نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريراً جديداً زعمَت فيه أنَّ "الهجوم الإسرائيليّ على إيران منع تهديداً وجودياً".
ويقول التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنه في طهران، بدأ العدُّ التنازلي لإبادة
إسرائيل، وأضاف: "هذا الأمر ليس مجرّد كلام.. لقد واصل النظام
الإيراني، بعزمٍ لا يتزعزع، مشروع تدمير يستهدف دولة إسرائيل تحديداً. رغم الخسائر الفادحة التي تكبدها اقتصادها والضربات الإسرائيلية المتكررة على أراضيها، لم تتخلَّ إيران عن هدفها أبداً. تُمثل العملية التي شنتها إسرائيل، حسبما ورد، خطوة حاسمة في الوقت الضائع، وفيها محاولة في اللحظة الأخيرة لوقف طموحات إيران النووية".
وأكمل: "إنَّ العملية تعكس استيعاباً عميقاً لأهوال السابع من تشرين الأول، وخاصة الإدراك القاطع بأنه عندما يُعلن عدوك عن نيته تدميرك ولديه الوسائل للقيام بذلك، فمن المرجح أنه سيفعل ذلك، ما لم تتحرك".
وتابع: "في حزيران 2017، نصب النظام الإيراني ساعة القيامة في ساحة فلسطين بطهران، متنبئاً بنهاية إسرائيل بحلول عام 2040. ورغم أن هذا المشهد كان دعاية تقليدية، إلا أنه كان جزءاً من أمر أكثر شراً. لقد استثمرت إيران عقوداً في حملتها ضد إسرائيل، وارتكز ذلك على أمرين أساسيين: الأول وهو إنشاء جماعات بالوكالة مثل
حزب الله،
حماس، الحوثيون، حزب الله العراقي، وغيرها، وجميع هذه الجماعات مُسلّحة ومُدرّبة من قِبل طهران. أما الأمر الثاني فهو المشروع النووي الذي يهدف إلى إنتاج قنبلة ذرية قابلة للاستخدام".
وقال: "لقد تصور المرشد الأعلى ومستشاروه هؤلاء الوكلاء باعتبارهم أخطبوط استراتيجي من شأنه أن يخنق إسرائيل في نهاية المطاف، إما من خلال الحرب التقليدية أو القوة النووية".
وتابع: "من المفارقات أنَّ هجوم 7 تشرين الأول 2023 الكارثي، الذي شنّه زعيم حماس يحيى السنوار منفرداً ربما كان ليُجنّب إسرائيل كارثةً أكبر بكثير. لو تعرضت إسرائيل لكمينٍ مماثل على الجبهات الخمس - غزة،
لبنان،
سوريا، الضفة الغربية، وغيرها - لكان التهديد الوجودي أشدّ خطورةً بما لا يُقاس. ورغم ألم هذه الحرب، فقد وجّهت ضربةً قاصمةً لاستراتيجية الخنق
الإيرانية ضد إسرائيل".
واستكمل: "ما تبقى هو الملف النووي. انكشف لأول مرة سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية عام 2002. ومنذ ذلك الحين، حاول الغرب - بقيادة إسرائيل والولايات المتحدة وعدة دول أوروبية - وقف البرنامج من خلال مزيج من التخريب والدبلوماسية والعقوبات. ووفقاً لمصادر مفتوحة، قامت القوات الإسرائيلية والأميركية بتصفية علماء ومنشآت رئيسية على مر السنين، لكن معظم الجهود الدولية اعتمدت على أدوات أكثر مرونة: المفاوضات والرقابة والضغط الاقتصادي".
وتابع: "لقد كشفت هذه الاستراتيجية عن انفصال جوهري بين العقلانية الغربية والأيديولوجية الإيرانية. اعتقد الغرب حقاً أن الرقابة والاتفاقيات - مثل خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 - يمكن أن تُبطئ مسيرة إيران نحو القنبلة. إلا أن الإيرانيين تعاملوا مع تلك الاتفاقات على أنها خدعة مُحكمة. لقد انكشف تصميم النظام من خلال أولوياته، ففي حين عانى المواطنون الإيرانيون العاديون من صعوبات اقتصادية متصاعدة، ظلت القيادة تركز بشكل كامل على تحقيق حلمها النووي".
واستكمل: "كانت إسرائيل منقسمة أيضاً.. رفضت أصواتٌ في المؤسسة الدفاعية والسياسية معارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الشرسة آنذاك للاتفاق النووي. وعندما طرح فكرة توجيه ضربة عسكرية عام 2011 وما بعده، وصفها النقاد بالتهور، لكن في النهاية، تحوّل الخطاب إلى أفعال".
وقال التقرير: "في حين لا يزال المدى الكامل للضربة الإسرائيلية المُبلغ عنها غير واضح، تُشير التقارير الأولية إلى تدمير منشآت رئيسية في البنية التحتية النووية الإيرانية. قد لا تكون هذه المهمة قد انتهت بعد، لكن ثمة أمر واحد مؤكد: صدمة السابع من تشرين الأول قد تغلغلت أخيراً في أعلى مستويات صنع القرار
الإسرائيلي".
وتابع: "لقد أشارت معلومات استخباراتية سرية حول مجموعة التسليح الإيرانية، وتقارير حديثة صادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى انتهاكات صارخة، وأوحت بأن إيران تقترب من نقطة اللاعودة. عند مواجهة عدوٍّ ذي نوايا إبادة جماعية، ومسارٍ موثوقٍ نحو امتلاك قنبلة نووية، قد لا يكون هناك بديلٌ سوى الضربة - حتى لو كانت أحادية الجانب".
وأكمل: "مع استمرار تحليق الطائرات المقاتلة الإسرائيلية فوق إيران، من السابق لأوانه تقييم مدى الإنجاز الكامل أو الثمن الذي ستدفعه إسرائيل. لا يسع المرء إلا أن يأمل في تحقيق نتائج مثل أن يُخفف الدفاع الجوي الإسرائيلي من وطأة الرد، وأن يُعاد الردع. لكن الرسالة الموجهة إلى ألد أعداء إسرائيل واضحة لا لبس فيها: لن نقبل بعد الآن بطعنة في رقابنا. وإن وُضعت، فسنضرب بعزم ومن دون تردد".