تؤكد قدرة روان أتكينسون على تجديد أدواته الكوميدية، وربط الضحك بحسّ إنساني بسيط وفعّال.