ضربت عاصفة ثلجية شديدة كلا من أوكرانيا وروسيا، ليطلق عليها اسم "عاصفة القرن"، وصاحبت العاصفة رياح وأمواج عاتية، لتسبب العديد من الجرحى وانقطاع التيار الكهربائي عن حوالي مليوني شخص.
العاصفة الشديدة في منطقة البحر الأسود، عطلت ما يصل إلى مليوني برميل يوميًا من صادرات النفط من كازاخستان وروسيا، ووفقًا لمسؤولين حكوميين وبيانات ملاحية، تزامن ذلك مع استمرار ضربات قوية وجهتها روسيا صوب مراكز الطاقة في أوكرانيا مع قرب حلول فصل الشتاء.
حيلة روسية
في السياق، يقول نعومكن بورفات المتخصص بالسياسية الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، إن موسكو تستخدم حيلة الطاقة لإجبار كييف على التراجع بالأخص من الجبهة الجنوبية وشرقًا حول باخموت.
ويُضيف بورفات أن موسكو تتبع استراتيجية أن الشتاء هو أفضل وقت لإلحاق أضرار استراتيجية بالخطوط الخلفية للخصم، وبالطبع، بدأت هذه العملية بالفعل.
واستعرض نعومكن بورفات، خسائر كييف من استهداف روسيا مراكز الطاقة الأوكرانية في المرحلة المقبلة مع حلول الشتاء القارس:
أولاً، في حالة القضاء على إمدادات الطاقة الكهربائية فسيتم إبطاء عمل الجزء الخلفي، وستنخفض فعالية جميع العمليات العسكرية الأوكرانية بمقدار مرتين إلى ثلاث مرات.
ثانياً، سيؤدي تدمير البنى الطاقية إلى إبطاء في عمليات الاستدعاء والتجنيد وعمل شعب التجنيد، وهذا يعني تقليل عدد الجنود الأوكرانيين في الجبهات.
ثالثاً، تدرك موسكو أن قوة أي جيش في خطوطه الخلفية، لذلك تسارع في كسر إرادة القيادة الأوكرانية بإنهاك البنى التحتية ضمن سيناريوهات إنهاء الحرب.
ورابعاً، تدمير محطات الطاقة والتحويل الفرعية وقصف منشآت احتياطية للوقود ومواد التشحيم لقاطرات الديزل والنقل البري يشل بقايا الاقتصاد الأوكراني ويقلل تأثير الإمدادات الغربية على طول خط الجبهة القتالية.
حرب مدمرة
يرى الباحث التركي المتخصص في الشأن الدولي، فراس رضوان أوغلو، أنه في ظل الصراع "الشرس" الذي تخوضه روسيا ضد دول بحلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة في أوكرانيا، بات من المؤكد أن الجانب الروسي يستخدم كل الأسلحة المتاحة لديه في المعركة وصار كل هدف أوكراني مباح، كما أن الاستراتيجية العسكرية الروسية في معركة أوكرانيا من بينها ضرب محطات الطاقة والكهرباء، ورغم ذلك لم يمنع روسيا طوال ما يقرب من عامين أن تقوم بتوريد الغاز الروسي إلى الدول الأوروبية التي تناصب العداء لموسكو وتقوم بإمداد كييف بالأسلحة والذخائر والعتاد.
وكشف أوغلو، أن تورط أوكرانيا في الحرب يكشف عن مجاملتها أميركا بخوض حرب ضد روسيا، وهي من تدفع الثمن الآن، بعدما خاصت مغامرة عسكرية، والهدف كان تلبية رغبات واشنطن في تقزيم دور موسكو ومحاصرة طموحات روسيا في المنطقة الشمالية من العالم وضمان السيطرة لدول الناتو على حدود روسيا. (سكاي نيوز عربية)