نظمت الجمعية الطبية
اللبنانية الأوروبية، لمناسبة الشهر العالمي للتوعية على سرطان الثدي، بالتعاون مع "جمعية بربارة نصّار" ندوة عن سرطان الثدي، مسبباته وطرق العلاج عبر تطبيق "زوم" تحدث فيها طبيب الاشعة والمدير الطبي لمستشفى بروغمان ببروكسيل الدكتور وسام أبو سليمان، طبيبة الدمّ والأورام الدكتورة ليوني أنطون، الطبيب النسائي في مستشفى سان جرمان في
فرنسا نعوم صادر وطبيب
الدم والاورام في مستشفى غوستاف روسي في فرنسا جون زغوندي ، أدارت الحوار الدكتورة ليلى أبي راشد. حضر اللقاء عدد من الاطباء بالاضافة الى عدد كبير من الاشخاص والمرضى.
افتتحت اللقاء الدكتورة ليلى أبي راشد التي شددت على "أهمية اجراء الصورة الشعاعية للمساعدة على تشخيص المرض في حالة مبكرة"، مشيرة الى أن " تشخيص سرطان الثدي في بداياته يسهل العلاج وتكون نسبة الشفاء عالية جدا"، اضافت : "في
لبنان الارقام التي لدينا هي من العام 2022 وهي تصل الى 2161 حالة جديدة من سرطان الثدي عند النساء، و1% من سرطان الثدي يمكن أن تصيب الرجال و50% من النساء المصابات بسرطان الثدي في لبنان أعمارهم هي ما دون الخمسين عاما، وكل النساء من سنّ الأربعين وما فوق مدعووات لإجراء فحص الصورة الشعاعية".
سبل الوقاية
بداية تحدث الدكتور أبو سليمان وشرح الرؤية للوقاية، لافتاً الى أن "الكشف المبكر يمكن أن ينقذ النساء أو رجال كثار وكلما اكتشف المرض أبكر كلما كان العلاج أسهل"، مشددا على أن "اكتشاف الأورام الصغيرة قبل أن تظهر العوارض مهم جداً"، لافتا الى أن "الوقاية تبدأ عند كل فرد والفحص الذاتي مهم جدا ويجب اجراءه بشكل منتظم ويجب أن تكون المرأة متنبهة لما يحصل معها في ثدييها"، مشيرا الى أننا "نشدد على الكشف المبكر وخصوصا أن الدولة تؤمن للنساء الموجودات في البلد الكشف المبكر عن سرطان الثدي وهناك قواعد لذلك، ففي بلجيكا نظام الكشف المبكر المجاني يتقدم للنساء ما بين خمسين وتسعة وستين عاماً مرة كل سنتين"، مؤكدا أن" النظام الذي تضعه الدولة بالنسبة للنساء يختلف بين بلد وآخر حتى في
أوروبا نفسها".
وشرح الدكتور أبو سليمان تفاصيل إجراء الماموغرافيا والايكوغرافيا. وتطرق الى موضوع التصوير المقطعي وهو التصوير بالأشعة الذي من خلاله يمكن رؤية الابعاد الثلاث إضافة الى" التصوير بالرنين المغناطيسي وهو فحص آمن دون إشعاع وقد يستغرق وقتاً أطول وببعض الحالات عند الشك بأي أمر بالماموغرافيا أو الايكوغرافيا يمكن اللجوء الى أخذ خزعة".
وتطرق الى "موضوع التصنيفات تبعاً لمستوى الخطورة"، مشيراً الى أنه "إذا كان هناك خطر وراثي فالخطر ينقسم الى ثلاث أنواع الخطر المنخفض والمتوسط والكبير".
أساليب العلاج
بدورها تحدثت الدكتورة أنطون التي تعمل في المستشفى التخصصي بالأمراض السرطانية في فرنسا عن الطرق المتاحة لعلاج سرطان الثدي، لافتة الى أن "طرق علاج سرطان الثدي يختلف بين إمرأة وأخرى وأول خطوة للعلاج هي معرفة هوية هذا السرطان وبأي فئة هو موجود"، مشيرةً الى أن "سرطان الثدي ينقسم الى ثلاثة. السرطانات الهرمونية، سرطان HER 2+ وسرطان الثلاثي السلبي وبالتالي المرحلة الأولى هي معرفة نوع هذا السرطان الذي نعالجه"، ومضيفة: "العلاج يتضمن أيضا معرفة بأي مرحلة هو السرطان والمراحل تختلف وتبدأ من الصفر وتصل لأربعة، كما أن هناك أنواعاً من العلاج، العلاج الموضوعي مثل الجراجة أو العلاج الاشعاعي وهناك العلاج الذي يهدف الى معالجة كل الخلايا بالجسم مثل العلاج الكيميائي، العلاج الموجه، المناعي والهرموني وهناك علاج جديد اليوم هو الكيميائي الموجّه".
أنواع الجراحات وطرق الترميم
وتطرقت الدكتورة ليوني الى الجراحة، لافتة الى أن "هناك نوعين منها وتقضي إما بازالة
الصدر بكامله أو جزء منه"، لافتة الى أنه "في الحالتين يمكن ترميم الصدر"، مشيرة الى أنه "وبالعلاج الموضوعي هناك العلاج الشعاعي والهدف منه ازالة الخلايا السرطانية المتبقية بعد إجراء الجراحة، وبعد الانتهاء من العلاج الموضوعي نحن بحاجة الى علاجات أخرى مثل العلاج الكيميائي ويهدف الى قتل الخلايا السرطانية التي يمكن أن تكون سارت بالدمّ إذا حصل ذلك ويقتلها". شارحة أن "العلاج الكيمائي يجري عبر وضع الدواء بالمصل بأغلب الأوقات والهدف منه قتل الخلايا التي تتكاثر في الجسم بسرعة ومنها الخلايا السرطانية".
ورأت أن "علاج سرطان الثدي ليس النهاية بل هو بداية حرب ضد السرطان بأغلبية الوقت يمكن الفوز بها".
ثم تحدث الطبيب صادر عن أنواع الجراحات وطرق الترميم. مشيرا الى أن "هناك عدة أنواع لسرطان الثدي وعندما تصاب المرأة بالسرطان أولا نجري الجراحة عندما يكون هناك مجال للقيام بذلك لأن في بعض الحالات قد نضطر الى البدء بالعلاج الكيميائي ومن ثم اجراء الجراحة. وفي أغلب الأحيان نبقي الصدر ونقوم بالجراحة في مكان الورم في الصدر وفي أحيان اخرى نجري العملية دون الحاجة الى ازالة الصدر وببعض الحالات قد نضطر الى ازالته بالكامل لأن السرطان يكون مستشري بشكل لا يمكن الاكتفاء بإزالة جزء من الصدر".
تابع: "في حال إزالة الصدر يمكن إجراء عملية ترميم في نفس الوقت أو بعد عدّة أِشهر بعد الانتهاء من العلاج". مشددا على أنه "من الأفضل اكتشاف المرض بشكل مبكر حتى لا يكون العلاج طويلاً وتكون نسبة الشفاء أكبر، والمهمّ أن تجري المرأة في شهر أكتوبر الصورة الشعاعية".
وتطرق الدكتور صادر الى الدراسة التي أجرتها الجامعة الأميركية في
بيروت مع الباحثين في فرنسا حول دور الضغط النفسي وارتباطه بسرطان الثدي والمثال كان لبنان ، وتبيّن أن الضغط النفسي هو سبب للإصابة بسرطان الثدي وأعلى نسبة اصابة لدى النساء الشابات بسرطان الثدي هي في لبنان بسبب الضغط النفسي اللواتي تعانين منه منذ أكثر من خمس سنوات".
طرق المتابعة بعد العلاج
كذلك تحدث طبيب الدم والاورام في مستشفى في غوستاف روسي فرنسا جون زغوندي عن أساليب المتابعة مع الاطباء بعد العلاج، ولفت الى أن " العلاج مقسم الى ثلاث مراحل، المرحلة الأولى هي العلاج بالأشعة أو غيره وبهذه الفترة تحضر المريضة بشكل منتظم الى المستشفى وعند الانتهاء من هذه المرحلة تبدأ فترة المتابعة للمريضة مع الطبيب وهو الذي يشخص ما هي افضل طريقة للمتابعة"، مشددا على أنه "من المهم المتابعة مع الطبيب بعد انتهاء العلاج لأنه تكون هناك عوارض جسدية متبقية من العلاج الكيميائي الذي خضعت له المريضة".
وشدد على أنه " من الضروري أن يتحدث المريض مع الطبيب عن الصحة النفسية أي إذا كان يشعر بالاكتئاب أو الاحباط أو غيره خصوصا وان المصابة تشعر الخوف من أن يعاودها المرض من جديد، أيضا من المهم أن تتم زيارة للطبيب بشكل دائم واجراء فحص
دوري وهنا يجب أن يكون لدينا نمط حياة صحي وسليم بعد الاصابة بسرطان الثدي لأن هذا يؤدي الى نسبة وفيات أقل من العادة".