Advertisement

عربي-دولي

مجلة أميركية تتحدّث: هل بالإمكان تفادي حرب إسرائيل - إيران؟

Lebanon 24
11-05-2025 | 16:00
A-
A+
Doc-P-1358894-638825819047227339.jpg
Doc-P-1358894-638825819047227339.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تناول أساف زوران، الباحث في مشروع "إدارة الذرة" بمركز بيلفر التابع لجامعة هارفرد كينيدي، التوتر المتزايد بين إسرائيل وإيران، مستعرضاً البعد النووي لهذا الصراع، وسيناريوهاته المحتملة، مع استشراف فرص خفض التصعيد. 
Advertisement
 
 
وقال زوران في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية إنَّ ما يحدد مستقبل العلاقة بين الطرفين ليس مجرد منع إيران من امتلاك سلاح نووي، بل الكيفية التي يمكن بها تحقيق هذا الهدف، وما يصاحبه من حسابات إقليمية ودولية.
 
واستهل الكاتب تحليله بالإشارة إلى التدهور الخطير في العلاقات بين إسرائيل وإيران، خصوصاً بعد أحداث 7 تشرين الأول 2023، حيث شنت إيران هجوماً صاروخياً مباشراً على إسرائيل، تبعته ضربات جوية إسرائيلية جريئة قرب طهران. 
 
 
ورغم أن نقاط النزاع التقليدية – كحزب الله وسوريا – لم تختف، فإن التركيز الأبرز في التصعيد الجديد هو البرنامج النووي الإيراني.


وترى إسرائيل أن امتلاك إيران سلاحاً نووياً يعد تهديداً وجودياً لا يمكن التساهل معه. أما إيران، فترى في هذا البرنامج ضماناً لاستمرارية نظامها واستقلال قرارها السيادي في ظل ضغوط دولية متزايدة.
 
3 سيناريوهات للتوتر
 
وحدد زوران ثلاثة سيناريوهات محتملة لمسار التوتر النووي، وقيّم فرص تحقق كل منها كما يلي:
 
1. اتفاق نووي جزئي: الخيار الأرجح والأكثر هشاشة
 
يرجّح زوران أن تتجه الأطراف نحو اتفاق مؤقت أو جزئي، لا يرقى إلى اتفاق 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة)، لكنه يفرض بعض القيود النووية على إيران.
 
 
وعلى الرغم من العقبات الداخلية التي تواجه طهران، فقد أظهرت استعداداً للدخول في مفاوضات تخفف الضغوط، دون تقديم تنازلات جوهرية.
 
ويلقى هذا السيناريو قبولاً نسبياً في الغرب، خاصة في ظل انشغال القوى الكبرى بأزمات كأوكرانيا، وحرص الإدارة الأميركية – بقيادة ترامب – على تجنب مغامرات عسكرية جديدة.


غير أن زوران يحذر من أن هذا النوع من الاتفاقات يحمل بذور فشله في داخله، فالغموض حول بعض القضايا، أو تجاهل مجالات مثل أنشطة الوكلاء والصواريخ، قد يدفع إسرائيل إلى اتخاذ خطوات أحادية تعيد التصعيد، مما يعكس هشاشة الاستقرار الذي يوفره الاتفاق.
 
 
2. اتفاق شامل: الأفضل لكنه مستبعد حالياً
 
يعد الوصول إلى اتفاق نووي شامل يفرض قيوداً طويلة الأمد على إيران ويعيد التفتيش الدولي المكثف، بمثابة السيناريو الأمثل، إلا أن زوران يراه مستبعداً على المدى القصير، نظراً لاتساع الفجوة بين مطالب واشنطن وما تقبل به طهران.
 
مع ذلك، لا يستبعد الكاتب تماماً حدوث تقدم فيه إذا توفرت إرادة سياسية أمريكية حازمة، وتم تعزيز الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على إيران؛ كعقوبات على شركاء النفط، وزيادة الوجود العسكري في المنطقة، والتنسيق مع روسيا في سياق التفاوض حول أوكرانيا.
 
وأشار الكاتب إلى أن اتفاقاً من هذا النوع قد يخفف التوترات الإسرائيلية الإيرانية، ويرسي قواعد جديدة للاشتباك تحد من الانزلاق إلى الحرب.
 
3. ضربة عسكرية إسرائيلية: خيار محفوف بالمخاطر
 
وقال الكاتب إنه في حال تعثرت الحلول الدبلوماسية، يطرح الخيار العسكري نفسه بقوة، فإسرائيل سبق أن ضربت مفاعلات نووية في العراق وسوريا، وتحتفظ بقدرة عالية على المبادرة في ظل قناعة عميقة بضرورة الحيلولة دون تمكين إيران نووياً.
 
وأضاف الكاتب أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تواجه ضغوطاً سياسية داخلية، قد ترى في الهجوم وسيلة لحشد الجبهة الداخلية، وإثبات الردع. وتشمل دوافع التصعيد: احتمال امتلاك إيران منشآت سرية محصنة، وتطور أنظمة دفاعها الجوي، وخشية إسرائيل من تراجع الدعم الأمريكي في حال فشل ترامب بالعودة للرئاسة.
 
وأكد الكاتب أن أي ضربة عسكرية تظل "مقامرة خطرة". فهي قد تردع طهران، لكنها قد تدفعها أيضاً إلى تسريع برنامجها النووي سعياً لردع مماثل. كما أن نجاح العملية العسكرية مشروط بتوفر معلومات استخباراتية دقيقة، ودعم سياسي داخلي ودولي، وقدرة تنفيذية عالية.


فرص خفض التصعيد: عبر دروس الحرب الباردة
 
أشار الكاتب إلى إمكانية خفض التصعيد، مستلهماً من تجربة "الانفراج" بين أميركا والاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة، مشيراً إلى أن الأمر يتطلب اعتراف الطرفين بضرورة ضبط النفس، والقبول بمبدأ "الضعف المتبادل"، وفهم أن أمن أحدهما لا يمكن أن يتحقق بمعزل عن الآخر.
 
ورأى الكاتب أن هذه الرؤية يصعب تبنيها من قبل إسرائيل أو النظام الإيراني، لأسباب أيديولوجية وسياسية. فالطرفان لا يثقان ببعضهما، ولا يملكان حالياً قيادات مستعدة لمراجعة المفاهيم الأمنية السائدة.
 
ورغم ذلك، يرى زوران أن هناك خطوات جزئية يمكنها الحد من التوتر بين البلدين، كإنشاء قنوات اتصال غير مباشرة، والامتناع عن التخطيط لإسقاط النظام الآخر، وتحديد قواعد واضحة للردع والعنف.

التكيف مع التغيرات 
 
وأوضح الكاتب أن المهمة العاجلة الآن هي منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وهو ما يتطلب توافر أدوات عدة، منها: توافر الاستخبارات الفعالة، والتعاون الإقليمي والدولي، وتوافر أدوات ضغط اقتصادية، والحزم في الردع العسكري عند اللزوم.
 
مع هذا، فقد ذكر الكاتب بأن مفاجآت الشرق الأوسط لا تنتهي، فقد يتغير المشهد فجأة – بانقلاب سياسي في إيران، أو تغير في القيادة الإسرائيلية، أو تصعيد غير محسوب – مما يفرض على إسرائيل وأمريكا الاستعداد لخيارات متعددة، تتضمن الحرب جنباً إلى جنبٍ مع بحث فرص السلام.
 
واختم زوران مقاله بالقول إن التخطيط المرن، ورفض المنطق الصفري، والانفتاح على إمكانية التغيير، قد يكون هو السبيل الأنجح لإرساء استقرار طويل الأمد في منطقة تتقلب على حافة الانفجار. (24)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك