Advertisement

خاص

بشأن عدم زيارة ترامب لإسرائيل.. تقرير لـ"Responsible Statecraft" يكشف الأسباب

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
20-05-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1363106-638833297769772444.jpg
Doc-P-1363106-638833297769772444.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Responsible Statecraft" الأميركي أن "جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب السريعة الأخيرة في الشرق الأوسط كانت بمثابة عرضٍ من الترف المدروس والإشارات الدبلوماسية، مما سلّط الضوء على أهمية الزيارة لملوك الخليج. ورافقت الطائرات المقاتلة طائرة الرئاسة الأميركية إلى المجال الجوي السعودي والقطري والإماراتي، وبمجرد وصولها إلى الأرض، أبدع مضيفو الرئيس في إظهار كرم الضيافة: رقصات السيوف التقليدية، والخيول العربية، والتحية العسكرية البراقة. ومع ذلك، وسط هذه الاحتفالات المُعدّة بعناية، غابت إسرائيل، الشريك الاستراتيجي الرئيسي المعلن عنه منذ زمن طويل للولايات المتحدة، بشكل ملحوظ عن جدول أعمال القمة. ويكشف قرار تجاوز إسرائيل، لا سيما في ظل التوتر الإقليمي الحاد نتيجة صراع غزة، عن ركيزة أساسية في نهج ترامب في إدارة شؤون الدولة: السعي الدؤوب وراء "انتصارات" لافتة للنظر ونتائج قابلة للتحقيق، يمكن استخدامها بسرعة للاستهلاك السياسي".
Advertisement

وبحسب الموقع، "في خطابه في الدوحة في 15 أيار، أدان ترامب هجوم حماس في 7 تشرين الأول، واصفًا إياه بأنه "أحد أسوأ وأفظع الهجمات التي شهدها أي شخص على الإطلاق". ومع ذلك، فقد صدرت هذه الكلمات القوية من قطر، الوسيط الرئيسي في الصراع، وليس من القدس، التي اعترف بها ترامب، بشكل مثير للجدل، عاصمةً لإسرائيل خلال ولايته الأولى. ومع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس مرارًا وتكرارًا، تتلاشى احتمالات نجاح ترامب في تحقيق اختراق. وبالنسبة لرئيسٍ يزدهر بسمعته كصانع صفقات، فإن زيارته لإسرائيل في ظل الظروف الحالية قد تؤدي فقط إلى تسليط الضوء على العجز". 

وتابع الموقع، "في المقابل، وفرت دول الخليج بيئةً أكثر خصوبة للنجاح. فبفضل صناديقها السيادية المتعطشة للاستثمار، وتأكيدها المتزايد على دورها الدبلوماسي الإقليمي، حوّلت دولٌ مثل المملكة العربية السعودية وقطر وعُمان نفسها إلى شركاء اقتصاديين ووسطاء سياسيين لا غنى عنهم. وتُسهم قوتها المالية وقنواتها الدبلوماسية المتطورة في تشكيل النتائج، ليس فقط في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، بل في مجموعة من البؤر الجيوسياسية الساخنة، من روسيا وأوكرانيا إلى شبه القارة الهندية، وفي المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران. وخارج شبه الجزيرة العربية، أتاحت عودة سوريا المُنظّمة بعناية إلى الساحة الإقليمية منصةً أخرى لترامب ليُعلن انتصارًا دبلوماسيًا. ففي منتدى الاستثمار الأميركي السعودي في الرياض، أعلن ترامب: "بعد مناقشة الوضع في سوريا مع ولي العهد محمد بن سلمان... وكذلك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان... سأأمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصةً لتحقيق العظمة"."

وأضاف الموقع، "أشاد الرئيس السوري أحمد الشرع بهذه الخطوة، التي تُوجت بلقاء مباشر بينه وبين ترامب، في خطاب وطني لاحق، واصفًا القرار بأنه "تاريخي وشجاع". وأضاف  أنه "يخفف معاناة الشعوب، ويساعد على نهضتها، ويرسي أسس الاستقرار في المنطقة". وبالنسبة لترامب، فإن تسهيل عودة سوريا، مهما كان الطريق أمامها معقدا، يقدم رواية لصنع السلام والعمل الحاسم. مع ذلك، سيكون من الخطأ تفسير هذا الانخراط الانتقائي على أنه ناقوس موت التحالف الأميركي الإسرائيلي، فالشراكة الاستراتيجية متجذرة في مؤسساتها، ومتشابكة مع عقود من السياسة الأميركية المتوافقة مع الحزبين والتزامات أمنية جوهرية، ولا يمكن أن تُلغى بجولة رئاسية واحدة. وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، في نيسان الماضي، أن "الدعم الثابت لأمن إسرائيل كان حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأميركية". ويتجسد هذا الدعم في مساعدات ثنائية تراكمية تزيد عن 130 مليار دولار، ومذكرة تفاهم سارية لمدة عشر سنوات، تُخصص 3.3 مليار دولار سنويًا لتمويل عسكري أجنبي، و500 مليون دولار لبرامج الدفاع الصاروخي".

وبحسب الموقع، "لا يزال التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل سياسةً رسمية، مُجسّدة في تقييمات وأطر قانونية، مثل قانون الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لعام 2014، الذي أعلن إسرائيل رسميًا "شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا". في الواقع، لا تدعو دوائر سياسية مؤثرة، مثل مؤسسة هيريتيج، إلى تفكيك العلاقة، بل إلى تطويرها إلى "شراكة استراتيجية متساوية" بحلول منتصف القرن، شراكة أقل اعتمادًا على المساعدات الأحادية الاتجاه وأكثر تركيزًا على "تقاسم الأعباء"، كما وصفها البيت الأبيض. ولا تزال اتفاقيات أبراهام، التي تُعدّ إنجازًا بارزًا لولاية ترامب الأولى، حاضرة بوضوح على جدول أعماله. خلال لقائه مع الشرع، دعا ترامب سوريا للانضمام إلى اتفاقيات التطبيع. ويُبرز هذا الإصرار اهتمام الولايات المتحدة المستمر بتعزيز إعادة تنظيم إقليمي أوسع نطاقًا بما يعود بالنفع على إسرائيل". 

وتابع الموقع، "مع ذلك، كانت الدلالات والأهداف المباشرة لغزو ترامب الأخير للشرق الأوسط واضحة. ففرص التقاط الصور مع قادة الخليج، والإعلان عن صفقات استثمارية ضخمة، وتسهيل إعادة دمج سوريا، وفرت نقاطًا سياسية أكثر بكثير من زيارة إسرائيل، الغارقة حاليًا في تعقيدات حرب غزة والموقف الدولي المتوتر لقيادتها الحالية. وحتى تأملات ترامب بشأن غزة، التي عبر عنها في الدوحة، تشير إلى تفضيله للحلول الكبرى، وإن كانت غامضة، والتي تقودها الولايات المتحدة، والتي يتم تصورها من بعيد، بدلاً من أن تكون نتيجة للتعامل المباشر مع الحقائق المستعصية على الأرض. وفي الرياض، أعلن ترامب عن حقبة جديدة من الانخراط الأميركي، ستمتنع فيها الولايات المتحدة عن "إلقاء محاضرات عن كيفية العيش". هذا الخطاب، الذي يجذب الحساسيات الاستبدادية في الخليج، يتماشى تمامًا مع سياسة خارجية تُعلي من شأن المكاسب التجارية على حساب الحروب الصليبية الأيديولوجية. تُوفر العواصم الخليجية، بثرواتها الاستثمارية غير المتوقعة واستعدادها لتسهيل صورة ترامب كصانع سلام، حاليًا بيئةً أكثر ملاءمةً لهذا النهج من إسرائيل". 

وختم الموقع، "يبدو قرار ترامب بتجاوز إسرائيل هذه المرة تأجيلًا تكتيكيًا أكثر منه تحولًا استراتيجيًا جوهريًا، وهو اعتراف بأن المكاسب الدبلوماسية التي يتوق إليها، في الوقت الحالي، تكمن في مكان آخر". 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban