Advertisement

خاص

عُمان لم تطبّع العلاقات مع إسرائيل: أسباب وخلفيات

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
09-06-2023 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1075746-638219028593370466.jpg
Doc-P-1075746-638219028593370466.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحاول عُمان، هي الواقعة بين كل من إيران والمملكة العربية السعودية، جاهدة أن تبقى على الحياد. وتتمثل السياسة الخارجية للسلطنة في أن تكون دولة صديقة مع كافة الدول، وألا تعادي أي دولة. ولتحقيق هذه الغاية، تحاول مسقط تجنب أي أعمال استفزازية أو مبادرات دبلوماسية من شأنها أن تضعها في مأزق سياسي.
Advertisement


وبحسب موقع "ناشونال انترست" الأميركي، "مع ذلك، فإن نهج السياسة الخارجية هذا ينطوي على بعض التناقضات، ليس على حساب عُمان فحسب، بل على حساب آخرين أيضًا. ومثال على ذلك، وقعت عُمان الأسبوع الفائت "وثيقة استراتيجية جديدة لتعزيز التعاون الثنائي" مع إيران، في محاولة منها لإرضاء الدول المجاورة لها وتعزيز مصالحها الاقتصادية في الوقت عينه. وتحرص مسقط بشكل خاص على الحفاظ على علاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية، إلا أن هذه الاتفاقية الجديدة تدعم اقتصاد إيران المقاوم للعقوبات الأميركية، كما وتفيد أيضًا كلا من الصين وروسيا، اللتين ملأتا الفراغ الذي أحدثته أميركا في الشرق الأوسط".


وتابع الموقع، "إلا أن هكذا خطوات ليست مستدامة لأن عمان تحافظ أيضًا على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وحلفائها. والأهم من ذلك، وكغيرها من الدول العربية قبل انضمامها إلى اتفاقيات إبراهيم، تجري مسقط، بشكل سري، أعمالًا تجارية مع إسرائيل، الشريك الأول لواشنطن في الشرق الأوسط. وعلى عكس الدول التي انضمت إلى الاتفاقيات، الإمارات والبحرين والمغرب، اختارت عُمان البقاء على الهامش، على الرغم من حقيقة أنها بحاجة إلى الاستثمار الاقتصادي والمشاريع المشتركة التي يمكن أن تقدمها إسرائيل. وعلى نطاق أوسع، ستستفيد منطقة الخليج من عمل عُمان كوسيط موثوق به بين الجانبين. ومن أجل ذلك، فان لكل من واشنطن وتل أبيب مصلحة في تسهيل تطبيع العلاقات بين عُمان وإسرائيل".


التردد العُماني
بحسب الموقع، "في النهاية، ما يهم حقًا كل دولة عربية هو الفائدة الاقتصادية التي ستجنيها من التعامل مع إسرائيل. سرا، قامت إسرائيل بأعمال تجارية مع العديد من الدول العربية، وغالبا ما يكون لها علاقة بما تحتاجه الأخيرة: الخبرة في إدارة المياه، والزراعة، والتكنولوجيا، والأمن. في الخليج اليوم، هناك أكثر من ١٢٠٠ شركة إسرائيلية تمارس الأعمال التجارية. حتى القطريين، الذين تدعم حكومتهم قناة "الجزيرة" الإعلامية المناهضة لإسرائيل، لديهم نظام إسرائيلي مضاد للطائرات المسيّرة مثبت حول مطار الدوحة، وفقاً لما قاله لواء قطري ومستشار عسكري وأمني لشؤون الدفاع لكاتب المقال. والسؤال هنا: لماذا لم تنضم عُمان إلى اتفاقيات إبراهيم في عام 2020؟".


ورأى الموقع أن "أحد الأسباب في ذلك الوقت تمثل في وفاة السلطان قابوس، ولم يكن السلطان الجديد قد عزز قاعدة سلطته بعد. وعُرِفَت عُمان تحت حكم قابوس بأنها محايدة بأدب مع إسرائيل، إن لم تكن صديقة. وخلال فترة حكمه، استضاف السلطان كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في عام 1994 وبنيامين نتنياهو في عام 2018. بعد لقائه بالعديد من المسؤولين العمانيين، استنتج كاتب المقال أنهم لا يحملون أي عداء تجاه اليهود أو إسرائيل، ولكن بالنظر إلى موقع السلطنة الجغرافي في الخليج، فهي ليست في وضع يسمح لها بالانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم حتى يُقدم السعوديون على هذه الخطوة أولاً".


وتابع الموقع، "سبب آخر محتمل هو أن العمانيين، مثل القطريين والسعوديين، حساسون تجاه القضية الفلسطينية. وفي حديث لوزير الإعلام عبد الله الحراصي مع كاتب المقال، قال: "نسمع معاناة السخط الفلسطيني اليومي، لكن إسرائيل لا تبدي أي استعداد لإظهار بوادر طيبة". وقال إن عُمان لن تتدخل حتى يقوم الإسرائيليون والفلسطينيون بالخطوات الأولى تجاه بعضهم البعض. لكنه ذكر أيضًا أن وزير الخارجية العماني السابق قال: "نحن، في العالم العربي، يجب أن نجعل إسرائيل تشعر بالأمان"، إلا أنه شخصياً يؤيد حل الدولة الواحدة، مما يعني، في الواقع، عدم وجود إسرائيل. وعلى الرغم من أن عمان فخورة بأنها تتحدث مع كافة الأطراف، إلا أنه ولدى سؤال المسؤولين العمانيين عن السبب الذي يحول دون إجراء محادثات بينهم وبين إسرائيل، لم يكن منهم إلا أن تهربوا من الإجابة قائلين إن الوقت غير مناسب".


التوجه نحو التطبيع
وبحسب الموقع، "إن مسار التطبيع العماني مع إسرائيل هو إحدى الخطوات الصغيرة لإرساء الأساس لمزيد من التعاون والمبادرات الدبلوماسية. ويعلم العمانيون والإسرائيليون وبقية دول الخليج أن الثقة مطلوبة قبل أن تبدأ الصداقة والتطبيع. وتصب مبادرة أميركية سعودية مشتركة لتغطية التعاون العماني مع إسرائيل في مصلحة كل الدول المعنية، وكذلك الشعب الفلسطيني. لكن هذا سيتطلب رأس مال سياسي ليحدث. ربما، إذا لم تستطع الولايات المتحدة إقناع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في هذا الوقت، فإن إشراك العمانيين يمكن أن يكون خطوة وسيطة، وذلك من خلال توفير واشنطن حوافز اقتصادية وضمانات أمنية لتخفيف مخاوف العمانيين".
وختم الموقع، "سيكون ذلك في مصلحة أميركا وحلفائها الخليجيين، فكل ما يثبّت الاستقرار في المنطقة يعود بالفائدة على الجميع".

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك