Advertisement

خاص

هل حقاً أصبحت موسكو غير قادرة على السيطرة على حدودها؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
26-05-2023 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1070931-638206971301494830.jpg
Doc-P-1070931-638206971301494830.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كان أحد المبررات الأساسية التي قدمها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشن ما يسمى بـ "عمليته العسكرية الخاصة" في أوكرانيا هو تأمين حدود روسيا الأم. ووفقاً لوجهة نظر بوتين، كانت بلاده في خطر من شهية الناتو النهمة لتوسيع نفوذه إلى مناطق كانت تعتبر موسكو تاريخياً أنها تقع تحت دائرة نفوذها.
Advertisement
 
وبحسب صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية، "في هذا السياق، كانت أوكرانيا تمثل معضلة بشكل خاص، حيث تبنت حكومتها الموالية للغرب علانية رغبتها في الحصول على عضوية الناتو والاتحاد الأوروبي. وشكل هذا الأمر مشكلة بالنسبة لبوتين الذي اعتبر أن الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا ستسعى وراء مصيرها السياسي، لذلك سعى للإطاحة بالحكومة الأوكرانية ولتنصيب نظام دمية موال للكرملين مكانها. لذلك، سيكون من دواعي القلق البالغ لبوتين، بعد أن فشل فشلاً ذريعًا في تحقيق أهدافه العسكرية في أوكرانيا، أن يجد نفسه الآن في موقف مرير حيث تكون بلاده هدفًا لعملية عسكرية خاصة من نوع مختلف".
 
وتابعت الصحيفة، "تتباين الروايات حول المسؤول عن أخطر توغل حدودي عانى منه بوتين منذ غزو أوكرانيا في شباط من العام الماضي. وسواء كانت القوات الأوكرانية هي من نفذ الهجوم، كما تدعي موسكو، أو أنصار روس مناهضين لبوتين، كما يبدو على الأرجح، فإن حقيقة أن المدن الحدودية الروسية أصبحت الآن عرضة للهجوم ستكون بمثابة حقيقة مرة يصعب على الكرملين تحملها. بالنظر إلى أنه - وفقًا لبوتين - من المفترض أن تكون روسيا قوة عسكرية عظمى، يجب على الدولة على الأقل أن تكون قادرة على تأمين حدودها. في المرحلة الأولى للغزو، كانت روسيا محصنة بشكل عام من أي هجوم أوكراني، لأسباب ليس أقلها ان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كما كشف التسريب الأخير لملفات البنتاغون الحساسة، ضغطت على كييف لعدم إجراء عمليات في الأراضي الروسية خوفًا من إثارة تصعيد أوسع في الصراع".
 
وأضافت الصحيفة، "لكن في الآونة الأخيرة، أظهر الأوكرانيون استعدادهم لنقل القتال مباشرة إلى قلب روسيا. بصرف النظر عن هجوم المسيرات على الكرملين الشهر الماضي، كانت هناك هجمات ضد أهداف روسية رئيسية، مثل مستودعات الذخيرة وإمدادات الطاقة. وأدى تزايد عدم شعبية الحرب داخل روسيا نفسها، حيث يقدر عدد الضحايا في ساحة المعركة الروسية الآن بما يزيد عن 200 ألف قتيل وجريح، إلى إثارة تساؤلات حول بقاء بوتين على قيد الحياة، وهي أسئلة ستزداد حدة كلما تعرض الوطن الروسي للهجوم. إلا أنه، وكما كشفت أحدث التسريبات، لدى بوتين شبكة مخابئ تحت الأرض التي شيدها في قصره على البحر الأسود لتمكينه من النجاة في حال اندلاع ثورة وطنية".
 
ورأت الصحيفة أنه "لا يمكن استبعاد مثل هذا الاحتمال طالما أن الجماعات الحزبية الروسية، مثل فيلق حرية روسيا والفيلق التطوعي الروسي، لا تزال ملتزمة بهدفها المتمثل في الإطاحة بنظام بوتين. قد تبدو احتمالية اندلاع انتفاضة مسلحة ضد بوتين بعيدة المنال بالنظر إلى الانتشار الواسع النطاق للمؤسسة الأمنية الروسية، لكن هذا قد يتغير بسرعة إذا نجحت أوكرانيا في إلحاق هزيمة مذلة بالكرملين، وهي نتيجة ممكنة تمامًا إذا كان حلفاء كييف الغربيون مستعدين لتوفير الأسلحة التي يحتاجونها للانتصار في ساحة المعركة. كما وأن العديد من الجماعات المناهضة لروسيا لها صلات بالجيش الأوكراني، ويمكن أن تشكل جزءًا من انتفاضة مناهضة لبوتين في حالة انتصار أوكرانيا".
 
وبحسب الصحيفة، "إن السهولة التي تمكن بها المهاجمون من اختراق أمن الحدود الروسية أثناء هجوم بيلغورود تسلط الضوء على ضعف دفاعات روسيا، وهي حالة لا تقتصر فقط على حدود روسيا مع أوكرانيا. أدت الحاجة إلى تعزيز وحداتها القتالية المستنزفة إلى قيام موسكو بسحب أعداد كبيرة من قواتها من المناطق الحدودية في الشمال والشرق. من المحتمل أن يكون انسحاب القوات الروسية من الشرق أكثر إشكالية، لأنه يفتح الطريق أمام الصين لمراجعة طموحاتها الإقليمية الطويلة الأمد، خاصة في ما يتعلق بغابات سيبيريا. واحتج سكان منطقتي إيركوتسك وكراسنويارسك بسيبيريا على أنشطة شركات الأخشاب الصينية، التي تعتمد بشكل كبير على روسيا لتلبية متطلبات سوق الخشب الصيني الآخذ في التوسع سريعًا. ربما يكون الرئيس الصيني شي جين بينغ قد أكد تموضع بكين كحليف رئيسي لروسيا في الصراع الأوكراني، لكن مصلحته الحقيقية قد تكمن في إعادة تأكيد السيطرة الصينية على الأراضي المتنازع عليها مع روسيا".
 
وختمت الصحيفة، "منذ وقت ليس ببعيد، خاضت روسيا والصين حربًا بسبب نزاع على الأرض في شرق روسيا. لكن لن تكون هناك حاجة لأن يتورط شي في نزاع عسكري مع موسكو إذا لم تعد الأخيرة تسيطر على حدودها، كما حدث مع أوكرانيا".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك