Advertisement

عربي-دولي

وائل الدحدوح... أيّوب العصر

Lebanon 24
08-01-2024 | 23:05
A-
A+
Doc-P-1150205-638403775264201036.jpg
Doc-P-1150205-638403775264201036.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت زكريا الديراني في" الاخبار": زوج شهيدة ووالد شهيدين وشهيدة، وجدّ شهيد، يظهر على الهواء بعد دفن ابنه البكر حمزة! تحوّل مدير مكتب قناة «الجزيرة» في غزة وائل الدحدوح رمزاً للصحافيين الفلسطينيين الذين يتحدّون محاولات كسرهم ويصرّون على المقاومة والصمود وممارسة رسالتهم في كشف محرقة غزّة. منذ بداية العدوان على القطاع، فُجع الدحدوح باستشهاد عائلته وأصدقائه وزملائه. وأوّل من أمس، ودّع نجله البكر حمزة (1996 ــــ2024) الذي استشهد مع زميله مصطفى ثريا (2004ـــــ 2024)، فيما أصيب الصحافي حازم رجب إصابةً بالغة وفقاً للمعلومات المتداولة. قبّل «أبو حمزة» يد نجله اليمنى ومسحها بوجهه، بينما تنهمر دموعه على «روح الروح» كما وصف ابنه. وكان حمزة قد انضم إلى قناة «الجزيرة» منذ اندلاع العدوان في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لمساعدة والده بعد توسّع رقعة الحرب وإعلان المحطة القطرية عن حاجتها إلى صحافيين للتغطية. أما مصطفى ثريا، فمصوّر فيديو يتعاون مع «وكالة فرانس برس» منذ عام 2019، إلى جانب وسائل إعلام دولية، من بينها وكالتا «رويترز» و«أسوشيتد برس»، وقناة «الجزيرة».
Advertisement
«إنك الصابر المحتسب يا أبي، فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله وكن على يقين أنّ الله سيجزيك خيراً لما صبرت». كانت العبارة الأخيرة التي كتبها حمزة على صفحته على منصة x، واصفاً والده وائل بعبارات تدلّ على قوته وثباته. سبقت تلك التغريدة، معايدة حمزة لوالدته التي استشهدت بداية العدوان مع شقيقته وشقيقه، متوقفاً عند فقدانه لوالدته قائلاً: «لقد ماتت الأعياد يا أمي، وأنا هنا أعد الأيام متى سألتقي بك. فلم يعد للحياة طعم بدونك».
في هذا السياق، ليست المرة الأولى التي يفجع فيها وائل الدحدوح بعائلته. في بداية الحرب، استهدف العدو عائلة الصحافي الفلسطيني، فاستشهدت زوجته وابنه وابنته وحفيده. ودّع عائلته وسرعان ما وقف أمام الكاميرا مباشرةً لمتابعة نقل جرائم العدو. وفي منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، استهدف العدو المراسل وزميله المصور سامر أبو دقة (1978 ــــ 2023) أثناء تصويره ريبورتاجاً في محيط مدرسة فرحانة في خان يونس جنوب القطاع، ما أدّى إلى استشهاد المصور وإصابة الدحدوح في يده، ولا يزال حتى اليوم يتلقّى العلاج.


«إنه أيوب هذا العصر». هكذا صار لقب الدحدوح الذي يودّع كل مدّة أصدقاءه وعائلته بصبر وثبات وقناعة، قبل أن يخرج ويواصل عمله أمام الكاميرا، ليثبت أنه مقاوم استثنائي ينقل جرائم العدو التي يرتكبها بحق الصحافيين والمراسلين في غزة.
في رثاء ابنه البكر، كان «أبو حمزة» متماسكاً غاضباً وحزيناً. لا يعرف المرء من أين يأتي الصحافي بكل هذا الثبات والصبر، قائلاً «هذه طريق اخترناها طواعية وسقيناها بأغلى ما نملك، سقيناها بالدماء. حمزة لم يكن بضعاً مني، بل كان كلّي، حمزة كان روح الروح. نحن مشبعون بالإنسانية وهم مشبعون بالقتل. هذه دموع الإنسانية، دموع الكرم والشجاعة وليست دموع الخوف والاستكانة». كيف يهزم شعب فيه الدحدوح وأمثاله؟ بعد ساعات على دفن ابنه، وقف الصحافي مباشرة أمام الكاميرا، يغصّ بالحزن على ما أصابه، ويقدّم رسالته الإعلامية بكل عزم. يجد الناشطون على الصفحات الافتراضية أنفسهم عاجزين عن كتابة العبارات التي تواسي الصحافي. ماذا سيقولون له؟ وما هي العبارات التي قد تخفّف من مصابه؟
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك