ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أن جماعة"
أنصار الله، الاسم الرسمي لما يُسمى بـ"الحوثيين"، انبثقت من الفوضى التي أعقبت إعادة توحيد اليمن في تسعينيات القرن الماضي. تنتمي الحركة إلى الأغلبية الشيعية الزيدية في شمال اليمن، لكنها وجدت نفسها فجأةً أقليةً بعد توحيد شمال وجنوب اليمن عام 1990. ازدادت قوة الحركة في عهد الرئيس
علي عبد الله صالح، الذي حكم شمال اليمن من عام 1978 إلى عام 1990، ثم حكم اليمن الموحد من عام 1990 إلى عام 2012. وعندما اجتاح الربيع العربي
الشرق الأوسط عام 2011، أدرك صالح ما ينتظره وأعلن عدم ترشحه لولاية أخرى. وبعد أن نجا بأعجوبة من محاولة اغتيال في حزيران 2011، وتلقى العلاج في
المملكة العربية السعودية، سلم السلطة في تشرين الثاني من ذلك العام لنائبه عبد ربه منصور هادي".
وبحسب الموقع، "في عهد هادي، حظي حزب الإصلاح، الفرع اليمني لجماعة الإخوان
المسلمين، بالتفضيل وتزايد نفوذه. في نهاية المطاف، أصبح الوضع لا يُطاق. في عام 2014، شنّت حركة الحوثيين ثورةً، واستولت على العاصمة اليمنية صنعاء. وبمساعدة السعوديين، خاضت الطائفة السنية في اليمن حربًا ضد الحوثيين لسنوات. مع ذلك، ظلّ الحوثيون متفوقين في القتال. علاوة على ذلك، بينما كان السعوديون يدعمون تحركات الإسلاميين في جنوب اليمن، كان الإيرانيون يدعمون الحوثيين. ووفقًا للدكتورين بيرند كوسلر وكيث أ. غرانت، "اتخذت القيادة
السعودية موقفًا متطرفًا لإعادة حكومة هادي مهما كلف الأمر، بينما أرادت
إيران فقط استنزاف السعوديين في حرب غير متكافئة باهظة التكلفة وطويلة الأمد"."
ورأى الموقع أن "خطة
طهران نجحت. واليوم، لا يزال الحوثيون مسيطرين على اليمن، وبفضل علاقاتهم الوثيقة بإيران، عززوا مكانتهم في البلاد، لا بل أصبح الحوثيون أقوياء ومتحصنين في اليمن لدرجة أن حتى البحرية الأميركية لا يبدو أنها قادرة على كسر قدرتهم على تهديد الأمن الإقليمي بشكل جذري".
وبحسب الموقع، "بفضل تحالفهم مع إيران، يتمتع الحوثيون بعلاقات ودية مع كل من
روسيا والصين. وبفضل هذه العلاقات، مُنحوا مجموعة هائلة ومتنامية من الصواريخ المتطورة القادرة على ضرب أهداف بعيدة تصل إلى
إسرائيل. علاوة على ذلك، أفادت التقارير أن علاقة
الصين بالحوثيين أدت إلى مساعدة شركات الأقمار الصناعية
الصينية لهم في استهداف السفن الحربية الأميركية بدقة أكبر، وخاصةً حاملات الطائرات الأميركية. ومن الواضح أن هذا يصب في مصلحة الصين، إذ تُمثل حاملة الطائرات الأميركية أخطر تهديد قد تواجهه في حرب تقليدية مع
الولايات المتحدة بشأن تايوان. إن إضعاف قوة حاملات الطائرات الأميركية، أو إظهار قدرة موثوقة على التتبع والاستهداف والتدمير باستخدام صواريخ باليستية دقيقة مضادة للسفن، من شأنه أن يُشكل رادعًا قويًا".
وتابع الموقع، "أما بالنسبة لتحالف الحوثيين وإيران وروسيا، فيزداد الأمر إثارة للقلق، لا سيما بالنسبة لحاملات الطائرات الأميركية التي تجوب المياه قبالة الساحل اليمني. في خريف العام الماضي، أفادت
رويترز أن إيران توسطت في محادثات بين
موسكو والحوثيين لنقل صواريخ كروز P-800 المضادة للسفن، التي تُطلق من الأرض، إلى صنعاء. هذا النظام هو سلاح فرط صوتي، وإذا ما اقترن ببيانات الاستهداف الدقيقة التي توفرها الأقمار الصناعية من الصين، فقد يضمن للحوثيين قدرةً على تعطيل أو إغراق حاملة طائرات أميركية متى شاءوا".
وبحسب الموقع، "يجب على إدارة
ترامب سحب أصولها الباهظة، ولا سيما حاملة الطائرات، ريثما يتم التوصل إلى حلٍّ أكثر فعاليةً لمواجهة صواريخ الحوثيين الهائلة. فالبقاء في مرمى هذه الأنظمة يُنذر بكارثة. وإضافةً إلى ذلك، فإن منح الحوثيين هذا النوع من النصر، بعد أن أثبتوا بالفعل أنهم يُمثلون إرادة "الشعوب المضطهدة" في المنطقة، سيضمن أن تصبح الهزيمة الحقيقية للولايات المتحدة وإسرائيل حقيقةً مُرعبة. ونظرًا لأصول الحوثيين، فمن غير المرجح أن يُؤدي أي قدر من القصف إلى اختفائهم، تمامًا كما لم تُدمّر 20 عامًا من الحرب الوحشية حركة طالبان في أفغانستان".