ذكرت صحيفة "Die Zeit"
الألمانية أنه "كان من المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف مع
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في سلطنة عمان يوم الأحد للتفاوض على اتفاق نووي جديد. لكن الآن، فجأةً، انقلبت كل التوقعات رأسًا على عقب. فقد شنّت
إسرائيل سلسلة غارات جوية ليلية على
إيران استهدفت مواقع نووية وقواعد عسكرية، ما أسفر عن مقتل قادة كبار وسياسيين وعلماء مرتبطين بالبرنامج النووي. ووفقًا للجيش
الإسرائيلي، نفذت 200 طائرة تابعة لسلاح الجو خمس موجات من الهجمات قبيل فجر يوم الجمعة. وأفادت التقارير أن هذه العمليات كانت مدعومة بعمليات سرية متعددة لمكافحة الإرهاب في عمق إيران، نفذتها أجهزة الموساد. وصرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، مساء الخميس بأن إسرائيل وصلت إلى "نقطة اللاعودة". ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضربات بأنها مجرد "ضربة افتتاحية" وحذر من المزيد منها في
المستقبل".
وبحسب الصحيفة، "كان الهجوم الإسرائيلي، الأوسع نطاقًا حتى الآن، سريعًا بشكل مفاجئ، رغم أنه كان متوقعًا. وكانت
الولايات المتحدة قد بدأت بالفعل بسحب قواتها من
الشرق الأوسط بحلول يوم الأربعاء. ووفقًا لصحيفة هآرتس
الإسرائيلية، لم يُعطِ الرئيس الأميركي
دونالد ترامب الضوء الأخضر لشن هجوم مشترك، ومع ذلك، فقد استخدم استعداد إسرائيل للضرب كوسيلة ضغط، محذرا مرارا وتكرارا من "عواقب خطيرة للغاية" إذا رفضت طهران التفاوض. وفي أول مقابلة له منذ الهجوم، بثتها قناة فوكس نيوز، أعرب
ترامب عن أمله في استئناف المحادثات. وأضاف: "سنرى. بعض أعضاء القيادة لن يعودوا"."
وتابعت الصحيفة، "بهذه الاستراتيجية العالية المخاطر، لا تُلحق إسرائيل أضرارًا مادية فحسب، بل تُلحق أيضًا ضررًا بقيادة النظام، ويُمثل هذا الهجوم اختبارًا لمدى القوة المتبقية لحكام طهران. ويوم الخميس، هدد المسؤولون الإيرانيون بردٍّ انتقاميٍّ واسع، يشمل شنّ هجمات على المنشآت النووية الإسرائيلية. وفي ساعة مبكرة من صباح الجمعة، أكد الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت 100 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل. وبالنظر إلى تحذيرات طهران، لم يكن هذا الرد مفاجئًا. تُدرك إسرائيل أنها لا تستطيع بمفردها صد هجوم أكبر بكثير، ويبقى أن نرى ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل مجددًا إذا صعّدت إيران من تصعيدها. لقد أوضحت
واشنطن أنها لم تشارك في الهجوم، وصرح وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو بأن هذا كان "عملًا أحادي الجانب"."
وبحسب الصحيفة، "إن المسافة بين إيران وإسرائيل تبلغ حوالى ألفي كيلومتر. وكما أوضح الصحفي يوآف زيتون هذا الأسبوع على موقع Ynet الإخباري، ستحتاج إسرائيل إلى دعم الولايات المتحدة لشن هجوم شامل على المواقع النووية
الإيرانية. ووفقًا لصحيفة هآرتس، نقلًا عن مصادر استخباراتية، أنشأ الموساد سرًا قاعدة طائرات من دون طيار في إيران استعدادًا للغارات الجوية. وهاجمت طائرات من دون طيار من تلك
القاعدة مواقع الصواريخ الإيرانية، مما أدى إلى إضعاف دفاعات البلاد. ويقال إن عملاء الموساد قاموا أيضًا بزرع أسلحة موجهة بدقة بالقرب من أنظمة الصواريخ الإيرانية، والتي تم استخدامها بعد ذلك أثناء الهجوم".
وتابعت الصحيفة، "تُذكّر هذه العمليات بما يُسمى هجمات أجهزة النداء أو البيجر التي شُنّت خريف العام الماضي على
حزب الله في
لبنان. تلك العملية كانت قيد الإعداد لسنوات، وتُمثّل نوعًا جديدًا من الحروب. حزب الله، الذي لطالما اعتُبر أقوى حليف إقليمي لإيران، تعرّض لهزة عنيفة. ومن ثم اغتيل أمينه العام، حسن نصر الله، بعد أسابيع. وتشير تقارير غير مؤكدة إلى أن ضربات هذا الأسبوع على إيران استهدفت أيضًا قيادة النظام وبنيته التحتية النووية بشكل مباشر. وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، صباح الجمعة أن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت مؤخرًا "تسارعًا ملحوظًا في الأنشطة النووية الإيرانية". وبحسب قوله فإن النظام أطلق "برنامجا سريا كان من خلاله كبار العلماء النوويين يعملون سرا على تطوير كل المكونات اللازمة لصنع سلاح نووي"."