Advertisement

خاص

لماذا تراجعت إيران وإسرائيل عن حافة الهاوية؟.. تقرير لـ"Foreign Affairs"

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
15-05-2024 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1199586-638513578660932216.jpg
Doc-P-1199586-638513578660932216.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ذكرت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية أن "وابل الهجمات والهجمات المضادة بين إيران وإسرائيل في الأسبوعين الأولين من شهر نيسان أدى إلى تغيير المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط بشكل جذري. وفي الحقيقة، أدى هذا التبادل إلى ظهور حرب الظل التي يخوضها البلدان منذ أكثر من عقد من الزمن إلى العلن. لقد أصبح من الواضح الآن أن التنافس المتصاعد بين إيران وإسرائيل سوف يشكل الأمن الإقليمي ويدفع سياسات الشرق الأوسط في المستقبل المنظور. وينظر كل طرف إلى الآخر باعتباره العدو اللدود الذي يجب عليه هزيمته بالوسائل العسكرية. وإذا تركت المنافسة الخطيرة بينهما دون رادع، فإن المنافسة الخطيرة بينهما ستؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، وقد تؤدي في النهاية إلى صراع يجر الولايات المتحدة إلى حرب مكلفة. ويقع على عاتق واشنطن الآن صياغة استراتيجية دبلوماسية لتهدئة القوى التصعيدية التي عجلت بحدوث مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل في نيسان، ويمكن أن تفعل ذلك مرة أخرى".
Advertisement
شبح حرب أكبر
وبحسب المجلة، "لقد أدى الهجوم الذي شنته حماس في السابع من تشرين الأول إلى إضعاف هالة إسرائيل التي لا تقهر، وتقويض شعورها بالأمن. ولم تتمكن إسرائيل من خلال الرد العنيف الذي شنته على قطاع غزة من تحقيق أهدافها الثلاثة والتي تتمثل في تدمير حماس، وتحرير الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا في غزة، واستعادة الثقة في قدرتها على ردع الهجمات الخارجية وحماية سكانها".
وتابعت المجلة، "إن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، مثل حملتها في غزة، كان مدفوعاً جزئياً بالرغبة في ضمان عدم تكرار هجوم بحجم السابع من تشرين الأول أبداً. وكان حجم رد الفعل الإيراني مفاجئًا ومثيرًا للقلق. فقد أعلنت طهران عن نواياها، وأبلغت الولايات المتحدة بردها المخطط له من خلال وسطاء أوروبيين وعرب. وبعد ذلك، ومن خلال إطلاق مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل، أوضحت إيران أنها لن تمارس الصبر الاستراتيجي بعد الآن، ومن الآن فصاعدا سترد عندما تتعرض للهجوم. والآن، فإن أي هجوم من قبل أي من الطرفين سيستدعي رد الطرف الآخر مما يثير شبح حرب أكبر".
خفض حدة الصراع
وبحسب المجلة، "تريد واشنطن وحلفاؤها تجنب مثل هذا التصعيد، وطهران تعرف ذلك. وفي الواقع، نجحت الطفرة الدبلوماسية في احتواء الأزمة، كما أوضحت أن الأولوية القصوى للولايات المتحدة هي منع الحرب في غزة من إشعال حريق إقليمي وجر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى مكلفة في الشرق الأوسط. ما يجعل واشنطن تشعر بالاطمئنان هو أن إيران وإسرائيل لا تسعيان إلى الذهاب إلى صراع مباشر، على الرغم من استعراضهما الأخير للقوة. وتدرك إيران أن إسرائيل دولة نووية تتمتع بقدرات تقليدية متفوقة، وأن الحرب مع إسرائيل ستعني في نهاية المطاف الحرب مع الولايات المتحدة. ومن جانبها، تدرك إسرائيل أن صراعاً أكبر مع إيران من شأنه أن يجبر حزب الله على إطلاق المزيد من الصواريخ على المدن والمنشآت العسكرية الإسرائيلية".
وتابعت المجلة، "في الوقت نفسه، يلوح في الأفق احتمال حدوث تصعيد خطير آخر في المنطقة، وقد يؤدي التوغل الإسرائيلي في رفح إلى التعجيل بمواجهة أخرى إذا شعرت إيران وحلفاؤها بأنهم مجبرون على التحرك مع تفاقم الأزمة الإنسانية هناك أو لمنع إبادة حماس. كما أن وقف إطلاق النار الطويل الأمد بين إسرائيل وحماس من الممكن أن يمهد الساحة لمزيد من الصراع، لأنه من شأنه أن يسمح لإسرائيل بالتركيز على حزب الله أو استهداف إيران مرة أخرى في سوريا. إن إيران وإسرائيل ليستا مستعدتين للقتال الآن، ولكن إذا استمرت كل منهما في النظر إلى الأخرى باعتبارها تهديداً مميتاً لا يمكن مواجهته إلا عسكرياً، فإن الصراع المستقبلي يصبح أمراً مؤكداً".
مخاطر متزايدة
وبحسب المجلة، "إن استعدادات البلدين لهذا الصراع من شأنها أن تغير التوازن الأمني في المنطقة بعدة طرق. الأول هو من خلال سباق التسلح، فبعد التبادل العسكري الأخير بينهما، سوف تقوم إيران وإسرائيل بتسريع مساعيهما للحصول على قدرات هجومية ودفاعية أكثر تقدماً. إن الأسلحة هذه لن تجعل الحرب بين العدوين أكثر احتمالا وأكثر تدميرا فحسب، وإنما ستؤدي إلى حشد عسكري مزعزع للاستقرار في كل أنحاء المنطقة. وطهران، التي تعلم أنها لن تكون قادرة على الأرجح على مواكبة سباق التسلح التقليدي، قد تضاعف جهودها لتأمين الأسلحة النووية. كما وسوف يتطلع كلا البلدين أيضًا إلى الحصول على ميزة جغرافية. ففي الجولة الأخيرة من الهجمات، لم تعتمد الفعالية النسبية للضربات الإيرانية والإسرائيلية على القدرات التكنولوجية فحسب، بل أيضاً على مواقع إطلاقها".
وتابعت المجلة، "لقد اتبعت إيران منذ فترة طويلة استراتيجية تسليح حزب الله بالصواريخ على حدود إسرائيل بينما تحاول حرمان إسرائيل من مكانة مماثلة في البلدان المحيطة بإيران. ولم تلجأ طهران إلى حزب الله في الآونة الأخيرة، لكنها قد تفعل ذلك في المرة القادمة، وقد تسعى إيران أيضًا إلى زيادة قدراتها الصاروخية والطائرات من دون طيار في سوريا، التي تشترك في الحدود مع إسرائيل. وهذا من شأنه أن يشكل تهديدا كبيرا لإسرائيل، التي من المرجح أن ترد بتكثيف الهجمات على مواقع إيران وحزب الله في لبنان وسوريا. ومع تعزيز إيران لقدراتها العسكرية على حدود إسرائيل، قد ترد إسرائيل بالمثل من خلال ترسيخ وجودها الاستخباراتي والعسكري على حدود إيران. وتشهد أذربيجان والمنطقة الكردية في شمال العراق بالفعل أرضية للعمليات الإسرائيلية".
العودة إلى صناعة القرار
وبحسب المجلة، "قد يجبر التصعيد بين إيران وإسرائيل الولايات المتحدة على التخلي عن خططها لتقليل وجودها العسكري في الشرق الأوسط. وإذا كان هدف واشنطن هو تجنب التورط في حرب إقليمية، فعليها ضمان الاستقرار الإقليمي. إن الجانب المشرق من أزمة نيسان هو أن واشنطن وطهران تحدثتا خلف الكواليس طوال الأسبوعين، وكان تواصلهم هو المفتاح لتجنب الكارثة. وبينما ترسم مسارها الدبلوماسي التالي، يجب على الولايات المتحدة الاستفادة من هذا الانفتاح لتقليل خطر نشوب حرب أكبر. وينبغي لها أن تعمل على إشراك إيران في مجموعة من القضايا الإقليمية، مثل تهديد الحوثيين للشحن الدولي في البحر الأحمر، والبناء على جهودها الدبلوماسية السابقة لتحقيق الهدوء على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية".
وختمت المجلة، "هذا ليس الوقت المناسب للولايات المتحدة لتلجأ إلى الخيارات العسكرية كحل الملاذ الأول. وبدلاً من ذلك، تتطلب الظروف الأمنية المحفوفة بالمخاطر في المنطقة أن تدرك واشنطن إمكانات فن الحكم الأميركي".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك