Advertisement

خاص

لماذا تُعد خطوة الدول العربية تجاه الأسد عامل تغيير هائل في قواعد اللعبة؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
08-06-2023 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1075409-638218184940198333.jpg
Doc-P-1075409-638218184940198333.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
سرقت الحربان الساخنتان في عالم اليوم، في كل من أوكرانيا والسودان، الأضواء مما كان ينبغي أن يكون خبراً رئيسياً ومثيراً للتعليقات والنقاشات.
وبحسب موقع "ميدل ايست أي" البريطاني، "يتمثل هذا الخبر باعتراف جامعة الدول العربية بأن الحرب السورية التي استمرت 12 عامًا قد انتهت، والدليل الدراماتيكي على ذلك هو دعوة القادة العرب للرئيس السوري بشار الأسد للانضمام إلى الحضن العربي. إن هذا التحول في السياسة بدأ منذ أكثر من عام وتسارع خلال الشهر الماضي، كما ووضع الولايات المتحدة والحكومات الغربية في مأزق. هل يتبعون القادة العرب في قرارهم الذي يتمثل في أن التواصل مع الحكومة السورية هو أفضل طريقة لمساعدة البلاد على إعادة البناء وتهيئة الظروف لملايين اللاجئين السوريين للعودة إلى ديارهم بأمان؟ أم يحاولون منع ذلك؟"
Advertisement
وتابع الموقع، "حتى الآن، الأمور لا تبشر بالخير. يصر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أن الولايات المتحدة ستواصل سياسة "عدم التطبيع" مع سوريا. وكان رد الفعل في الكونغرس الأميركي أسوأ من ذلك. في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قبلت الولايات المتحدة علنًا ما اعترف به سلفه باراك أوباما سرا - وهو أنه نتيجة للتدخل العسكري الروسي في عام 2015، لن يسقط الأسد. ومع ذلك، ستبقي الولايات المتحدة على العقوبات المعادية لسوريا وتحتفظ بحوالى 900 جندي في شمال شرق سوريا في تحالف مع القوات الكردية السورية".
تحولات كبرى في السياسة السعودية
وبحسب الموقع، "هذه السياسة الأميركية السلبية لها الآن بُعد أوكراني، وفقًا لما قاله ويليام روبوك، الدبلوماسي الأميركي الذي انضم مؤخرًا إلى القوات الأميركية في سوريا. وقال في ندوة عبر الإنترنت في معهد كوينسي الأسبوع الماضي: "تريد الولايات المتحدة البقاء في سوريا والإبقاء على القوات هناك من أجل حرمان الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أي نوع من الانتصار". وقال جوشوا لانديس، الأستاذ في جامعة أوكلاهوما، في نفس الندوة عبر الإنترنت: "إن الدافع الرئيسي للسياسة الأميركية هو عدم السماح لسوريا بإعادة البناء. وتهدف عقوبات قيصر إلى عدم السماح للشركات والاستثمارات الأجنبية الخارجية بإعادة بناء شبكة الكهرباء وإصلاح المدارس وإعادة بناء الدولة، ولكن لإبقاء الأسد ضعيفًا وإيذاء الروس والإيرانيين".
وتابع الموقع، "قبل عشر سنوات، كانت المملكة العربية السعودية تمول وتساعد في تسليح معارضي الأسد، إن هذا التحول يمثل تغييراً رائعاً. تُعتبر إعادة التعامل مع الأسد ثالث تحول رئيسي في السياسة أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الأشهر الأخيرة. الأول كان قرار الالتزام بوقف إطلاق النار في اليمن والتحدث مع الحوثيين. والثاني هو إعادة العلاقات مع إيران. والآن تأتي السياسة الجديدة بشأن سوريا. ومن اللافت للنظر أيضًا أن السعوديين يتحدون أهداف الولايات المتحدة ويتخذون قرارات مستقلة. ففي حين أن التحول السعودي كان المحرك الرئيسي لدعوة الأسد للانضمام إلى جامعة الدول العربية، فإن الدول العربية الأخرى، ولا سيما الأردن ولبنان، لديها أسباب وجيهة لدعم هذه الخطوة".
وأضاف الموقع، "الآن وبعد أن انتهى القتال إلى حد كبير في سوريا، تريد هذه الدول تخفيف العبء الاجتماعي والاقتصادي للاجئين الذين يستضيفونهم وحملهم على العودة إلى ديارهم. وسيستلزم ذلك نوعا من العفو أو الضمانات من الأسد بعدم مقاضاة العائدين أو مضايقتهم. وتريد الحكومات العربية أيضًا استخدام أموال إعادة الإعمار كورقة مساومة لإقناع الأسد بإنهاء إنتاج حبوب الكبتاغون في سوريا، والتي يتم تهريبها إلى الأردن ولبنان والمملكة العربية السعودية. وروّج الملك عبد الله، ملك الأردن، لخطته للسلام على نفس المنوال في وقت سابق من هذا العام".
الغضب واليأس
وبحسب الموقع، "السؤال الكبير هو ما إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تبنى استراتيجية الجامعة العربية الجديدة. ستجعل إعادة انتخابه لخمس سنوات أخرى من السهل عليه التخلص من السياسة القديمة وإعادة التعامل مع الأسد، كما وكان الروس يضغطون على الرجلين للمصالحة. وسيتطلب ذلك صفقة يسحب فيها أردوغان قواته من المناطق الحدودية شمال شرقي سوريا مقابل إعادة انتشار الجيش السوري هناك. إذا أراد الأسد الحد من التوترات ورؤية الأتراك ينسحبون، فسيتعين عليه عقد صفقة مع الأكراد السوريين وكذلك مع أردوغان، وقد يعني هذا منحهم استقلالية كبيرة".
وتابع الموقع، "بدلاً من إبقاء القوات الأميركية في سوريا على أساس مفتوح، يجب على واشنطن أن تشجع الأكراد على التعامل مع دمشق كمقدمة لانسحاب أميركي. إن تحول جامعة الدول العربية في ما يتعلق بالأسد هو عامل مغير لقواعد اللعبة وذو أبعاد هائلة. أما بالنسبة لملايين السوريين، فسيكون مصدر خيبة أمل كبيرة بالإضافة إلى الغضب واليأس. وكان السوريون يأملون في أن تؤدي حركة الاحتجاج التي بدأت قبل 12 عامًا إلى إصلاح ديمقراطي، إن لم يكن تغييرًا كاملاً للنظام. وعندما حملت عناصر من الحركة السلاح وبدأت دول أجنبية في دعمهم، تساءل الكثير من السوريين عما إذا كان هذا خطأ استراتيجيًا فادحًا. لقد كانوا يخشون أن تصب عسكرة الانتفاضة في مصلحة الأسد، فضلاً عن جعل سوريا ساحة معركة للدول الأجنبية لشن حروب بالوكالة لتحقيق أجنداتها الخاصة. وقد ثبت ذلك".
وختم الموقع، "على الرغم من المآسي التي تسببت بها الحرب، لا يزال هناك بصيص أمل صغير. إذا كانت حكومات جامعة الدول العربية، بثروتها الهائلة من النفط والغاز، مستعدة حقًا لمساعدة سوريا في إعادة البناء وليس مجرد استضافة الأسد في اجتماعات القمة، فإن فرصة بداية جديدة موجودة أخيرًا".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك