واكبت "
الوكالة الوطنية" من وسط الفاتيكان حضور مئات آلاف الشبان والشابات القادمين من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في "يوبيل الشبيبة"، الذي اختتم أمس في إطار سنة اليوبيل.
وتميز الحدث هذه المرة بمشاركة عشرات آلاف المسلمين إلى جانب الشباب
المسيحيين، تأكيدا على "القيم الإنسانية المشتركة والتطلعات نحو مستقبل خال من الحروب، ومكافحة البطالة وتعزيز المساواة بين الشعوب"، كما أشارت "معظم الصحف
الإيطالية".
أقيمت الاحتفالات في أجواء روحية مميزة ساهم الكرسي الرسولي والسلطات الإيطالية في تهيئتها، ما أتاح للحجاج زيارة الأماكن المقدسة ونيل بركات الحبر الأعظم.
وفي ختام اليوبيل، التقى البابا لاوون الرابع عشر أكثر من مليون شاب وشابة في منطقة Tor Vergata الفقيرة في ضواحي روما، حيث تعاني أعداد كبيرة من الشباب من البطالة والتهميش.
وفي عظته، خاطب البابا الشباب قائلا: "ثمة سؤال ملح في قلوبنا، حاجة إلى الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها: ما هي السعادة الحقيقية؟ ما هو المعنى الحقيقي للحياة؟ وما الذي يمكن أن يحررنا من الانغلاق في العبث والملل؟". وحثهم على السعي إلى القداسة وعدم الاكتفاء بالقليل، ودعاهم عند عودتهم إلى بلدانهم إلى مواصلة السير فرحين على خطى المسيح، ونشر الحماس والإيمان بين الجميع.
وأكد البابا تضامن الكنيسة مع الشباب الذين يعيشون في مناطق النزاعات، قائلا في صلاة التبشير الملائكي بالإنجليزية: "نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى الشباب المتألمين بسبب أسوأ الشرور التي يرتكبها البشر". وأضاف: "نحن مع شباب غزة، مع شباب
أوكرانيا، ومع كل شاب يعيش في أرض تنزف دما".
وقبل عودته إلى الفاتيكان، حيا الحبر الأعظم الشباب المشاركين، وطلب منهم أن ينقلوا تحياته وحماسه إلى جميع الشباب الذين لم يتمكنوا من الحضور لأسباب معروفة. وقد شارك في القداس الختامي نحو 450 أسقفا و700 كاهن.
يذكر أن يوبيل الشبيبة أقيم بعد ثلاثة أشهر فقط من بدء حبرية البابا لاوون الرابع عشر، وبعد مرور 25 عاما على اللقاء المماثل الذي نظمه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في روما.
وفي اليوم نفسه، استقبل البابا الحجاج المصريين المشاركين في يوبيل الشبيبة، وهم رفاق الشابة باسكال رفيق (18 عاما) التي توفيت فجأة أثناء وجودها في روما. وخاطبهم قائلا: "السلام معكم. في وقت مبكر هذا الصباح، تلقيت الخبر الحزين بوفاة إحدى رفيقاتكم في الرحلة. الحزن شعور إنساني طبيعي، لا سيما وأنكم بعيدون عن أوطانكم وفي مناسبة مفعمة بالفرح كهذه".
بدأت الكنيسة الكاثوليكية الاحتفال باليوبيل عام 1300 في عهد البابا بونيفاس الثامن، ويقام عادة كل 25 سنة. كما يمكن للبابا إعلان سنوات يوبيليّة استثنائية، مثل "يوبيل الرحمة" الذي أعلنه البابا فرنسيس عام 2016.
وقد افتتح يوبيل 2025 رسميا في 24 كانون الأول 2024 بفتح الباب المقدس في كاتدرائية القديس بطرس بروما، وتخصصت خلاله فترات مختلفة لفئات محددة من المجتمع، وصولا إلى يوبيل الشبيبة في الأسابيع الماضية.
ومن المقرر أن يختتم اليوبيل في 6 كانون الثاني 2026 بإغلاق الأبواب المقدسة في الكنائس الكبرى الأربع في روما.