خرّجت مدرسة "فينيكس انترناشونال سكول" طلابها في فندق "كورال بيتش" برعاية اللواء
عباس ابراهيم .
تخلل الاحتفال تكريم للواء
ابراهيم "تقديرا لعطائه ولدوره الريادي في خدمة المجتمع ولأنه صوت الحق ونموذج القيادة والمسؤولية" وقد سلّمه رئيس مجلس ادارة المدرسة فادي
الحسيني ومديرتها لينا عسيران
درعا تقديرية.
وتوجه اللواء ابراهيم في كلمة الى الطلبة المتخرجين والهيئة التعليمية والاهالي قائلا: " ألتقيكم اليوم مكرَّما بالوقوف أمامكم راعيًا لهذا الاحتفال، الذي لا يضاهيه احتفال في البهجة والفرح. إنه يوم النجاح بعد عناء طويل، وجهد دؤوب، وسهر الليالي، والمثابرة والصبر، إذ إن ظروف تحصيلكم لم تكن يومًا كظروف الآخرين. أنا على يقين بأنكم سهرتم الليالي على ضوء الشموع، وواجهتم ظلمات الرعب تبحثون عن ملاذ آمن، وكان هاجسكم الدائم أن لا يضيع منكم العام الدراسي بالرغم من كل ما يحيط بكم. وها أنتم اليوم، بكل فخر واعتزاز، وبعد أن تجاوزتم تلك الصعاب تقفون شامخين تحتفلون بيوم النجاح والتحصيل. وأكاد أقول: يوم الفوز والنصر... النصر على كل هذه العقبات وتخطي كل الحواجز للوصول إلى هدفكم وهو النجاح.ولكن صدّقوني، ستبقى أيام الدراسة ومقاعد المدرسة هي العالم الاجمل في ذاكرتكم".
أضاف : "أقف أمامكم اليوم كواحدٍ منكم، فكلّنا تلامذة على مقاعد الدراسة مهما ارتقينا في مراتب
العلم أو تسلّقنا درجات الحياة سنبقى دائمًا طلابًا في هذا العالم اللامحدود المتّسع للمعرفة والعلم دون حدود" . وتابع اللواء ابراهيم: اعلموا، أيها الأعزاء، أن نهاية عامكم الدراسي وانتقالكم من مرحلة الى أخرى ليست سوى محطة من محطات هذا المسار
الطويل، الذي لا يعرف نهاية لمن يؤمن بأن العلم دربٌ لا يُختتم".
خاطب الاهالي قائلا:" ها هي ثمرات تضحياتكم قد ابتدأت بالتفتّح وكلّ هذا يعود لعنايتكم والفضل فيه كبير لإصراركم ولرعايتكم ولتقديمكم
الغالي والنفيس من أجل أن تحملوا أولادكم إلى هذه المناسبة. وإن كان لكم من مكانٍ في هذا اليوم، فهو الفرح والفخر والاعتزاز، ليس بهم فقط، بل بأنفسكم أيضًا. وهل أجمل من هذه اللحظة بعد كلّ هذا العناء؟ فمنكم من استدان، أو امتنع عن شراء مستلزمات ضرورية، من أجل الوصول إلى هذه اللحظة التي تختزل كلّ أحلامكم. لكم التحيّة، ولكم الاحترام، ولكم التقدير، أعزاء كرماء".
وللأساتذة قال: "إلى من حملوا رسالة العلم، وأناروا دروب المعرفة، شكرًا لكم، معلّمين ومعلّمات، لأنكم بذلتم الوقت والجهد والحرص لبناء هذه الأجيال القادرة على النهوض بالمستقبل.شكرًا لعطاء لا يُقدَّر بثمن، شكرًا لصبركم، شكرًا لدعمكم".
واختتم بكلمة للطلاب: "في هذا اليوم المضيء بنجاحكم، لا يسعنا إلا أن نتأمل واقعنا الوطني الصعب. أنتم تتخرّجون في وطنٍ خرج لتوّه من أتون حربٍ أنهكت النفوس ويقف اليوم على صفيحٍ ساخن، يترقّب مصيرًا معلّقًا بين الخطر والأمل في ظلّ صراع إقليمي يقرع أبواب المنطقة كلّها. لكن في وجه هذا الظلام، أنتم الشعلة. أنتم الجيل الذي نعقد عليه الرجاء بأن يحمي الوطن بالعلم، ويحصّنه بالأخلاق، ويعيد بناء ما تهدّم بالعقل والحكمة والانتماء. لا تسمحوا لليأس بأن يتسلّل إلى قلوبكم رغم كل الصعاب. فلبنان لا يُبنى بالحجارة، بل بسواعد أبنائه وبنور علمهم، ومن بين الركام تولد الأمم، ومن بينكم يولد
لبنان الجديد".
الحسيني
اما الحسيني فتوجه الى اللواء ابراهيم في كلمة قال فيها:" أودّ أن أكرّم رجلاً جسّد الروح الصامدة نفسها؛ قائداً يذكّرنا بمعنى الخدمة القائمة على المبدأ، وبمقام القدوة الحقيقية.
اللواء عباس إبراهيم، لم يكن مجرد رجل يرتدي الزي العسكري، بل كان رجلًا نزيهًا، صاحب مبدأ".
أضاف الحسيني:"بوصفه مديرًا عامًا للأمن العام اللبناني، لم يكن يدافع عن الحدود فحسب، بل عن الكرامة أيضًا. فاوض حين تراجع الآخرون، وثبّت الاستقرار حيث توقّع البعض الفوضى. وقد أنجز كل ذلك بتواضع، وانضباط، وولاء عميق لهذه الأرض". واشار: "إنّ القيادة الحقيقية تلك التي تدوم لا تُبنى على الخوف بل على الثقة. وهذه الثقة نالها
اللواء إبراهيم خطوةً بعد خطوة، وكلمةً بكلمة، وقرارًا بقرار. فلنتذكّر أنّ قوّته لم تكن نابعة من منصبه، بل من قيمه".
عسيران
وتحدثت مديرة المدرسة لينا عسيران قائلة:" لقد علمتنا الظروف الأخيرة دروسا عميقة: أن التأجيل لا يعني النهاية، وأن الحلم وإن تعثّر لا يموت. وها نحن اليوم، رغم كل شيء، نحتفل... نحتفل بالحياة، بالإصرار، وبجمال النهاية بعد صبرٍ طويل".
ختمت :" من دفعة العام الماضي والحالية، ستبقون في قلوبنا جميعًا، وذكراكم باقية في أروقة المدرسة، في ضحكاتكم، في نكاتكم، وفي تلك القصص التي ستبقى تُروى لدفعات قادمة، وربما بشيء من المبالغة كما يفعل الخريجون دومًا!كونوا كما عهدناكم: صادقين، طموحين، أقوياء رغم الظروف. ولا تنسوا أن تضحكوا دائمًا... فقد تخرّجتم من مدرسة الحياة قبل أن تتسلموا شهاداتكم".
ثم وزعت الشهادات بمشاركة اللواء ابراهيم. واخيرا وفي مشهد رمزي مؤثّر رفع الخريجون والخريجات قبعاتهم عاليًا ثم أطلقوها في السماء احتفاء بإنجازهم.