Advertisement

منوعات

ميشا جاويش: "من وين طلعتيلنا انتِ؟!"

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
19-12-2016 | 09:15
A-
A+
Doc-P-245772-6367054947049149791280x960.jpg
Doc-P-245772-6367054947049149791280x960.jpg photos 0
PGB-245772-6367054947065165131280x960.jpg
PGB-245772-6367054947065165131280x960.jpg Photos
PGB-245772-6367054947057157461280x960.jpg
PGB-245772-6367054947057157461280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
على الرغم من صراحتها وعفويتها وشفافية قلبها و"أفكارها"، تستمهل "ميشا" الإقرار بأن من يحرّكها...طفلة. من يعرفها عن قرب، يتلمس ذلك دون الحاجة لأي اعتراف "بريء" منها. لكن من يتعرّف على صاحبة العينين الخضراوين، قد يتوه في البداية بين السهول وفسحتها، والوديان ووعورتها. وقد يتأرجح بين ما يصدر عن لسانها، فيحتار: أهو القلب متكلماً أم العقل؟ّ! سرعان ما يُحسم الأمر. "القلب في العقل... فقد صودف أن الدماغ أكبر من حيث الشكل والتصميم". نُخبرها أن العقل ربما "أكبر"، كما هو متعارف عليه. فتجيب من دون الاستعانة بفكر ومنطق وإحساس: "لا...فالقلب يتسع أكثر"! هذه هي ميشا جاويش، الطفلة الناضجة. صاحبة صفحة "أفكاري" (Afkari) الشهيرة على موقع "فيسبوك" (ولاحقاً على إنستغرام) اختارت إشراك روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في مواقفها وكتاباتها، بعد أن حضّها أصدقاؤها على ذلك. في حديث لموقع "لبنان24"، تلفت إلى أنها ما انفكّت تُتقن التعبير كتابياً ولفظياً منذ نعومة أظافرها. مع توافر منابر "السوشيل ميديا"، راحت "ميشا" تخطّ أفكارها في إطار الـ "ستاتوس" على موقع "فيسبوك"، وأتاح لها "تويتر" التي توّسلته منذ بدايته، تشذيب العبارات وتلخيص مكنون ذاتها بـ 140 حرفاً. تقول:"كنت أتابع العديد من الصفحات الأجنبية التي تختصّ بنشر أفكار وعبارات و"قفشات" نعايشها جميعاً في يومياتنا، فتأثرت بها، علماً أن الإعلامية ريما نجيم رائدة في هذا المجال قبل أن يكون عالم افتراضيّ ووسائل تواصل، إذ كانت عبر الأثير "تُطربنا" بأقوالها وعصارة فكرها". "تعرّضت" جاويش لحملة تشجيع من "متابعينها" الأصدقاء لحضّها على إنشاء صفحة رسمية تحتضن كتاباتها المبعثرة في زوايا المكان والزمان. "تردّدت كثيراً بادئ الأمر... من أنا حتى يكون لي صفحة عامّة تتكلم بلغتي الخاصة؟! تحسست مسؤولية كبيرة، لكن في النهاية قررت أن أخوض التحدي فأكون جزءا من هذه "الباقة". كنت على ثقة تامّة بأنه يمكنني أن أترجم أفكاراً، قد يعجز البعض عن تجسيدها بحروف وجمل". ...وكان على هذه الصفحة أن تحمل اسم "أفكاري"، وتنطلق في 13 كانون الثاني 2016، لتقطف اهتمام ألف شخص في ثلاثة أيام فقط. وكان على "أفكاري" بعد أشهر معدودة، أن تُبدّل "ميشا" ملابسها، تماماً مثل دمية تغفو في الحضن، فتصمم شعار "القلب والعقل" الذي يشبهها كما تقول، وتوّحد الخطّ والتصميم". سوف تحتفل جاويش بعام مولودتها الأول بعد أقلّ من شهر. حتى الساعة، يتابع أكثر من ثلاثين ألف شخص صفحة "أفكاري" التي تحكي الحبّ والصداقة والعلاقات الاجتماعية والعمل والنوستالجيا والصراع مع الذات. لعلّها تحكي كلّ ما يختبره معظم الأشخاص في حياواتهم، لكنّ "ميشا" لا تكتب سوى بما تشعر أو...