احتفل الخورأسقف إسطفان
فرنجية بالذبيحة الإلهية لمناسبة عيد مولد القديس يوحنا المعمدان، في
كنيسة مار يوحنا المعمدان – زغرتا، يعاونه الخوري حنا عبود والخوري ريمون إيليا، إلى جانب الشماسين إدوار فرنجية وكاميليو مخائيل، وحشد من المؤمنين.
وألقى الخورأسقف فرنجية عظة تناول فيها سيرة القديس يوحنا، لافتًا إلى أن “الإنجيلي يختم نص مولده بالكلمات: وماذا عساه أن يكون هذا الطفل؟ وكانت يد الرب معه، وبعد أكثر من ألفي عام، بات واضحًا من هو يوحنا المعمدان في تاريخ الخلاص: هو الذي تقدّس في بطن أمه عندما التقت مريم بالعاقر أليصابات، وأعلن الرب نفسه قداسته حين قال: إنه أعظم مواليد النساء”.
وأكد أن “يوحنا كان الشاهد والشهيد، قال لتلاميذه: هوذا حمل الله، مشيرًا إلى يسوع لا إلى نفسه. وفي زمن يسعى فيه كثيرون إلى الظهور، قال يوحنا: لستُ أهلاً لأن أحلّ رباط حذائه، لأن همه الوحيد كان أن يشهد للرب، وقد فعل”.
أضاف: “لقد كان شهيدًا لأنه تمسّك بكلمة الله ولم يخف أن يواجه الملك قائلاً: لا يحلّ لك أن تأخذ امرأة أخيك، فدفع حياته ثمنًا للحقيقة. لكن المؤمن لا يهتم بالنتائج، فهي دومًا لصالحه، وحتى الموت هو ربح لأنه يقربه من المسيح”.
وتطرّق فرنجية إلى الأوضاع الراهنة، فقال: “بالأمس، عشنا ألمًا كبيرًا في الكنيسة بسبب ما جرى في
دمشق، ونعيش ألمًا أشد لما يحدث في العالم، ولا سيما من موت الأطفال الأبرياء. لكننا نؤمن أن حياتهم لم تنتهِ، بل بدأت شهادة حقيقية، لأنهم كانوا يصلّون ويتناولون جسد الرب. هذه ليست نهاية، بل بداية”.
وتابع: “يوحنا مات شابًا، كما مات يسوع شابًا. وتكرّم الكنيسة يوحنا بعدة أعياد، لأنه الشهيد الذي شهد للحق ولابن الله. واليوم، نصلّي من أجل شهدائنا، ومن أجل
سوريا، التي اهتدى فيها القديس بولس، وباركها حنانيا. هي مهد
المسيحية، ونؤمن أنها ستبقى كذلك”.
ختم: “نجتمع حول شفيع
كنيستنا، القديس يوحنا المعمدان، كما كان شفيع الخوري القديس جان ماري فيانيه. نضع أنفسنا تحت شفاعته، ونتعلّم منه أن نكون شهودًا وشهداء. فالشهادة ليست فقط
بالدم، بل بالتخلي عن الذات، وعن بعض الحقوق، في سبيل الخير وخدمة كلمة الله وكنيسته”.
كما شكر الخورأسقف فرنجية جميع من يساهم ويتعب في خدمة الكنيسة، من كهنة وشمامسة وشبيبة ومؤمنين، مخصصًا بالذكر العاملين بصمت وإخلاص، سائلاً الله أن يباركهم ويكافئ تعبهم، وختم بالصلاة على نية الجماعة المؤمنة، كي تبقى شاهدة للحق على مثال يوحنا المعمدان.