عقد معهد الصحة العالمية
في الجامعة الأميركية في
بيروت "منتدى التأهب للأوبئة والجوائح لمنطقة
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2025: تعزيز الأمن الصحي العالمي – التأهب كأساس للعمل الاستباقي" حيث أطلق المعهد رسميًا شهادة التأهب للأوبئة والجوائح، وهي الشهادة الأولى من نوعها في المنطقة. جمع الحدث خبراء وصنّاع سياسات وممارسين لاستكشاف مدى تعزيز التعاون والابتكار والمعرفة للتأهب والاستجابة للطوارئ الصحية الإقليمية في
المستقبل.
في كلمة ترحيبية، أشار المدير المؤسِّس لمعهد الصحة العالمية الدكتور شادي صالح إلى أنّ "برنامج التأهب للأوبئة والجوائح كان بمثابة مبادرة رائدة لمعهد الصحة العالمية منذ فترة طويلة، مؤكدًا بأن المعهد مستمّر في تعزيز القدرات الوطنية والإقليمية ورعاية التأهب للأوبئة والجوائح والنهوض بالتعاون العالمي للتصدّي للتحديات الصحية الناشئة. وتحدّث الدكتور قمر محمود، كبير أخصائيي البرامج في مركز بحوث التنمية الدولية، عن الدور الحيوي الذي يضطلع به المركز في دعم البحوث وبناء القدرات في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مشدّدًا على أهمية التعاون والمساواة الجندرية وتعزيز الأنظمة الصحية للنهوض بتدابير التأهب للأوبئة والجوائح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها".
وألقى الكلمة الرئيسية قائد فريق برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية في
لبنان الدكتور غابرييل نوفيلو سييرا، وأشار إلى أنّ التأهب ليس مجرد مسعى تقني، بل مسؤولية مشتركة وواجب أخلاقي". وشدّد على "دور التضامن الإقليمي وبناء القدرات الذي يركز على الناس والمبادرات المماثلة لشهادة التأهب للأوبئة والجوائح التي يمنحها معهد الصحة العالمية في تعزيز الأنظمة الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقي".
ثم عرّفت مديرة برنامج التأهب للأوبئة والجوائح في معهد الصحة العالمية نور الزاعوق، بمبادرات البرنامج الأوسع نطاقًا، وأطلقت رسميًا شهادة التأهب للأوبئة والجوائح، وهي عبارة عن برنامج شهادة إلكتروني ذاتي الإيقاع قائم على الأدلة صمّمه خبراء إقليميون من أجل المهنيين الإقليميين. ولفتت ذوق الأنظار إلى مقاربة معهد الصحة العالمية المتعدّدة التخصّصات والتزامها ببناء أنظمة صحية قوية ومتأهبة في جميع أنحاء المنطقة".
تضمّن المنتدى ندوتين حواريتين، تمحورت أولاهما حول "شهادة التأهب للأوبئة والجوائح: التصدّي لثغرات القدرة الإقليمية" وأدارتها الدكتورة نادين صبرا، مديرة برنامج الصحة الإلكترونية في معهد الصحة العالمية. جمعت الندوة جهات فاعلة أساسية من مختلف الخلفيات. وأكّدت الدكتورة سهى كنج، الأستاذة في الطب والأمراض المعدية في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت، على ضرورة وضع إطار إقليمي لبناء قدرات القوى العاملة وتنسيق التأهب في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أما الدكتورة عاتكة
بري، رئيسة مصلحة الطب الوقائي في
وزارة الصحة العامة في لبنان، فقد ألقت الضوء على أهمية إدماج التدريب على السياسات والأخلاقيات وذلك لضمان اتخاذ قرارات قائمة على الأدلة والمساءلة خلال الأزمات.
وشدّد الأستاذ المساعد في قسم علم الأمراض التجريبية وعلم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور أنطوان أبو فياض، على الدور الجوهري الذي تلعبه المختبرات والاتصال المتبادل بين مجال التخصّص والمختبر والحكومة. واستعرضت الأستاذة المشاركة في الطب السريري في الجامعة الدكتورة نسرين رزق، نماذج شهادة التأهب للأوبئة والجوائح القائمة على الكفاءة والملائمة للمنطقة وكيفية تعزيزها للتعاون والثقة في مختلف التخصّصات ودعمها للقوى العاملة في مجال الصحة في المنطقة.
جمعت الندوة الثانية التي أدارتها الدكتورة ربى زيادة، الباحثة المشاركة في المركز الوطني للمخاطر الطبيعية والإنذار المبكر، خبراء رائدين لمناقشة "التأهب للأوبئة والجوائح بعد جائحة كوفيد: استكشاف المسارات نحو الأمن الصحي العالمي المستدام". وأكّد المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "بلو دوت" للاستخبارات الوبائية والأستاذ في جامعة تورونتو الدكتور كامران خان على أهمية الاستخبارات الوبائية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي التي يمكن دمجها في مختلف القطاعات للكشف المبكر عن المخاطر وبناء الثقة وتحقيق الاستجابة الاستباقية لتفشّي المرض.
أما
نائب الرئيس التنفيذي للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية ورئيسة المجموعة الاستشارية لإطار عمل التأهب لجائحة الإنفلونزا في منظمة الصحة العالمية في الإمارات العربية المتحدة الدكتورة فريدة الحوسني فقد سلّطت الضوء على النموذج الشامل للحكومة للتأهب في الإمارات، مشددةً على الاستثمار
الطويل الأمد والتنسيق ما بين القطاعات وتكامل البيانات كركائز للصمود والعدالة الصحية العالمية.
ودعا شربل إيليا، كبير المسؤولين الإقليميين للإجراءات الاستباقية في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان، إلى التحوّل من الاستجابة التفاعلية إلى العمل الاستباقي النشط، وربط أنظمة الإنذار المبكر بالتأهب على مستوى المجتمع والتدخّلات المبكرة المموّلة مسبقًا.
واستعرضت رئيسة برنامج المراقبة الوبائية في وزارة الصحة العامة في لبنان الدكتورة ندى غصن، مدى تحسين الذكاء الاصطناعي من المراقبة والتشخيص ومساعدته على تسريع عملية الكشف والتحليل والتنبؤ، مؤكدةً على ضرورة بناء قدرات الموظفين واستخدام الذكاء الاصطناعي على نحوٍ أخلاقي.
وشرح قائد فريق برنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتور غابرييل نوفيلو سييرا، كيف يساعد الاتفاق بشأن الوقاية من الجوائح والتأهب والاستجابة لها
الدول على سد الثغرات القانونية والتشغيلية قبل وقوع الأزمات، وشدّد على كون التخطيط المنظّم المحدّد حسب السياق أكثر ملائمة من المقاربات المناسبة للجميع.
وأشارت خبيرة الصحة العامة في المنظمة الدولية للهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومصر الدكتورة رانيا عطية إلى دور إطار إدارة الصحة والحدود والتنقل لدى المنظمة في إدماج التنقل ضمن عمليات التأهب وفي ضمان التنسيقٍ الذي يشمل المهاجرين ويمتد عبر الحدود.