تمرّ به! تقرّ للمرة الأولى أن كلّ ما كتبته وتكتبه، قد عايشته بنسبة 90 في المئة، وهذا ما لم تبح به لأقرب المقربين منها في السابق. المفاجأة أنّ كثيرين يرون أنفسهم في هذه التجارب المجسّدة بكلمات، فيسألونها ببراءة:" وانتي منين جيتي ومنين طلعتيلنا؟!" تملك جاويش حاسة سادسة تخيفها. هكذا توّصف قدرتها على الشعور بالآخرين وتحسس مشاعرهم والتواصل معهم عن بعد. هي ميزة تُضاف إلى طلاقة اللسان التي تتمتع بها هذه الصبية المتخصصة في الإعلام في الجامعة اللبنانية، والعاملة في هذا القطاع راهناً (تقدم فقرة Trends ضمن نشرة أخبار "الجديد"). الميزة الأخرى، أن "ميشا" عَسْرَاء. هل لهذا الأمر أيضاً علاقة باصرارها على طباعة كتاباتها بالقلم على الورقة قبل نقلها إلى الحاسوب؟! لعلّها جمالية "الخربشات" والتمزيق وقلب صفحة جديدة. لعلّها رائحة الحنين التي تفوح عادة من الكتب، وما أروعها. لعلّها رائحة الذكريات التي تؤمن "ميشا" بوجودها. تجدها عاشقة للخريف، حيث النهايات تنبئ ببدايات. تسأل عن الشوق والغياب. تخونها قدرتها على تطويع المسافات: "بعدني لليوم مبعرف أياها أقرب لقلبي: بعيد عن العين بعيد عن القلب أو بعيد عن العين قريب من القلب. الحيرة التي تنتاب جاويش في محطات ما، يقابلها حزم في محطات أخرى: "في اشيا ما بفهما. وفي عالم مثل الاشيا". في أحيان كثيرة، بل بالأحرى في أغلبية الأوقات، تقرر "ميشا" أن تعارض السائد والمتعارف عليه. تعلّق على ما تُسميه "كليشيه" (لأنو وقتا كون معك ما بلاقي حكي) فتكتب: "ما فيك تكون مع ناس بتحبن وتضلك ساكت". وفي خاطرة أخرى تكتب: "أغلب الأوقات منعتبر انو الكذب موجود بجواب "منيح" عسؤال "كيفك".. بالوقت يلي الكذب بيكون بالسؤال بحد ذاتو". لدى سؤال جاويش عن أحبّ جملة أو نصّ على قلبها، وحُكماً عقلها، تجيب: "بعد ما وصلتلا". هذا ما يدفعها إلى المضي في الكتابة، لكنها وبحسب ما تقرّ ليست بـ"روبوت". قد تُبقي باب حديقتها مقفلاً لأيام، حتى إذا ما فتحته كتبت على "الحائط" ما يشبهها وسواها. التفاعل مع ما تقدمه، برأيها، رائع. فهي تتحسسه من خلال التعليقات التي تردها، بل أكثر، من طلب بعضهم كتابة نصّ يفسرّ تجربة يمرّون بها. مع مرور الوقت، بدأت جاويش تفهم سلوك الأفراد في مجتمعنا: "نحن بطبيعتنا، نميل إلى إخفاء المشاعر ونخاف أن نبوح بها بطريقة مباشرة. لذلك، يتوّسل كثيرون صفحة "أفكاري" كأداة للتعبير والتوصيف". تقرّ أنها تتقبل النقد أياً يكن. لم تقدم مرّة على حذف منشور أو إخفائه. على العكس، تصرّ جاويش على التفاعل مع الأشخاص بطرق شتّى. وسط ضوضاء العالم الافتراضي، وزحمة الترهات والسخافات والادعاءات، تسعى "أفكاري" إلى ترميم الخراب. صاحبة الصفحة هي كذلك بطبيعتها وأسلوب حياتها. حين كانت في الخامسة عشرة من العمر، بدأت العمل. لم تكن سعيدة بذلك آنذاك. اليوم، تنظر إلى الأمور بشكل مختلف، فتلك الحياة علمتها وانضجتها وصقلت هواية "إعلان العاطفة" لديها. أحلى من ذلك كلّه، أنها تركت في داخلها طفلة "تأبى أن تستيقظ".
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك