ألقت السعودية بثقلها لإحداث نقلة غير مسبوقة في علاقات الصين مع دول المنطقة، وتبنت إطلاق "طريق حرير عصري" يربط بين بكين والدول العربية، وذلك بعد القمة العربية ـ الصينية التي عقدت في الرياض قبل أشهر.
وسط مساعي بكين لتعزيز لمكانتها كأكبر شريك تجاري للمنطقة، أعلنت السعودية أمس عن توجهها لتدشين خط حرير للتنمية مع الصين، مؤكدة تجاهلها الانتقادات الموجهة لتنامي العلاقات معها.
وخلال الدورة العاشرة لمؤتمر الأعمال العربي- الصيني 2023، التي افتتحها بالرياض وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان نيابة عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وبحضور وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان ومشاركة 23 دولة وأكثر من ألفي شخص، اعتبر وزير الاستثمار خالد الفالح أن الوقت حان لتكون الصين شريكاً استراتيجياً رئيسيا للتنمية في المنطقة عبر إطلاق طريق حرير عصري جديد بينها وبين العالم العربي، للتعاون والتشارك لتحقيق المصالح المشتركة في كل أنحاء العالم.
وقال الفالح، في كلمته بمؤتمر "التعاون من أجل الازدهار": "إننا ملتزمون بالعمل كجسر يربط العالم العربي بالصين ومحرك هذا الطريق رؤيتنا للتعاون والتشاور ووقود انطلاقتها شبابنا وابتكاراتنا، وطريق الحرير سيكون قائما على استغلال الطاقات البشرية والثروات الطبيعية والاستثمارات بين الجانبين"، مشيراً إلى أن "رؤية المملكة 2030 تمثل نموذجاً لاستراتيجية الاستثمار في المنطقة".
وأوضح الفالح أن المملكة ستعمل مع الصين لاغتنام الفرص الاستثمارية المتاحة، مبيناً أن "النمو في التبادل التجاري مع الصين يخلق فرصاً واعدة للاستثمار. كما أن الناتج الإجمالي للدول العربية يصل مجموعه إلى 3 تريليونات و500 مليار دولار، ثلثها تقريبا في السعودية، بالإضافة إلى الثروات الطبيعة وموارد الطاقة والموقع الجغرافي المميز".