ذكر موقع "سكاي نيوز"، أنّه وسط تحذيرات البنتاغون، يواجه الجيش الأميركي نحو 3 أزمات فرضتها الخلافات بين الحزب الجمهوري والديمقراطي حول رفع سقف الدّين الوطني ومساعدات أوكرانيا.
وقد يؤدي تخلف الحكومة الأميركية عن سداد ديونها، المحدد عند 31.4 تريليون دولار، إلى خفض الإنفاق العسكري والتخلف عن دفع رواتب أفراد الجيش الأميركي وتوقف المساعدات لكييف.
تحذيرات البنتاغون
ويطالب البيت الأبيض الكونغرس برفع السقف دون أي قيود، لكن مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريين يربط الخطوة بتخفيضات في الميزانية.
ومن جانبه، حذر رئيس أركان القوات البحرية الأميركية، الأميرال مايكل غيلداي، من أن تخلف واشنطن عن سداد الديون سيؤدي إلى عواقب كارثية على الجيش الأميركي.
أما وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، فيقول إن أي تقصير محتمل في السداد ينطوي على مخاطر جسيمة على سمعة الولايات المتحدة وجيشها في العالم.
ووفق تعبير أوستن الأسبوع الماضي، فإن عدم السداد يحمل مخاطر كبيرة على سمعة أميركا، وعدم الوفاء بالدين سيؤثر بشكل مباشر على قدرة الجيش الأميركي في الخارج والمدنيين المتعاونين معه.
وقد قال: "لن نستطيع أن ندفع للمتعاونيين بالطريقة المناسبة ومن المحتمل أن تستغل الصين ذلك".
أزمة مساعدات أوكرانيا
وتقول صحيفة " ذاهيل" الأميركية، إن الدعم الأميركي لأوكرانيا قد يتوقف بسبب مناقشات سقف الدّين الوطني.
وأضافت الصحيفة الأميركية أن التمويل العسكري لأوكرانيا قد يتوقف مؤقتا إلى أجل غير مسمى بسبب أزمة سقف الدّين.
ويقول المشرعون إن التأخيرات الناجمة عن مأزق سقف الدين والتداعيات الغامضة للهجوم المضاد المتوقع للقوات الأوكرانية على الروس أوقفت محادثات الدفعة المقبلة من التمويل الأميركي لكييف، وفق تعبير الصحيفة.
من جهته، قال عضو مجلس النواب الأميركي بيل كيتينغ إن مواصلة تمويل كييف ستتوقف على نجاحها بالهجوم المضاد، معبرا على اعتقاده بأن أوكرانيا لديها "أموالا كافية للمستقبل القريب".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن خلال قمة مجموعة السبع في اليابان حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا تقدر بنحو 370 مليون دولار.
وهذه الحزمة هي الثامنة والثلاثون من حزم المساعدات الأمنية التي تقدر بنحو 36 مليار دولار أميركي منذ بداية الحرب في شباط 2022.
كما تخطط الولايات المتحدة للإعلان عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 300 مليون دولار، وفق وكالة "رويترز".
الهروب من التجنيد
أما الأزمة الثالثة التي تواجه الجيش الأميركي هي عدم رغبة الشباب الأميركي في الالتحاق بالجيش.
وللتغلب على تلك الأزمة أطلق الجيش مؤخرا دورة تدريبية مخصصة للراغبين في التجنيد، وفقا لقناة "فوكس نيوز".
ومنذ آذار الماضي، يحذر البتاغون من تداعيات تلك الظاهرة، حيث ذكرت وكيل وزارة الجيش الأميركي جابي كاماريلو، أن الشباب الأميركي لا يريد الخدمة العسكرية.
ويقول إنّ "عدد الأشخاص الراغبين في التجنيد هو أدنى مستوي منذ 10 سنوات".
ويضيف: "9 بالمئة فقط هم من يريدون أداء الخدمة العسكرية، 75 بالمئة منهم لا يعرفون شيئا تقريبا عن الجيش".
وفي أيار الجاري، جددت وزيرة الجيش كريستين فورموت، تحذيراتها بأن الولايات المتحدة ستحتاج إلى أكثر من عام لحل مشكلة نقص المجندين، مضيفة أن الأمر سيستغرق أكثر من عام لتصويب الوضع، وهناك الصعوبات الحالية في استقطاب المجندين يتم حلها تدريجيا.
وتقول إنّ "انضمام 65 ألف مجند للجيش هذا العام لن يتحقق".
ومن جانبه، يقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس، إن الجيش يواجه بالفعل مشكلة في التجنيد للخدمة العسكرية، مرجعا ذلك لعدم رغبة الشباب في التطوع لأداء الخدمة العسمرية و"الوباء الذي أحد الأسباب الرئيسية في نقص المجندين".
وعن أزمة سقف الدّين وتأثيراتها على الجيش، يضيف أن تخلف الولايات المتحدة الأمريكية عن السداد ليس في مصلحة الجمهوريين أو الديمقراطيين، لافتاً إلى أنه: "سيتم في النهاية التوصل لاتفاق بشأن تلك الأزمة، واعتماد الميزانية المقترحة".
وأكد أليكس أن التخلف عن سداد الدين وعدم رفع الميزانية الأميركية سيؤدي إلى كارثة حقيقة ليس على المستوى الاقتصادي العالمي فحسب بل العسكري أيضا، لأن ذلك سيترجم إلى عدم قدرة واشنطن على دفع رواتب جيشها أومساعدة الحلفاء وعلى رأسهم أوكرانيا، لافتاً إلى أن المشرعين خصصوا في ديسمبر الماضي نحو 858 مليار دولار لتمويل الدفاع الوطني بينها برامج لتطوير الأسلحة النووية وأخرى للأمن القومي الأميركي والمساعدات العسكرية.(سكاي نيوز)