نظَّم "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات -
بيروت"، بالتعاون مع تجمع الباحثات اللبنانيات "باحثات"، ندوة عن كتاب "النساء العربيات والمرجعيات في ظل الرقمنة وفوضى المعلومات"، وهو كتاب يجمع 23 دراسة ومقالة تضيء على مسارات
النساء في فضاء افتراضي مفتوح على إمكانات المعرفة وقيودها الجديدة، وممارسات النساء ومرجعياتهنّ ضمن السياقات الاجتماعية المتغيرة التي فرضها العالم الافتراضي، شاركت فيها الدكاترة مارلين حيدر وغسان مراد وجوسلين نادر، وأدارتها الدكتورة مود اسطفان، في حضور مهتمين وأكاديميين.
بداية، تحدث مدير المركز الدكتور خالد زيادة وأشاد بـ"موضوع الكتاب الذي يشغل الكثيرين في هذه الآونة"، وقال:"هذه ليست المرة الأولى التي يتعاون فيها المركز العربي للأبحاث مع "الباحثات الناشطات اللواتي يعملن في هذا المضمار منذ أكثر من 20 عامًا، وتمكنّ حتى الآن من إصدار ما يربو على 19 كتابًا""، وأكد أن "المركز حريص على متابعة تعاونه مع العديد من الجمعيات" ومنها "الجمعية
اللبنانية لعلم الاجتماع"، "الجمعية اللبنانية للدراسات العثمانية وحلقة الحوار الثقافي"، وغيرها من المؤسسات الثقافية والأكاديمية.
وأشارت أستاذة علم المكتبات الدكتورة مود اسطفان إلى أن "الكتاب هو من أهم الأنشطة التي يقوم بها تجمع باحثات لبنانيات، حيث إن تجمع باحثات ينشر كتابًا كل سنتين، تُشرف على إعداده واختيار مضامينه لجنة مؤلفة من باحثات ينتمين إلى اختصاصات متنوعة، منها العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية والطب والهندسة، حتى يمكن مقاربة موضوع الكتاب من زوايا مختلفة".
ثم كانت المداخلة الأولى لعميدة كلية العلوم الاجتماعية في
الجامعة اللبنانية منذ 2016 مارلين حيدر واعتبرت أن "الكتاب محاولة بحثية جماعية رصينة تستكشف موقع المرأة العربية في عالمٍ رقميٍّ متحوّل تحكمه الخوارزميات والمصالح الاقتصادية الكبرى، ويطرح إشكالية أساسية تتعلق بعلاقة النساء العربيات بإنتاج المعرفة وبالمرجعيات الجديدة التي تفرضها البيئة الرقمية، ويعالج مسألة ما إذا كانت التكنولوجيا "تفتح آفاقاً للتحرر أم تعيد إنتاج أنماط الهيمنة التقليدية بصيغ جديدة"، ذلك أن العلاقة بين المرأة والرقمنة معقدة ومتعددة الطبقات، تتأثر بالسياقات الاجتماعية والثقافية".
وختمت :"فالتحرر الرقمي "لا يتحقق ما لم تُرافقه ثورة معرفية وثقافية تعيد بناء المرجعيات من الداخل".
من ناحيته قدم الباحث في حوسبة اللغة والإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي الدكتور غسان مراد، في قراءته، مقاربة تحليلية للمحورين الثاني والثالث من الكتاب، مركّزًا على "العلاقة المعقدة بين النساء والمعلومة والسلطة في البيئة الرقمية"، وأشار إلى أن "السلوك الرقمي لا يقوم على ثوابت، بل يتأثر بعوامل اجتماعية وثقافية ونفسية متشابكة"، ورأى أن "الرقمنة ليست مجرد تقنية، بل ثورة معرفية أعادت تشكيل أدوات التعبير وأنماط التفكير، حيث ان النساء ما عدن يستهلكن المعلومات بشكل محايد، بل يتفاعلن معها بحسب موقعهن الاجتماعي والثقافي، فضلًا عن أن الرقمنة لم تُلغِ المرجعيات التقليدية، بل أعادت إنتاجها في شكل مؤثّرات ومنصّات ذات سلطة رمزية".
أما عميدة كلية الإعلام
في الجامعة اللبنانية الدكتورة جوسلين نادر، فقدمت "قراءة لشهادات النساء، كما وردت في المحور الرابع من الكتاب بعنوان شهادات في اهتزاز المرجعيات وانعدام اليقين، وتناولت فيها رؤيتها لمعنى الشهادة، من حيث إنها "تقف على حافة بين نقيضين: صمت التجربة الخاصة جدًا والعميقة كثيرًا"، واعتبرت أنها "بعد إشهارها لا تبقى شأنًا خاصًا لصاحبها"، وسردت مقتطفات من شهادات شتى وردت في الكتاب لكل من: منى سكرية، وسوسن جميل حسن، ونجلاء حمادة، وأمال حبيب، وجميلة جابر، ونتالي أقليموس".