Advertisement

متفرقات

تيريز الطفل يسوع.. "وردة المسيح" التي لا تذبل

Lebanon 24
30-09-2025 | 11:00
A-
A+
Doc-P-1423567-638948470452063588.png
Doc-P-1423567-638948470452063588.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
"حين أموت سأرسل من السماء أمطارًا من الورود على الأرض، سأقضي سمائي بفعل الخير على الأرض".. بهذه الكلمات، تركت القديسة الفرنسية تيريز الطفل يسوع، الملقبة بـ"وردة المسيح الصغيرة"، وصية روحية تلخّص مسيرتها القصيرة والعميقة، قبل رحيلها عن الدنيا وهي لم تتجاوز الرابعة والعشرين من عمرها.
Advertisement

القديسة تيريز، التي اشتهرت بوجهها الملائكي وبساطتها العفوية، لم يكن تأثيرها محصورًا داخل الكنيسة الكاثوليكية، بل تخطى حدود المذاهب والعقائد، لتصبح رمزًا إنسانيًا عالميًا. فكتاباتها التي تحدثت فيها عن "محبة الله" بعبارات بسيطة، ألهبت مشاعر المؤمنين والباحثين عن الإيمان، وجعلتها نموذجًا حيًا للقداسة اليومية. حتى غير المسيحيين وجدوا في نصوصها صورة صافية للإنسان المفعم بالحب والسلام والصدق.

على الرغم من حياتها القصيرة، تركت تيريز إرثًا روحيًا عميقًا، تجلى في تعاليمها التي صاغت ما عُرف لاحقًا باسم "الطريق الصغيرة" نحو القداسة، وهو نهج يقوم على الثقة المطلقة بالله، وممارسة الأعمال اليومية الصغيرة بمحبة خالصة. هذا الطريق الروحي البسيط والعميق في آن واحد، جعلها واحدة من أكثر القديسين قربًا من قلوب الناس.

اليوم، يوجد أكثر من 700 كنيسة حول العالم تحمل اسمها، وتُكرّمها الكنيسة الجامعة كمعلّمة روحية، فيما تعتبر شفيعة فرنسا الثانية بعد القديسة جان دارك. وقد وصفها البابا بيوس العاشر بأنها "أعظم قديسة في العصر الحديث".

وفي الذكرى المئوية لإعلان قداستها، عادت القديسة تيريز إلى واجهة النقاش الروحي بعد أن أثارت "زهرة بيضاء" وُضعت على قبر البابا الراحل فرنسيس موجة من التساؤلات: هل كانت هذه إشارة رمزية إلى "وردة المسيح الصغيرة" التي أحبها وتأثر بها البابا في حياته وخدمته؟ هذه الرمزية البسيطة للزهرة البيضاء أيقظت من جديد حضور تيريز في عالم يموج بالحروب والأزمات، لتذكّر البشرية برسالتها الأبدية: أنّ لغة الحب هي وحدها القادرة على شفاء الجراح.
 
 
 
وتحظى القديسة تيريز، بمكانة مميزة في مصر بين جميع المواطنين، سواء المسيحيين أو المسلمين، إذ يتوافد على كنيستها الواقعة في حي شبرا بالقاهرة، المئات يومياً من الراغبين في التبرك بها والتضرع لله، في فضاء يفتح أبوابه للجميع دون أي تمييز أو فرق.

ولعل ما يبرز المكانة الفريدة للقديسة تريز في مصر هو كونها القديسة الوحيدة التي أطلقت السلطات المصرية اسمها على إحدى محطات مترو الأنفاق الحيوية القريبة من كنيستها، حيث أطلق عليها اسم "محطة سانت تيريز"، في رمز ملموس للتقدير والاحترام.

وعند دخول الكنيسة، يلفت نظر الزائر اللوحات الرخامية النذرية التي تزين جدران القبو، والتي أعدها ووضعها محبو القديسة من مختلف الجنسيات واللغات. تحمل هذه اللوحات رسائل شكر وامتنان، وشهادات على محبتهم للقديسة ودورها الروحي في حياتهم. من بين أشهر هذه اللوحات، لوحة تحمل اسم العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، مكتوب عليها: "إلى روح القديسة الطاهرة القديسة تيريزا مع شكري العميق، عبد الحليم حافظ 1957م".
 


وحول سر هذه اللوحة النذرية، ذكرت الرواية التي نقلها الكاتب الفني أشرف غريب في حوار له مع مجلة روزاليوسف المصرية عام 2022، أنّ عبد الحليم حافظ خلال رحلة علاجية إلى لندن عام 1956، رأى في حلمه سيدة نورانية أخبرته بأنه سيشفى من ألمه ويتجاوز أزمته الصحية التي كان يعانيها في تلك الفترة. وأضافت الرواية أنّ هذه السيدة مرّت يدها على كبده، وعندما استفسر عن اسمها قالت له: "اسمي تيريز".

وفي صباح اليوم التالي، طلب عبد الحليم من الأطباء إعادة الفحوصات والتحاليل والأشعة، واندهش حين ظهرت النتائج التي خالفته توقعاتهم، لكنه أكد لهم أنه يعلم ما حدث. ومنذ ذلك الحين، حرص على تخليد هذه الذكرى والفضل الذي منحه إياه حلمه، بوضع اللوحة الرخامية التي تُرى حتى اليوم من قبل كل من يزور كنيستها في شبرا، كرمز للإيمان والامتنان والمحبة التي تتجاوز حدود الزمان والمكان.
 
 
(BBC)
مواضيع ذات صلة
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك